طريق التنمية.. نقلة مهمة في تعظيم موارد العراق
بغداد ـ طارق الأعرجي/
على الرغم من الجدل الكبير بشأن مشروع (طريق التنمية)، وحجم أهميته ومستوى الآمال المعقودة عليه لتعظيم موارد العراق الاقتصادية، فإن المشروع يعد مشروعاً ستراتيجياً مهماً، إذ إنه يمثل إحدى الركائز التي يعول عليها العراق في إحداث نقلة هائلة في اقتصاده المعتمد على النفط. المشروع الذي يجري بخطى واثقة يواجه بعض التعقيدات الفنية والسياسية المحلية التي ينتظر حسمها.
يشمل المشروع بناء طريق بري وسكة حديد تمتد على مسافة 1200 كيلومتر، تربط ميناء الفاو الكبير في العراق بتركيا وأوروبا. يقول معاون المدير العام للسكك الحديد (فاضل صبار جعفر) لـ “مجلة الشبكة” إن “مشروع طريق التنمية يعد حجر الزاوية للاقتصاد العراقي، وهو يحظى برعاية رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني وإشراف وزير النقل، وذلك لأهميته اللوجستية والاقتصادية والتنموية، ويجري العمل على تذليل جميع المعوقات التي تواجه المشروع الذي من المقرر له ان ينجز بالكامل بحلول عام 2028.”
قطارات كهربائية
وأوضح أن “القطارات التي تعمل على طريق التنمية ستسير بسرعة تصل الى 300 كم في الساعة، تعمل بالطاقة الكهربائية وفق أحدث التقنيات، إضافة الى ذلك سيجري بناء طريق بري سريع موازٍ لخط السكة الحديد، وستقوم بتنفيذه شركات عملاقة، إذ إنه مشروع ضخم وحيوي، لذا فإن شركات ودول عدة أبدت رغبتها في المساهمة بالمشروع، وعقد مؤتمر في بغداد لهذا الغرض بمشاركة عربية وعالمية، بالإضافة الى البنك الدولي.” موكداً أن “المدة القليلة الماضية شهدت دخول روسيا على خط النقاش ورغبتها في المشاركة بالمشروع، إضافة الى دول الخليج والصين.”
نقطة الربط
وأكد جعفر أن “الشركة الإيطالية المتعاقد معها على الاستشارات الهندسية أنجزت ما عليها من الاستشارات وطرح المسار الذي جرى الاتفاق عليه بطول 1200 كم، إضافة الى إنجازها جزءاً من تحريات التربة، إذ أعدت أكثر من 1000 كم تحريات تربة، إضافة الى تصاميم أولية بمسافة 600 كم بالنسبة للقطاع الجنوبي، ولاسيما أن المشروع جرت تجزئته الى قطاعين شمالي وجنوبي ويشمل عشر محافظات، إذ إنه ينطلق من مدينة الفاو مروراً بالبصرة وذي قار والسماوة والديوانية والنجف وكربلاء وبابل وبغداد، ومن ثم الى مدينتي صلاح الدين ونينوى، وصولاً الى منطقة فيشخابور أقصى الشمال للحدود التركية. وجرى الاتفاق على نقطة الربط مع الجانب التركي وتثبيتها، وهناك وفود تتبادل الزيارات بين العراق وتركيا، للاتفاق على غالبية أعمال الربط بخصوص الطريق، وأن يتزامن العمل في الجانب التركي مع الأعمال في الجانب العراقي.”
كلفة المشروع
وأشار جعفر الى أن المبالغ الإجمالي لمشروع طريق التنمية يبلغ 17 مليار دولار، منها 6،5 مليار دولار تكلفة الطريق السريع، و 10،5 مليار دولار تكلفة خط السكة الحديد، الذي يشمل بناء محطات ومناطق صناعية مستدامة ومحطات مسافرين وبضائع وساحات تبادل تجاري، ليكون بذلك طريقاً متكاملاً وفق المعايير العالمية كما أن هناك مقترحاً لمد أنبوب غاز سيكون موازياً لطريق التنمية.”
مدة الإنجاز
وبين معاون مدير عام السكك أن “مدة إنجاز المشروع سوف تستمر لمدة ثلاث سنوت، إذ من المقرر ان ينطلق المشروع بداية عام 2025 وسيرى النور في عام 2028 بالتزامن مع بدء تشغيل ميناء الفاو الكبير، الذي من المقرر له أن يدخل العمل فيه بهذا التاريخ.” منوهاً الى أن “ثلاث سنوات كفيلة بإنجاز المشروع بشكل كامل، إذ سينفذ الخط على شكل قطاعات، من خلال عدة شركات وعلى أساس 15 قطاعاً.”
لا تفرعات مع دول الجوار
وتابع جعفر أن “طريق التنمية في المرحلة الأولى لن تكون فيه أية تفرعات مع دول الجوار، بالرغم من رغبة كل من سوريا ولبنان والسعودية بالمشاركة في هذا الموضوع، إذ إن تركيز العراق ينصب حالياً على الطريق الأساس الذي يهدف لخدمة العراق، وبعدها تبقى الدراسات التي تهدف بالدرجة الأساس تحقيق مصلحة العراق في طريقة البناء، هل تقضي بربط العراق مع دول أخرى أم لا، وهذا الموضوع يدرس لتقديم المقترحات بين فترة وأخرى.” موكداً “وجود خطوط فرعية تصل الى المحافظات بالتزامن مع النمو الاقتصادي الذي تمر به هذه المحافظات، وعليه يجب أن يكون هناك ربط مع طريق التنمية لتسيير البضائع.”
معوقات يجري تذليلها
في ختام حديثه، كشف المهندس فاضل صبار عن “وجود معوقات يجري العمل على حلحلتها، لعل أهمها انتشار الألغام في بعض مسارات الطريق في مدينة البصرة، يجري العمل على إزالتها، وبالرغم من ذلك فإن العمل يسير بوتائر متصاعدة، إضافة الى الجزء المتعلق بمرور الخط لمسافة 4،5 كم في إقليم كردستان، الذي يتطلب التدخل الحكومي، ولاسيما أن الإقليم لديه مطالب، وهذه المطالب تجري مناقشتها، وسيكون البت في ها من قبل رئيس مجلس الوزراء ووزير النقل.”