حكايات انتخابية !

322

حسن العاني/
هذه الحكاية تعود الى بضع سنوات خلت.. فطوال خمسة أشهر والأحزاب والكتل السياسية تتنافس فيما بينها، معلنةً أنها ستذهب الى الانتخابات بقوائم عابرة للطائفية، وكنت مغموراً بالفرح والتفاؤل، لأن العراق ينوي تمزيق الثوب الطائفي الغريب على جسده ومقاسه وعقيدته.
1 – يوم جد الجد، فاجأتنا القوائم بأنها طائفية بامتياز، بل إن معظمها كانت أكثر طائفية من الدورات الانتخابية السابقة، وهو الأمر الذي أصابني بنوع من الجنون الانفعالي المؤقت، بحيث وقفتُ في مقهى الطرف العامر بالرواد وكأنني أمير الخطباء قس بن ساعدة الإيادي، وتوجهت بالشكر الى الأحزاب والكتل السياسية لأنها تخلصت من الطائفية.. بالطبع استغرب الحضور كلامي استغراباً عظيماً، حتى أن أحدهم فقدَ أعصابه وقال لي “أنت رجل كذاب”، فأجبته متسائلاً : إذا كنت أنا كذاباً.. فماذا تسمي 75% من الأحزاب والكتل السياسية ؟! صمتَ.. وطأطأ رأسه!!
2 -لأول مرة في تاريخ الانتخابات العراقية، أعلنتُ في إحدى الدورات عن توفر أصوات للبيع بـأسعار زهيدة أمام المرشحين الراغبين بالشراء، وكان الجاهز تحت يدي (950) صوتاً هم أفراد عشيرتي الذين لا فرق عندهم إن فاز حمودي الحارثي او حسنيه خاتون، لذلك عرضوا أصواتهم للبيع بواقع (40) ألف دينار للصوت الواحد.. كانت عمولتي (5) آلاف دينار عن كل صوت كوني صاحب الفكرة والمشروع، الغريب أنه في أقل من 24 ساعة جرى بيع الأصوات جميعها وحصل كل شخص على (35) ألف دينار من غير جهد، فيما بلغت حصتي (4) ملايين و(750) ألف دينار.. جدير بالذكر أن من يشتري أصواتاً بالجملة يحظى بتخفيض قدره (14%) لتشجيع المنتج الوطني!!
3 – المواطن (س) يقسم على عادة العراقيين بشرفه، أن الرئاسة لن تتخطى فلاناً الفلاني، وسأقطع ذراعي إذا حصل غير ذلك، لكن المواطن (ص) يسأله باستغراب: لماذا هذه الثقة العمياء؟ فيرد عليه: لأنه سيحصد مع جماعته أعلى نسبة من الأصوات.. هذا أمر أكيد لا خلاف عليه!! ولكن (ص) يسأل من جديد (مع الأسف لم أسمع سؤاله)، أما المواطن (ع) فيرشح ثلاث شخصيات للرئاسات الثلاث.. وكالعادة يقسم بشرفه، أن هذا هو ما سيحدث، غير أن المواطن (ب) يعترض على اسم رئيس الجمهورية، بينما يعترض (ج) على اسم رئيس الوزراء، في حين يرى المواطن (ن) أن رئيس البرلمان وحده من سيتغير، ولكن المواطن (ه) يكتفي بالقول (ما أدري).. هو فقط .. هذا العجوز الذي رأى الدنيا، لم يتدخل ولم يبدِ رأياً، لأن أوضاع البلاد في قناعته لا تخضع الى منطق، ولا تحكمها نتائج الانتخابات في ظل وجود قرار (مسلفن).. وجاهز عند الطلب!!