برنامج حكومي لدعم الأقليات وإيجاد الحلول لمشـــــــــكلاتهم
بغدادـ طه حسين/
لا يخفى على مراقبي المشهد العراقي ما بعد سقوط النظام السابق، كمّ المحاولات التي أراد من خلالها أعداء البلاد تقطيع الأواصر والروابط التي تجمع بين مكونات الشعب العراقي كافة بجميع أطيافه الدينية والعرقية والقومية والمذهبية.
غير أن الروابط المتينة والتقارب بين المكونات أفشلا تلك المخططات وحالا دون تحقيق أهدافها الخبيثة. وبذل العراقيون تضحيات كبيرة للحفاظ على اللحمة والتعايش السلمي بينهم، اللذين كانا الأساس القوي الثابت الذي حاولت النفوس المريضة جاهدة استهدافه وإضعافه.
برنامج حكومي لدعم الأقليات
المراقب الدولي ورئيس الاتحاد الدولي لإعلام الأقليات وحقوق الإنسان في العراق (محمود المنديل)، أكد في تصريح خاص لـ “مجلة الشبكة” “طرح مسودة لبرنامج حكومي من قبل رئيس مجلس الوزراء تعالج بعض النقاط التي تخص الديانات والمكونات، التي من ضمنها تغيير الحالات النمطية لبعض الديانات، إضافة الى مناقشة إعلام الأقليات وطرق تعامله مع الأحداث التي تخص تلك المكونات والأقليات، إذ جرت إقامة العديد من الندوات لجميع تلك الديانات والمكونات الموجودة في داخل بغداد والمحافظات لإنضاج تلك السياسات من خلال الحرص على إشراك الجميع في تلك المناقشات للوصول الى قرارات تخدم المصلحة العامة وإطلاقها فعلياً في منتصف شهر شباط الماضي.”
إعلام متخصص
المنديل بيّن أن “السياسة التي أطلقها رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني ارتأت تشكيل إعلام متخصص لدعم قضايا الأقليات والنظر في حالات الاضطهاد التي تعاني منها، بعد أن وجدت حالة ملحة لذلك، ولاسيما أن معظم الفضائيات لا تتناول تلك الأخبار والأحداث المتعلقة بالأقليات ومعاناتهم بشكل عميق، ما استوجب منا كاتحاد ومنظمة دولية متخصصة في هذا الجانب أن نسعى بكل ما نمتلك من طاقات وأدوات لملء هذا الفراغ والعمل على إيجاد إعلام متخصص في قضايا الأقليات يكون مسؤولاً مسؤولية مباشرة عن إنشاء معاهد لتعليم وإعداد إعلام الأقليات، إضافة الى تشكيل وزارة لإدارة هذا الملف المهم، وبالفعل جرى إصدار أمر ديواني من قبل مجلس الوزراء لإنشاء هذه الوزارة التي ستكون مشاركاً رئيساً في تنفيذ السياسة الجديدة للدولة.”
تلاحم أسطوري
المواطن (ضياء عبد الستار) وصف في حديثه مع “مجلة الشبكة” عمق العلاقة بين مكونات الشعب العراقي بالتلاحم الأسطوري “الذي كان الساتر الأول والأكبر أمام كل المخططات الرامية الى تجزئة البلاد الى دول عدة على أسس عرقية وطائفية، وما تعرضت له الأقليات العرقية والدينية الموجودة في البلاد على أيدي العصابات الإجرامية الظلامية من قتل واغتصاب وعمليات سلب ونهب وتعذيب نفسي وجسدي، التي كانت واحدة من الصفحات السود المؤلمة التي أريد من خلالها شق الصف الوطني وتمزيق وحدة البلاد، إلا أن كل هذه الأعمال الإرهابية الجبانة من قتل وترويع للمواطنين الأبرياء لم تنل من عزيمة أبناء العراق وثباتهم أمام هذه الفتنة الشنعاء، ليكون صبرهم وتحملهم وتلاحمهم أمثلة يحتذى بها أمام القاصي والداني.”
حنين إلى الوطن
المواطن (مقدام عادل جورج) أفصح في لقاء مع “مجلة الشبكة” عن “رغبة العديد من العائلات العراقية المهاجرة في شتى أصقاع الأرض بالعودة الى بلدهم العراق بسبب ما يلاقونه من صعوبة في التأقلم والعيش في تلك الدول لأسباب عديدة، من بينها اضطرار العديد منهم للعمل لفترات طوال متعبة من أجل تأمين أبسط مستلزمات الحياة لهه ولعائلاتهم، او بسبب المضايقات التي يتعرضون لها من قبل السكان الأصليين في تلك الدول، وذلك بسبب الاختلاف الكبير في العادات والتقاليد التي ورثناها عن آبائنا وأجدادنا، البعيدة كل البعد عن العادات والتقاليد السائدة في معظم المجتمعات الغربية.”