عروض مبهرة وتكريم لنخبة من النجوم مهرجان بغداد المسرحي الرابع يضيء الحياة

254

محسن إبراهيم – تصوير: علي الغرباوي/
هي إشراقة الحياة التي حاول الظلاميون أن يطفئوا نورها وطمس ثقافتها وتغييب كل ما يمت بصلة للحياة.. بغداد مضاءة من جديد بأسماء لامعة تشارك في مهرجان بغداد المسرحي الدولي في دورته الرابعة التي أقيمت برعاية رئيس مجلس الوزراء الأستاذ محمد شياع السوداني.
فعاليات الحفل بدأت بعزف النشيد الوطني وقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء العراق، وبكلمات ترحيبية لوزير الثقافة أحمد الفكاك وصلاح القصب ورئيس المهرجان أحمد موسى.
انطلقت فعاليات المهرجان بعرض لفرقة الفنون الشعبية، وتكريم عدد من رواد المسرحين العراقي والعربي، وعرض المسرحيتين العراقيتين (ترنمية الانتظار) و (يازارع البزرنكوش).
مهرجان دولي
الكاتب والمخرج منير راضي، مدير الفرقة الوطنية للتمثيل، تحدث عن فعاليات المهرجان قائلاً: “انطلق مهرجان بغداد الدولي للمسرح بدورته الرابعة تحت شعار (لأن المسرح يضيء الحياة). وهذه الدورة اختلفت عن الدورات السابقة من خلال مشاركة أعمال عالمية، التي كانت بحدود تسعة أعمال، وكذلك بمشاركة عربية بالعدد ذاته. فضلاً عن إقامة ورشات للتكوين الجسدي والأداء التمثيلي، وهناك مؤتمر فكري يبحث في جوانب المسرح، ومؤتمر آخر خاص بالفنانين العراقيين المغتربين. وسيقدم العراق مسرحية (ترنيمة الانتظار) ومسرحية (يازارع البزرنكوش)، وهذا العمل المسرحي خاص بالمكفوفين، أي أن كادر العمل هم من المكفوفين، وهي تجربة جديدة في المسرح العراقي أتوقع أن تسجل نجاحاً كبيراً.”
عروض رصينة
من جهته، أكد الدكتور حسين علي هارف رئيس لجنة التحكيم لمسابقة النصوص أن “هذا المهرجان شهد عروضاً ذات مستوى عالٍ جداً، سواء أكانت عراقية أو عربية أو عالمية. المهرجان إلى جانب العروض، سيشمل جلسات نقدية وندوات فكرية يشارك فيها خيرة الباحثين العراقيين والعرب، لقد عادت العافية إلى بغداد وحراكها الثقافي، فنحن من أوائل من أسسنا مهرجان بغداد في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، كما أن هذا المهرجان ينطلق الآن بطابع دولي. ولي الشرف أن أكون رئيس لجنة التحكيم لمسابقة النصوص في هذه الدورة التي أطلقتها إدارة المهرجان، والمشاركة كانت واسعة، إذ لم تقتصر على الكتاب العراقيين فقط.” معرباً عن ثقته في أن “هذه الدورة ستكون ناجحة بتكاتف جهود المسرحيين العراقيين واللجان العاملة التي نضع ثقتنا فيها، لتكشف عن وجه بغداد الثقافي والحضاري.”
المسرح هو الحياة
فيما يؤكد الأكاديمي والمخرج المسرحي الدكتور عقيل مهدي أن “تأسيس تقاليد جيدة للمسرح أمر مهم، وهذا المهرجان أكبر دليل على أن هناك نوعاً من التخطيط، ومن الأمل بالمستقبل لمسرح جاد، مسرح ينتظم فيه الكثير من النماذج العربية والعالمية، وبالتالي ستكون هناك جلسات نقدية، وتكريم من يستحق التكريم، وهذا أملنا في أن يكون هناك تواصل للمهرجانات والمؤتمرات، وهذا يدل على أن هناك نمطاً جيداً ونوعياً، خلافاً لأن تكون الأمور متناثرة ومبعثرة وغير منسقة بطريقة عملية وإدارية جيدة. لذلك فإن اليوم هو كرنفال فرح ونقطة ضوء جديدة.. هو امتداد لثلاثة مهرجانات سابقة وسوف تلحقها مهرجانات أخرى لتركيز القيمة الجمالية للمسرح..”
