الاتحاد الأوروبي يوقف المساعدات ويشيطن التظاهرات طوفان الأقصى يفضح ازدواجيّة المعايير!

189

آمنة عبد النبي-المانيا/
تخيل، يُمحى وطن بأكمله من الخارطة ويحلّ بدلاً عنه آخر بشعب مستورد، والغريب أن كل هذا يحدث تحت عناوين سلمية موهومة تريد في باطنها تمدد الحرب واستمرارها، (لكن) من طرفٍ أقوى فقط، ليأتي فجأة “طوفان الأقصى” ويفضح ازدواجيّة معايير أوروبا، ويُطيح بأسطورة (الميركافا) الفتاكة في عملية تعُد الأخطر منذُ خمسين عاماً وفي قلب إسرائيل.
فهل يا ترى فقدت إسرائيل الصورة الأسطورية لجيشها ولم تعد تملك سوى ردم هزيمة وهول الانهيار العسكري والأمني الذي تسببت به الفصائل الفلسطينية شمالي غزة، ما أفرز حالة من الغضب والرفض من قبل الأوساط الإسرائيلية، وكيف أخفقت الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في التنبؤ بالهجوم، يأتي ذلك تزامناً مع تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتأكيداته بأنّ الرد على هجوم حماس سيغيّر الشرق الأوسط، علماً أن صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية اتهمتهُ في إحدى افتتاحياتها معتبرة أن “الصفعات” الفلسطينية التي حلّت بإسرائيل في السابع من أكتوبر هي مسؤوليته.
فوبيا تمدد كرة النار
الاتحاد الأوروبي المستنفر سياسياً أعلن في اجتماعٍ وبقرارٍ طارئ وحاد أنهُ أوقف مساعدات التنمية المخصصة للفلسطينيين بالتزامن مع عملية طوفان الأقصى التي قادتها المقاومة الفلسطينية وأسفرت محاورها القتالية المتعددة عن مئات القتلى وآلاف المصابين، إلى جانب أعداد كبيرة من الأسرى الذين جلبتهم المقاومة من مستوطنات غلاف غزة.
وزيرة الخارجية الألمانية (أنالينا بيربوك) حذرت وبشدة مما قد يواجه المنطقة بأكملها من تصعيد، قائلة: “الشرق الأوسط يواجه خطر تصعيد إقليمي كبير بعد الهجوم الإرهابي -كما أسمتهُ- الذي نفذته حركة حماس ضد إسرائيل، معربة عن قلقها الكبير من انضمام جهات أخرى إلى الهجوم، ومعتبرة أن إرهاب حماس مرة أخرى أبعد المنطقة عن السلام.”
محاصرة غزة وإفلاسها اقتصادياً
أما نظيرها في فيينا، وزير الخارجية النمساوي (ألكسندر شالنبراغ)، فقد أعلن هو الآخر تعليق المساعدات للفلسطينيين التي تبلغ قيمتها الإجمالية نحو 19 مليون يورو المخصصة لعدد من المشاريع، هذا التعليق جاء رداً على الهجوم الدامي الذي شنته حماس على إسرائيل، وهو ما تبناه ايضاً الائتلاف المحافظ الحاكم في النمسا، وهو أحد أكثر المواقف المؤيدة لإسرائيل في الاتحاد الأوروبي في السنوات الماضية.
جدير بالذكر، وما بين الموقفين المتشابهين في التضامن مع إسرائيل، فإن العلم الإسرائيلي رُفع فوق مكتب المستشار النمساوي ووزارة الخارجية بعد الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس من قطاع غزة، وصرح شالنبرغ لمحطة أو.آر.إف الإذاعية بأن حجم الإرهاب مروع للغاية لدرجة أننا لا نستطيع العودة إلى العمل كما هو معتاد، لذلك سنجمد جميع مدفوعات التعاون التنموي النمساوي في الوقت الحالي.
تأييد حماس خط أحمر
منظمات إنسانية كثيرة معنية بالشأن الفلسطيني في أوروبا دعت وبقوة الى تظاهرات احتجاجية لدعم الشعب الفلسطيني ولاسيما أمام السفارة الإسرائيلية في لندن ومدن عدة في بريطانيا، في وقت هددت فيه وزيرة الداخلية البريطانية (سوالا برافرمان) بالتعامل بحزم مع أية مظاهرة داعمة لحركة حماس ومبتهجة بما حدث في إسرائيل، مؤكدة ضرورة استخدام السلطات الأمنية للقانون بلا هوادة في مواجهة هذه المظاهرات. وجاءت تصريحاتها على خلفية ظهور مقاطع فيديو يَظهر فيها أفراد يحتفلون بعد الهجوم الذي نفّذته حركة حماس.
وفي برلين، فإن قوة كبيرة من الشرطة الألمانية فضّت مظاهرة عفوية متضامنة مع فلسطين وغير مرخصة لعدد من الشباب في شارع العرب ببرلين وذلك بعد ترديدهم لشعارات بالنصر لحماس وشعارات تحث على العنف (بحسب البيان الذي صدر عن الشرطة). يذكر أيضاً أن وزارة الخارجية الألمانية أعلنت في وقت سابق أن هناك مواطنين ألمان من بين أسرى حماس، وتحدثت تقارير بأن الأمر مرتبط بمواطنين يحملون الجنسيتين الألمانية والإسرائيلية.