أغرب العادات والتقاليد الرمضانية حول العالم

249

ترجمة: آلاء فائق/
بما أن الإسلام دين واسع الانتشار وقديم، فقد تمازج مع العديد من الجوانب المحلية والحضارية التي تتباين من منطقة الى أخرى. وقد أدى ذلك لظهور العديد من التقاليد الرمضانية إلى جانب النكهات الفريدة لكل بلد. بحثنا لك عزيزي القارئ عن أغرب التقاليد خلال الشهر الكريم من جميع أنحاء العالم.
هناك بعض الدول التي ما زالت تحافظ على العادات الرمضانية المتعلقة باستقبال شهر الصيام، وربما منها عادات غريبة، لكنها في الأغلب عادات مبهجة تدعو للتسامح والتأمل، لأن رمضان عندما يأتي يحمل معه دائماً الرحمة والغفران والبركات في ربوع الأرض كافة.
زيارة القبور في الشيشان
في صباح اليوم الأول من شهر رمضان، يزور الشيشانيون قبور أقاربهم، وتقام التجمعات الصوفية، ويطلق على الأطفال الذين تتزامن ولادتهم مع الشهر الكريم اسم (رمضان) للأولاد و(مرحا) للفتيات.
مشروب (الشرشاي) في طاجكستان
يدين معظم الشعب الطاجيكي بالديانة الإسلامية. في شهر رمضان، يتجول الأطفال في الأحياء بمجموعات حاملين حقائب لجمع الهدايا وهم يغنون الأغاني المبهجة. يفطر المسلمون على مشروب الشاي والحليب المعروف لديهم باسم (الشرشاي). كما ينفرد الطاجيكيون بتجمعهم حول مائدة إفطار واحدة، سواء أكانوا أفراد عائلة واحدة أم لا. في معظم أنحاء البلاد تعتبر المساجد مكان الاجتماع الرئيس، ولهذا تنظم طاولات طعام مشتركة، ولا يقتصر دور المسجد على تقديم وجبة الإفطار للمحتاجين وأبناء السبيل فقط، بل يحظى بها حتى سكان الحي، كذلك يحرص الناس على إعداد وجبات الإفطار بالمنازل لتقدم في المساجد على مائدة واحدة، الهدف من مشاركة الطعام هو تعزيز مبدأ الوحدة الإسلامية.
التوجه الى الشواطئ في جزر المالديف
يتوجه أهل جزر المالديف إلى الشواطئ في آخر ليلة من شعبان لرؤية هلال القمر بالعين المجردة. تشمل وجبة الإفطار عادة المأكولات البحرية والأسماك خلال شهر رمضان.
المدن التركية تزدان بالاحتفالات
يزدان شهر رمضان في تركيا بعدة تقاليد مختلفة، ولاسيما الفترة الزمنية غداة وجبة الإفطار وقبل الفجر، فهو الشهر الروحاني لديهم وفيه تفتح أبواب السماء. كما أنه يعد وقت الإثارة الكبيرة، من حيث الاحتفالات المبهجة التي تعيد الحياة لكل مدن تركيا، ولاسيما إسطنبول، تحديداً عند غروب الشمس.
وبمجرد رؤية الأتراك لهلال رمضان، تجدهم يتأهبون لتنظيف المنازل، فالنظافة تعني (الوفرة) كما يرشون منازلهم بمعطرات الجو كالمسك وماء الورد، وذلك من التقاليد الرمضانية القديمة جداً لديهم، كما يخرجون أواني الطعام ليعاد استعمالها في رمضان، ناهيك عن تنظيف أغطية وحصائر التقديم، لا بل حتى مناشف الوضوء المستخدمة على الطاولات. باختصار، فإنهم يبذلون كل شيء لجعل المنزل يبدو أكثر روعة وتألقاً. كما يعد الأتراك وجبات مميزة بشراء مختلف المواد الغذائية التي تكون مطلوبة طوال الشهر الفضيل.