رسالة واضحة
من جهته، قال الدكتور صالح الصحن إن “المسرح، هذه الكلمة التي نشعر إزاءها بعطش، يعد أبا الفنون، ولهذا عندما يكون المهرجان دولياً فإننا نترقب فيه وصول زملائنا العرب المبدعين، مع مبدعينا العراقيين الذين انتشروا في بقاع العالم في تجمع ثقافي أعطى رسالة واضحة بأن بغداد ومسرحها وثقافتها ماتزال بخير. هذا المهرجان هو تجمع فكري إعلامي ثقافي يشعرك بالبهجة والغبطة ويشكل ثراء للفضاء الثقافي عن جهود متحضرة في هذا الفن..”
حصاد النجاح
فيما أكد الدكتور سعد عبد الصاحب، الكاتب والناقد المسرحي، أن “المهرجان هو حلقة كاملة لدورات سابقة، وهذه الدورة هي الدورة الرابعة، وسوف تستمر هذه الدورات إن شاء الله نتيجة النجاحات السابقة للمهرجان.” لافتاً إلى أن: هناك بعض الأمور التي صاحبت هذه الدورة، منها غمط حق المحافظات العراقية في المشاركة، وكان على الهيئة العليا للمهرجان الأخذ بنظر الاعتبار المحافظات العراقية وشخوصها وفنانينها.”
مشاركة عربية
سلطنة عمان هي إحدى الدول المشاركة في هذا المهرجان، ويوضح ممثلها الدكتور شبيب العجمي: “هذا المهرجان نعتبره من أهم المهرجانات في الخريطة المسرحية العربية، ومشاركة السلطنة مهمة جداً لنشاهد تطور المسرح واهتمام المسرحيين في دول العالم بالتنافس للوصول بمستوى المهرجان إلى مستوى عال. وهذا أكبر دليل على أن للمهرجان أهمية كبرى. إن سلطنة عمان، وبشكل مباشر، تهتم بالمشاركة في هذا المهرجان لأهميته. نتمنى أن تلقى مشاركتنا في هذه الدورة صدى جيداً لدى المتابعين، وأن نكون في ركب المنافسة للحصول على إحدى الجوائز.”
الفنانة المصرية إلهام شاهين أدلت بدلوها بالقول:
“كل الحب والتحايا لشعب العراق، شعب الحضارة والمسرح والفنون، أنا دائماً أحيّي هذه الثقافة واحترمها وأكون داعمة دائماً لكل المهرجانات الفنية التي تحاول أن تكرس مفهوم الفن الحقيقي، ولاسيما في العراق. والحقيقية أني فوجئت بالتكريم من قبل إدارة المهرجان، جئت الى العراق محملة بالحب لهذا الشعب الكريم، الذي أحب أن أعزي أهله بالحادث الأليم في الحمدانية.”
مسيرة وتكريم
دأبت إدارة مهرجان بغداد للمسرح أن يكون التكريم حاضراً لفناني المسرح الذين أغنوا المسيرة المسرحية بأعمال عدة مازالت تمثل نبراساً ووهجاً مسرحياً لكل الأجيال.
التكريم شمل من العراق كلاً من الفنانين: عواطف نعيم وسناء عبد الرحمن وشذى سالم وعزيز خيون وجواد الأسدي ومحسن العلي وجواد الشكرجي وعقيل مهدي ومقداد مسلم وفلاح شاكر وميمون الخالدي وغانم حميد وهند هادي. ومن العرب فاطمة بن سعيدان وسميرة عبد العزيز ومحمد العبادي وبوسلهام الضعيف ومحمد غانم الرميحي.