الحكم محمد طارق مرشح لتحكيم مباريات كأس العالم (الوشم).. بانتظار صافرة القضاء

332

بغداد/ أميرة محسن/
فجر رئيس لجنة التحكيم (نجاح رحم) جدلاً أثار الأوساط الرياضية والدولية، عندما أعلن عن حرمان الحكم (محمد طارق) من التحكيم بسبب الوشم الذي زرعه على فخذه وصدره ويمثل صورة للأسد وخارطة العراق، الأمر الذي دفع الحكم الشاب، وهو ابن رئيس لجنة الحكام وعضو الاتحاد العراقي السابق طارق أحمد، للاعتراض على هذا القرار.
اعتذر الحكم محمد طارق لـ ” الشبكة” عن الإدلاء بأي تصريح، مؤكداً أن قضيته أصبحت أمام أنظار القضاء والاتحاد العراقي. وذكر محمد في بيان منشور عبر حساب على موقع “اكس” ما يلي: “بصورة غريبة ومفاجئة لم تحدث في كل دوريات العالم واتحاداتها، ظهر رئيس لجنة الحكام في اتحادنا الدكتور نجاح رحم في أحد البرامج التلفزيونية، وبدلاً من أن يعطي كل ذي حق حقه، أخذ بالنيل مني بسبب تصرفات شخصية لا علاقة لها مطلقاً بعالم التحكيم، بل إنه تعمد إيذائي نفسياً ومعنوياً، وتماشى مع ما يطرح في وسائل السوشيل ميديا، معلناً إيقافي عن التحكيم بسبب الوشم الذي زرعته في رجلي، الذي لا تمنعه القوانين الدولية والمحلية مطلقاً، إذ جعل من اسمي سخرية كبيرة نلت بسببها السب والقذف لوالدي المرحوم الحكم الدولي طارق أحمد صاحب الفضل عليه.”
وأحدثت قضية الحكم محمد طارق ضجة غير مسبوقة في الوسط الرياضي، إذ إنها المرة الأولى التي يجري فيه حرمان حكم بسبب وشم على إحدى ساقيه. فبينما أشاد العديد من المتابعين والنقاد والحكام بأداء الحكم محمد طارق، الذي اختارته لجنة الحكام في الاتحاد الآسيوي كواحد من أفضل خمسة حكام شباب في القارة، لكن بعضهم أشار الى أن هذا الحكم الشاب كان ينبغي أن يلتزم بالمظهر اللائق وفقاً لمعايير المجتمع العراقي، بغض النظر عن قانونية او عدم قانونية قرار رئيس لجنة الحكام في الاتحاد العراقي.
“مجلة الشبكة” استطلعت آراء عدد من المختصين بالشأن الكروي العراقي للحديث عن أزمة الصافرة العراقية الجديدة.
مرشح لقيادة مباريات كأس العالم
إذ أكد الحكم الدولي (علي صباح) أن “محمد طارق أحمد يعد من افضل الحكام الشباب على الساحة التحكيمية العراقية، وقد اختاره الاتحاد الآسيوي مؤخراً كواحد من بين أفضل خمسة حكام في القارة الآسيوية، أما بالنسبة لوضع الوشم على جسمه فإن هذا الأمر لا يعد مخالفة، لأنه تصرف شخصي، كما أنه لا يوجد هناك قرار بخصوص وضع الوشم، فالعقوبة التي اتخذت بحق الحكم محمد طارق غير مبررة إطلاقاً، وبدون مجاملة فإن هذا الحكم الشاب مرشح لقيادة مباريات كأس العالم، وسوف ينجح إذا ما تحقق ذلك الحلم، الذي هو في نفس الوقت إعلاء لشأن الرياضة العراقية في أكبر المحافل الكروية العالمية.”
مسألة الوشم
فيما قال الحكم الدولي السابق (حسين تركي) إن “الحكم الدولي محمد طارق من الحكام الشباب المميزين، وقد نجح بشكل مثير خلال قيادته لمباريات الدوري، لكن الذي حدث مؤخراً، ولاسيما مسالة الوشم، أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية العراقية، إذ كان الأجدر باللجنة التحكيمية حسم الأمر داخلياً، وليس كما نشاهده اليوم من حمله غير مسبوقة للحدث الذي تناولته الأوساط العراقية والعربية، ولاسيما العقوبة التي صدرت بحق محمد طارق، وهي أمور اعتبرها شخصية.”
واعتبر تركي أن قرار الاتحاد متسرع، فالأمر لا يستوجب هذا التهويل والانتقادات بين الطرفين. بيد أنه أكد إنه يمكن حل كل هذه الإشكالات في جلسة تطرح من خلالها الأفكار للخروج من هذه الأزمة التي ربما تلقي بتأثيراتها على مسيرة الكرة العراقية.
أمر مرفوض اجتماعياً
كما تحدث الصحفي الرياضي (مهدي العكيلي) عن هذا الموضوع قائلاً: “بالنسبة لمسألة وضع الوشم فإني أراها غير صحيحة، وطريقة مرفوضة في مجتمعنا العراقي، لكن بعضهم يعشقها ويعمل بها، ولم نسمع عن وجود منع لتلك الحالة، ولاسيما أن الوشم انتشر بشكل كبير بين الشباب العراقي، فالكثير استخدم الوشم وكتب ورسم ونقش مختلف الكلمات والعبارات والرسوم لحيوانات، كانت حصة الأسد والأفعى فيها الأكثر حظوظاً من تلك الرسومات، ولا يوجد تشريع يجرم أو يحرم الرياضيين الذين شوهوا أجسادهم برسوم ونقوش.”
حرب ضد محمد طارق
وقال الصحفي الرياضي (نعيم حاجم): “محمد طارق أحمد واحد من الحكام المميزين، ومرشح قوي لقيادة مباريات كاس العالم، فهو ابن المرحوم الحكم الدولي طارق أحمد، ومنذ الصغر دخل دورات تحكيمية وهو شبل صغير، سار محمد على نهج والده في تحكيمه أقوى المباريات، لكن هذا الشاب الطموح حورب بشكل علني، سواء من اللجنة التحكيمية السابقة او الحالية التي يقودها نجاح رحم!!”
تصفية حسابات
وأشاد المدرب (جابر علي) بالحكم محمد طارق، إذ عده “من أفضل حكام الكرة، والدليل اختياره بين من أفضل خمسة حكام في القارة الآسيوية، لا ننكر أن الوشم غير مقبول في مجتمعنا، لكن لا يمنع أن يضعه اللاعب أو الحكم في المباريات، وشاهدنا الكثير من اللاعبين في الدوريات العالمية يضعون الوشم على أجسادهم، وقد أراد محمد أن يسير على خطى الحكام العالميين، لكنه اصطدم بلجنة الحكام التي يقودها نجاح رحم، الذي اتخذ القرار بإيقاف محمد طارق، وأعتقد أن المسالة شخصية وتصفية حسابات، إذ إن والد محمد كان رئيس لجنة الحكام في اتحاد الكرة سابقاً، وموقعه السابق من الطبيعي أن يتسبب بخلافات مع الحكام.”