الرقص على طبول (البدوك)
في إندونيسيا
تحفل التقاليد الأندونيسية بتقليد الدانجان (الضرب على الطبلة او البرميلية)، يقام هذا الحدث عادة قبل 10 أيام من حلول شهر رمضان، وكلمة دانجان مشتقة من الصوت الناتج عن الضرب على مركز الطبلة. كان الناس في عاصمة (سونان قدوس)، الواقعة وسط جاوا يقرعون الطبول في الماضي، وكان سونان قدوس (الشخصية الأسطورية) يتولى الإعلان عن بداية شهر رمضان لدرايته بعلوم الفلك، إذ كان يقف وسط الساحة معلناً قدوم شهر رمضان، فيرد الناس عليه بقرع الطبول، وعادة ما يرقص الإندونيسيون على ايقاع الطبول التقليدية المسماة (البدوك) احتفالاً بقدوم الشهر.
وهناك تقليد إندونيسي قديم آخر يدعى (البيماو)، فيه يستحم سكان مينانغكابو (مجموعة إندونيسية عرقية) بالماء مع الليمو (الجير)، عادة ما يقام هذا التقليد في مناطق تتوفر فيها مجاري الأنهار ومناطق الاستحمام، (باليماو) يعني تطهير الجسد والروح قبل دخول شهر رمضان المبارك.
ثمة تقليد (جاوي) آخر يطلق عليه (النيادران)، يتمثل بزيارة الناس لقبور موتاهم قبل أيام من حلول شهر رمضان، إذ ينظفون المنطقة المحيطة بالقبور ويضعون الزهور عليها ويبتهلون بالصلوات، لا تفاجأ إذا ما كانت مقابر المسلمين في إندونيسيا مكتظة بالزوار خلال الأيام الأخيرة من شهر شعبان، فهذا تقليد متبع. كما تمنح المدارس والجامعات الإندونيسية إجازة لمدة أسبوع لكي يعتاد الطلاب على الصيام.
لعبة البيض الملون في باكستان
يقيم الباكستانيون احتفالاً كبيراً للأطفال الذين يصومون لأول مرة، وذلك لتشجيعهم، ويميزونهم بارتداء أغطية الرأس الموشحة بالذهب. ويميل شباب باكستان، ولاسيما شباب مدينة بيشاور، لمزاولة الألعاب الباكستانية القديمة، ويستمرون مشغولين برمضان حتى أوقات متأخرة من الليل، ومن هذه الألعاب لعبة قتال البيض التي تتضمن استخدام بيضة مسلوقة ذات ألوان زاهية لكسر بيضة خصمك، وقد استمرت هذه اللعبة منذ أجيال في باكستان.
خروف الإفطار في أوزبكستان
يحضر الأوزبكستانيون خروفاً على الإفطار، ويجري ذلك من خلال حفلات إفطار جماعية تكون فيها دعوة الأهل والأصدقاء والجيران، ولابد من أن يذبح خروف على الإفطار، ويقدم مع أرغفة خبز كبيرة الحجم تخبز في المنازل مع الزيت والحليب، فضلاً عن تحضير مائدة تشمل جميع أنواع الشاي الأسود.
ضرب الزوجات في أوغندا!
وهي أغرب عادة قديمة من عادات الشعوب في رمضان على الإطلاق، ربما يراها البعض غير مناسبة في الشهر الفضيل، لكن الشعب الأوغندي، وتحديداً الرجال في قبائل (اللانغو) الأوغندية، ما زالوا يحافظون عليها. وتقوم تلك العادة بأن يضرب الأزواج زوجاتهم على رؤوسهن قبل الإفطار، ومن ثم تقوم السيدات برضا منهن بإعداد وجبة الإفطار.
طواف النساء في ماليزيا
تعكف الإدارات المحلية في ماليزيا على تنظيف الشوارع عقب رؤية هلال رمضان، وتقوم بنشر الزينة الكهربائية في الميادين الرئيسة احتفالًا باستقبال الشهر الكريم، ومن العادات الغريبة أيضاً حرص النساء على الطواف في المنازل لقراءة القرآن ما بين الإفطار والسحور.