مهرجان بابل ينتصر لفلسطين ويحتفي بالإبداع

160

بغداد /الشبكة العراقية/
بعد أن عاش الجمهور على مدى أسبوع فعاليات ثقافية وفنية وموسيقية من مختلف دول العالم العربية والأجنبية. اختتم مؤخراً مهرجان بابل للثقافات والفنون العالمية في دورته الحادية عشرة، الذي أقيم برعاية رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني في مدينة بابل الأثرية، امتازت فعالياته باحتفائها بالشاعر العراقي الراحل عبد الوهاب البياتي في ذكرى رحيله الخامسة والعشرين،

المهرجان أكد تضامنه الكبير والواضح مع دولة فلسطين العربية وشعبها المضطهد، اللذين كانا ضيفي شرف هذه الدورة، إذ شهد حفل الافتتاح عزف الفرقة السيمفونية العراقية بقيادة المايسترو علي خصاف النشيدين الوطنيين العراقي والفلسطيني، كدلالة على وحدة الشعبين ومصيرهما في مواجهة قوى الاحتلال الصهيوني وفضح جرائمه بحق شعب فلسطين الأعزل، وبالأخص مواطني مدينة غزة التي تتعرض حتى هذه اللحظة لحملة إبادة كبيرة أمام أنظار العالم اللائذ بالصمت!
محمود درويش
وقد صدح صوت الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش عبر شاشات المهرجان بقصيدته الخالدة (أيها المارون)، التي يقول في مقدمتها:
أيها المارون بين الكلمات العابرة
احملوا أسماءكم وانصرفوا
واسحبوا ساعاتكم من وقتنا، وانصرفوا
وخذوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة
و خذوا ما شئتم من صور، كي تعرفوا
أنكم لن تعرفوا
كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء
*
أيها المارون بين الكلمات العابرة
منكم السيف – ومنا دمنا
منكم الفولاذ والنار- ومنا لحمنا
منكم دبابة أخرى- ومنا حجر
منكم قنبلة الغاز – ومنا المطر
وعلينا ما عليكم من سماء وهواء
فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا..
كلمة العراق
ألقى بعدها رئيس المهرجان، الدكتور علي الشلاه كلمة رحب فيها بضيوف العراق من مختلف دول العالم، مثنياً على شجاعتهم وتصديهم للإشاعات التي تصور العراق كبلد حرب، لا بلد سلم وثقافة وفن، مبيّناً أن دورة هذا العام تحتفي بفلسطين وشعبها، معرباً عن حزنه لمنع سلطات الاحتلال الصهيوني الشاعر الضيف الفلسطيني زيد يونس من العبور لحضور المهرجان!
تبعه محافظ بابل عدنان فيحان الدليمي بكلمة رحب فيها بضيوف المهرجان، مشيراً فيها الى أن هذا المهرجان وغيره من الأنشطة الثقافية والفنية ما هو إلا رسالة واضحة بأن العراق انتصر على قوى التطرف والإرهاب، وانتصر لتلاقي الأفكار والحياة. موضحاً أن بابل كانت ومازالت واحدة من الحضارات المهمة والأصيلة في العالم، التي أنجبت خيرة مثقفي العراق.
الحضارة والإبداع
تضمن المهرجان طوال أيام انعقاده الثمانية عروضاً مختلفة شملت عرضاً للأزياء العراقية، بدءاً من الحضارة السومرية وصولاً إلى الحضارة الإسلامية، مروراً بأكد وبابل وآشور، إضافة الى معارض الكتب والتشكيل وإقامة الندوات الأدبية والفكرية والمعرفية والقراءات الشعرية والحفلات الغنائية التي أحيتها مجموعة من الفنانين، إضافة الى وصلات موسيقية وغنائية صوفية شاركت فيها فرق عربية ومحلية.
كما عقد فيه بمشاركة أربعة من أشهر آثاريي العالم من المختصين في الحضارة البابلية، وهم كل من البروفسور (ايرفينغ ليونارد فينكل)، والبرفسور (ميريام مارسيتو)، والبروفسور (فرانسوا ديسيه)، والبروفسور (ريتشارد جي. دمبريل)، داخل جدران معبد ننماخ في مدينة بابل الأثرية، المؤتمر الآثاري العالمي (بابل في بابل)، الذي سلط الضوء على الأهمية العالمية لمدينة بابل وأثرها الكبير في الحضارة الإنسانية وتأثيرها على باقي الحضارات في العالم.
يذكر أن هذا المهرجان، ومنذ انطلاقه عام 2011، يعد من الفعاليات الثقافية العراقية البارزة التي حرصت على الجمع بين مختلف الفنون والآداب، ومنها الشعر والسرد والموسيقى والمسرح والسينما والتشكيل والحوارات الأدبية والفكرية والفنية، اضافة الى الفعاليات الفلكلورية الرصينة.