التربية تثمن جهودهم.. معلمون يبادرون بتجميل مدارسهم وتأثيثها
السماوة ـ هند الصفار/
(أشواق محمد)، معلمة الصف الأول الابتدائي في مدرسة (الشروفي)، اشترت منضدة للحاسوب مع دولاب بـ250 ألف دينار، إذ دأبت هذه المعلمة، وعلى مدار العام الدراسي، على جلب الأجهزة والوسائل التعليمية وتقديم الهدايا التشجيعية لتلاميذها على حسابها الخاص. وتعاونت الست أشواق مع مدرستي (النرجس) و(دعبل الخزاعي)، إذ إن البناية تضم ثلاث مدارس ابتدائية بدوام ثلاثي، في جلب لعب وهدايا للتلاميذ على نفقتهم.
مبادرات رائعة يقوم بها العديد من المعلمين والمعلمات لدعم طلابهم وتجميل مدارسهم، في وقت تعمل مدارس أخرى على إرهاق العائلات بطلبات لا تتوقف من الطلبة.
كراريس وأصباغ
ويبدو أن تلاميذ الأول الابتدائي لهم حصة الأسد من مبادرات التدريسيين، إذ إنهم يدخلون مرحلة جديدة، فالمعلمة (إقبال محمد علي) من مدرسة (الحرية الابتدائية للبنات) لم تختلف عن الآخرين في العطاء، فقد قامت بصبغ الصف وصيانة الكهرباء وتوزيع كراريس تعليمية بين تلاميذها في الصف الأول الابتدائي. وفي مدرسة (حبيب بن مظاهر الابتدائية) في (السوير آل عبس) في محافظة المثنى، يقول المعلم عايد علاوي: “شاركت زميليّ المعلم (علي نعمة) والمعلم (حسين كريم علوان) بإصلاح 50 رحلة مدرسية بجهودنا وعلى حسابنا الخاص، وهدفنا هو تطوير المدرسة.”
ولم يكن الأمر مقتصراً على صبغ أو تصليح، بل إن هناك من قام بتغليف كتب طلبته، ومنهم من وزع زياً مدرسياً، لأنه يعلم بأحوال تلاميذه الاقتصادية، كما فعل أحد معلمي الناصرية. فالمدرسة (وئام الحسيني) قامت بصبغ الصف وتبديل الستائر وتغليف كتب طالباتها، إضافة الى تقديم هدايا عينية لهم.
مرسم وأثاث
كما أثث أحد معلمي مادة التربية الفنية مرسماً كاملاً في مدرسته التي شيدت حديثاً، وقد قام المدير العام للتربية في محافظة المثنى بافتتاحه بنفسه. وتحدث المعلم (مسار الرحال) عن عمله هذا قائلاً: “تسلمت قاعة المرسم كجدران فقط، فقمت بتأثيثها وتهيئتها بشكل كامل لتصبح مرسماً نموذجياً لطلبتي الأعزاء، وكل ذلك بمجهودي وبأموالي الخاصة.”
وتعد تجربة مسار الرحال تجربة متميزة، إذ إنه أنفق على مشروعه أكثر من 800 ألف دينار، وجهز المرسم بكل المستلزمات المطلوبة من أقلام وألوان وطين اصطناعي وغير ذلك. يقول الرحال إن “الطالب يدخل بدون أي شيء ويخرج بدون أي شيء، لذا وفرت لهم كل شيء. وطريقة جلوسهم ليست مقيدة، فقد فرشت الأرضية ووفرت مقاعد للجلوس، كذلك أسمعهم موسيقى هادئة، كما أن من حق التلميذ حتى أن يتمدد ويرسم براحته وكيف يحب، وهذا الأمر جعل الطلاب يعشقون درس الرسم ويأتون مهرولين إليه.” ولم يكتفِ معلم الرسم بذلك، بل إنه يحضر معه حلويات وهدايا بسيطة تمنح لمن يرسم لوحة جميلة، فدرس الرسم أصبح أجمل الدروس لطلاب المدرسة.
آراء الطلبة وذويهم
وقد عبّر التلاميذ وذووهم عن فرحتهم بتلك المبادرات الجميلة التي جعلت الطلاب يحبون الدرس أكثر، ويحبون المدرسة ويتحمسون للدراسة. فقد قالت الطالبة نرجس: “أحببت معلمتي أكثر، وأحب صفي لأنه أصبح جميلاً.. حتى إنه أجمل من بيتنا!” أما التلميذ سيف فيقول: “المكان جميل والمعلم يمنحنا مكافآت نحبها.” أما ذوو الطلبة فقد عبروا عن امتنانهم لما قدمته مدراس أبنائهم من مبادرات فيما يخص الألعاب وتحسين بيئة الصف والمدرسة، ومن أموالهم الخاصة، وهذا العطاء هو كالصدقة الجارية لهؤلاء المعلمين.
وزارة التربية تثمن الجهود
وفي حديث خاص مع “مجلة الشبكة”، صرح (كريم السيد)، الناطق الإعلامي باسم وزارة التربية أن “الوزارة تثمن كل الجهود الخيرة التي من شأنها تطوير البيئة الدراسية وتقديم أفضل الخدمات لأبنائنا الطلبة وتشجعها.” مشيداً بالأنفس الرائعة التي تطوعت لتقديم هذه المبادرات.
وأضاف أن “المبادرات عديدة، والوزارة تتابعها عن كثب، ممثلة بالأساتذة المدراء العامين للتربية في بغداد والمحافظات، ولا يمكن إحصاء كل هذه الأعمال لكثرتها، إلا أن وزير التربية حريص على تثمين الجهود المميزة والخلاقة من خلال منح كتب شكر وتقدير لمن يقوم بها.”