تيبست أعشابه وغادرت الطيور سماءه هور العودة يتحول الى أرض قاحلة
ميسان – عبد الحسين بريسم/
يقع هور العودة في المناطق التابعة لقضاء الميمونة جنوب غرب محافظة ميسان ويمتد على مساحة شاسعة تقدر بنحو 80 كم2، وقد تزيد مساحته في مواسم الفيضانات ووفرة مياه الأمطار، ويتغذى الهور من نهر العريض المتفرّع من نهر البتيرة الذي يحاذي قضاء الميمونة من الجهة الغربية.
الفوائد الاقتصادية والبيئية
يجمل الناشط البيئي جمعة المالكي الفوائد الغزيرة لهور العودة وامتداده على حدود ثلاث محافظات: فقد كان مسطحاً مائياً كبيراً يتصل بالأهوار الوسطى التي تشترك فيها محافظات ميسان وذي قار والبصرة، ويعد هذا المسطح المائي ذا فوائد اقتصادية وبيئية لا يمكن حصرها، ففي الجانب الاقتصادي كان سكناً ملائماً لمربي المواشي ومن أهمها تربية الجاموس لما يحويه من كميات جيدة من المياه تساعد على وجود النباتات مثل القصب والبردي وأنواع الحشائش التي تعد مرعى ملائماً للجاموس والبقر”، ويضيف المالكي أن سكنة ناحية الرفاعي كانوا يستفيدون من الهور لري الأراضي الزراعية وكذلك قبائل العيسى الذين يقطنون في الجزيرة الواقعة بين ناحية السلام التابعة لمحافظة ميسان وناحية الاصلاح التابعة لمحافظة ذي قار.
ليس هذا فحسب فهور العودة بحسب الخبير البيئي المالكي كان يسهم في تحسين الوضع البيئي المتردي نوعاً ما، لكونه يتاخم من جهته الغربية أراضي واسعة من الجزيرة جنوب غرب ميسان (جزيرة سيد أحمد الرفاعي) كما يحد وجود المياه والقصب والبردي في هور العودة من حرارة الهواء الذي يمرّ عبر الجزيرة المذكورة.
شح المياه والجفاف
لكن المالكي استدرك بأن هذه الفوائد الجمة مهدّدة بالفقدان مع نذر الجفاف والشح التي تحاصر مناطق الجنوب، فقلة حصة محافطة ميسان من الإطلاقات المائية عرّضت هور العودة إلى الجفاف وأدى وضع الجفاف الجديد الى نفوق كثير من المواشي والأسماك وفرض هجرة قسرية على ساكنيه باتجاه مراكز المدن بعد أن فقدوا مصادر معيشتهم .
ويمثّل جفاف الهور خسارة اقتصادية بسبب فقدان كثير من المناطق القريبة منه والساكنين على حافاته لمصادر المياه التي يعتمدون عليها في ري مزارعهم ومعيشة مواشيهم فضلاً عن آثاره السلبية الكارثية التي تسببت بخسارة التنوع الاحيائي وفقدان أنواع نادرة من الثروة السمكية.
جفاف تام لهور العودة
من جانبه قال مدير شعبة الأهوار في المديرية خضر عباس سلمان لمجلة الشبكة: إن المسطح المائي في هور العودة جفّ بنسبة (100%) وانعدم بشكل تام التنوع الاحيائي فيه، عدا أجمات القصب المصفرّة وأعداد قليلة من الطيور، إذ أثر الجفاف سلبا على عودة التنوع الاحيائي في المسطح المائي وللعام الثاني على التوالي يمرّ الهور بهذه الحالة من دون أي معالجة تذكر.
ويشير سلمان الى ازدياد معاناة الأهالي ومربي الجاموس لا سيما في القرى المحاذية للهور نتيجة للشحة المائية في الأنهر الفرعية والرئيسة المغذية له .
وطالب الجهات المعنية بتأمين الحصة المائية المخصّصة لإنعاش الاهوار بصورة عاجلة للحفاظ على مكوناتها الاحيائية وضرورة إيجاد الحلول المناسبة لمنع تكرار المشكلات البيئية الناتجة عن حدوث الجفاف.