الشبكة تستطلع أولى مراحل العمل في ساحة النسور البغداديون ينتظرون صرحاً هندسياً خلاباً تنتهي معه قصص التلكؤ والفشل

179

بغداد – على غني/
تغيب النسور التي كانت وادعة في ساحتها العتيدة مدة (550) يوما بهجرة قسرية ثم تعود آمنة إلى أعشاشها لكن بحلّة جديدة وبآمال كبيرة لحل عقدة الخناق المروري، قرابة السنة والنصف هي عمر قصة تطوير ساحة النسور، التي يتمنّى البغداديون أن تكون واحدة من معالم النجاح في تنفيذ المشاريع وبجودة عالية تفوق مثيلاتها.
نتمنى ألا تتكرر حكايات التلكؤ والفشل التي وأدت الكثير من المشاريع والأحلام ليتمتع أبناء العاصمة بطرق مفتوحة وفارهة بعيدا عن الزحامات الخانقة.
صبّ الركائز
بدأت جولتنا من المكان الذي تنطلق منه هذه الظاهرة المعمارية الكبيرة يرافقنا في هذه الجولة المتحدث الرسمي باسم وزارة الإعمار والاسكان المهندس نبيل الصفار الذي ذاق َمعنا حرارة الشمس ليحدثنا عن البدايات، ونحن في موقع العمل قائلاً: إن دائرة الطرق والجسور في وزارتنا عقدت اجتماعاً مهماً مع ممثلي الشركات التي وقع عليها الاختيار لتنفيذ حزمة مشاريع فكِّ الاختناقات المرورية في العاصمة، لمناقشة التصاميم الخاصة بالمشاريع وتدقيقها وتم إقرار تطوير ساحة النسور من خلال إنشاء جسور وأنفاق، وكذلك توسعة الشارع المؤدي إلى ساحة قحطان وإنشاء مجسَّر فوق السكة باتجاه تقاطع أم الطبول.
ويضيف الصفار: قمنا بفتح مسارات بديلة للطرق كافة لضمان استمرار إنسيابية الحركة، إلى جانب مباشرتنا بحفر وصب الركائز للجسور والمجسرات، لأننا كما تعرف أكملنا التصاميم النهائية، لافتاً إلى أن الوزارة عازمة على توفير الدعم اللوجستي للمشروع وتثبيت العلامات التحذيرية والسلامة في مواقع العمل.
وعن كيفية مراقبة عمليات تنفيذ المشروع الذي تتولاه شركات صينية لا سيما أنّه المشروع الأول الذي دخل حيز التنفيذ وسيكون بمثابة اختبار حقيقي لمشاريع فك الاختناق بيّن المهندس الصفار أنه “سيتم تشكيل غرفة عمليات مركزية بإشراف رئيس الوزراء للإطلاع على تقارير الأعمال المستمرة وبنحو يومي”، مؤكدا أن “جميع الأطراف المشاركة في الأعمال لديها إصرار على إكماله بالمدّة المقررة”.
الكثافة المرورية
انتهزت فرصة وجود آمر قاطع اليرموك العميد محمد الجنابي وهو يشرف على تنظيم السير بنفسه، للحديث معه عن واجب رجال المرور في هذا الظرف المهم، وحين سألته عن مقدار التنسيق الذي تحرص عليه مديرية المرور مع الشركات المنفذة، أجاب الجنابي: نعم، طلبنا من الشركة المنفذة توسعة الطرق لمداخل ومخارج ساحة النسور، وكان هذا الطلب قبل بدء المشروع، وبالفعل استجابت الشركة المنفذة، مما جعل انسيابية السير يسيرة ولا تتأثر بالاعمال الجارية، كما شدّدنا على منع وقوف المركبات لنحافظ على الانسيابية بحركة المرور.
الجنابي أوضح أن هناك تنسيقاً مستمراً عن طريق لجنة من مديرية المرور العامة مع الشركة المنفذة لمعالجة أي مشكلات قد تطرأ أثناء العمل، وعن تقديراته لمآل المشروع وتأثيره في حركة المرور في تلك الساحة التي كانت واحدة من أكثر الساحات زحاما في العاصمة أكد الجنابي أنّ هذا المشروع سيؤدي في حال إكماله الى التخلص من الكثافة المرورية على طول خط السير الممتد من العلاوي الى ساحة الفارس وساحتي النسور وقحطان، وتتناقص بفضله الاختناقات المرورية التي كانت تؤرق المواطنين.
خطة الطوارئ
المتحدث باسم مديرية المرور العامة زياد القيسي أعلن أن مديريته قد وضعت خطة لمواجهة الظروف على الأرض، ولا سيما أن هدف المديرية هو ضمان ألا تحدث تلك المشاريع فرقاً في حركة السيارات وتمرّ أيام التشييدات بسرعة دون أن تكون وبالا على المواطنين.
وتضمّنت تلك الخطة بحسب القيسي نشر دوريات في أماكن العمل وإرشاد السائقين لاستثمار الطرق البديلة والموازية أو الطرق التي سيتم تأهيلها لتكون ثانوية، مع تعزيز وجود الملاكات البشرية في مواقع العمل.
ودعا القيسي الشركات المنفذة لهذه المشاريع إلى أن يكون تنفيذها للأعمال في ساعات الليل، وخارج أوقات العمل الرسمي كي تكون هنالك انسيابية في حركة السير والمرور واستغلال أمثل لقلة زخم السيارات.
تعزيز احتمالات النجاح
لكن رؤية المهندس نبيل الصفار المتحدث باسم وزارة الإعمار والإسكان تختلف بالنسبة لساعات العمل اذا ما نظر الى رغبة وزارته بإنهاء المشروع في موعده المحدّد، يقول الصفار إن العمل سيكون على مدار الساعة، وبنظام (الشفتين)، لإنهاء العمل ضمن التوقيتات الزمنية المحددة. الصفار لم يخفِ قلقه من قدم المخططات لمنطقة العمل وكونها غير محدَّثة وربّما غير موجودة أصلاً ومن ثم تكون احتمالات وجود أنابيب مياه ومجار وتوصيلات كهرباء قائمة ويمكن أن تعرقل سرعة الإنجاز وتجعل من إنهاء المشروع في الوقت المحدد في خبر كان.
ونوه الصفار بأنّ مشروع تطوير ساحة النسور هو الأعقد من بين مشاريع فك الاختناقات المرورية، لذلك كلّفت الوزارة وبتوجيه من رئاسة الوزراء فريقاً مهمته التواجد ليلا ونهارا في مكان العمل، ويضم أعضاء من مديرية الماء والمجاري والكهرباء وتخصصات أخرى لمعالجة يعالج أي تعارضات تؤخر العمل.