فريق””عزوتي””.. متطوعون يساعدون مرضى الفشل الكلوي
السماوة : يوسف المحسن/
شباب متطوعون يتوزّعون على عشرين فريقاً في التقاطعات العامة والساحات والأسواق لجمع التبرعات المالية التي يخصصونها لمرضى الفشل الكلوي في محافظة المثنى. إنه فريق (عزوتي) الشبابي التطوعي الذي نجح حتى الآن بجمع أربعة مليارات دينار ضمن سلسلة حملات خيريّة خصص ريعها بالكامل لمئة وعشرين حالة فشل كلوي حاد.
الفريق يحظى بثقة أهالي المحافظة ودعمهم من خلال المشاركة الواسعة في عمليات التبرع وجمع الأموال وحث بعضهم بعضاً على المساهمة الفعلية. يقول رئيس الفريق (جعفر عبد الرزاق) إن “البداية كانت في العام 2017 عندما لاحظنا أن أعداداً من مرضى الفشل الكلوي غير قادرين على توفير متطلبات العلاج الباهظة الثمن، التي تفتقر إليها المؤسسات الصحية الحكومية، وقد كانت لدينا سابقاً جهود تطوعية قبل هذا التاريخ، لكننا وجدنا أن من الأفضل أن نخصص جهداً أكبر لهؤلاء المرضى، ولاسيما أن تكاليف العلاج قد تصل إلى خمسين أو ستين مليون دينار، وهو مبلغ كبير لا يقدر على توفيره المرضى من العائلات الفقيرة المحدودة الدخل.”
يتابع رئيس الفريق، الذي يمكن سماع مناشداته للمارة عبر مكبر صوت تضعه كل فرقة تطوعية أثناء حملة جمع التبرعات التي تستمر في الغالب ليومين أو ثلاثة: “تصل إلينا مناشدات من مرضى وذويهم، سواء أكانوا أطفالا أو كبار سن أو نسوة وفتيات، ولقد أحصينا وجود أكثر من 400 حالة فشل كلوي في مدن محافظة المثنى.”
ارتفاع في حالات الإصابة
ويعلل متخصصون أسباب ارتفاع أعداد المصابين بالفشل الكلوي إلى عوامل عدة، من بينها سوء نوعية مياه الشرب وعدم توفر الرعاية الصحية المبكرة، بالإضافة الى ضعف الثقافة الصحية المجتمعية إذ يبقى الأفراد، وبشكل خاص الأطفال منهم لفترات طويلة دون شرب كميات كافية من المياه، وهو ما يتسبب في تكون الحصى والرمل في الكلى، وهو ما أكده لـ (الشبكة) الدكتور (حسين علي حسين) اختصاصي جراحة الكلى المتفرغ، التدريسي في جامعة المثنى الذي قال إن حالات الفشل الكلوي لا تحدث بين ليلة وضحاها، وهي نتاج التعرض لبيئة غير صحية سواء بسبب نوعية وكمية مياه الشرب الى طبيعة وكميات الأدوية الى عوامل أخرى مثل قلة ممارسة الأنشطة الرياضية والتركيز على الأغذية التي تؤثر على الكليتين والجهاز البولي.
قوة النسيج المجتمعي
النجاح وحجم التفاعل اللذين حصل عليهما فريق (عزوتي) الشبابي التطوعي المستقل يمثل مرآة لقوة النسيج المجتمعي الذي مازال متيناً وحاضراً في مدينة السماوة والمدن الأخرى، وعلى الرغم من زحف التكنلوجيا والتمازج الحضاري، مازالت المدينة تحافظ على جانب كبير من قيم النخوة والتسامح والتعاون، إذ يقول الكاتب (عامر موسى الشيخ) إن “المجتمع العراقي جرى اختباره في حالات كثيرة وصعوبات وشدائد، وكان دوماً يخرج منها محافظاً على تماسكه ونخوته، وهو ما تجلى في شباب فريق (عزوتي) الذين يستمرون للعام الخامس على التوالي في جمع التبرعات وإيصالها بشفافية وأمانة ودقة الى مستحقيها من المصابين بالفشل الكلوي.”