كردستان بمو جمال الفائزة بذهبية غرب آسيا: أخطط للفوز بميدالية أولمبية

218

أربيل / الشبكة العراقية/
حققت العداءة العراقية الشابة كردستان بمو جمال ذهبية بطولة غرب آسيا التي أقيمت مؤخراً في البصرة، وقد نال فوزها إعجاباً جماهيرياً كبيراً، منحها شهرة لم تكن تتوقعها، ولاسيما أنها سبق أن شاركت في العديد من البطولات العربية والإقليمية.
مجلة “الشبكة العراقية” التقت كردستان الفائزة بالذهبية، وأجرت معها هذا الحوار بشأن إنجازاتها وبداية مسيرتها مع ألعاب القوى وخططها المستقبلية بعد هذا الإنجاز المهم.
*في البدء، هل لنا أن نعرف من هي كردستان؟ وكيف نجحت بتحقيق الفوز في بطولة غرب آسيا؟
ــ أنا كردستان بمو جمال، من مواليد 2002، تخرجت في المعهد الرياضي، وحالياً طالبة في كلية العلوم البدنية والرياضية بجامعة السليمانية المرحلة الرابعة، والحقيقة أنها المرة الثانية على التوالي التي أحصل فيها على الميدالية الذهبية في بطولة غرب آسيا، إذ إنني أحمل لقب البطولة منذ دورة قطر، لكن -بصراحة- هذه الذهبية لها طعم آخر بالنسبة لي، بالأخص بعد إصابتي في الجزائر، إذ إنني انقطعت عن كل المنافسات والمسابقات الدولية والعربية والمحلية، وهذه أول بطولة لي بعد إصابتي الأخيرة، فقد رجعت بقوة وحصلت على الميدالية الذهبية.
طاقات كبيرة
*ما مشاعرك بعد الفوز في ملاعب البصرة وأمام جمهور كبير؟
ــ إنه شعور لا يوصف بالفرح والسرور، لا يمكن لي التعبير عنة بكلمات، فعندما يحصل اللاعب على ميدالية ينسى كل التعب الذي عاناه على مدى التدريبات، وأنا لدي ما بين 12 إلى 14 وساماً دولياً، لكن البطولة الأخيرة في البصرة كانت مميزة، لأنها في بلدك وبين جمهورك، حيث الكل يشير ويصفق لك، لذا فإن هذه الذهبية تختلف، فالكل كان يشجع ويثني ويصفق، فتشعر بعطائك تجاه البلد حينما ترفع علم العراق عالياً في المحافل الدولية، وأنا في كل المحافل أرفع اسم العراق عالياً. نحن لدينا طاقات نستطيع من خلالها منافسة أقوى الدول، كما أننا على مستوى متقدم، وكما تعلم فإن لعبتنا ليست مثل كرة القدم، لكن من خلال هذه البطولة، تعرف العراقيون والعالم أجمع علينا، العراق فيه طاقات كبيرة ولاعبون مميزون في مختلف المجالات، وليس فقط في كرة القدم.
الرياضة النسوية
*ما رأيك بواقع الرياضية النسوية واللاعبات في المجالات الرياضية بأنواعها، ولاسيما الساحة والميدان؟
ــ نحن في كردستان لدينا انفتاح في الجانب الرياضي، لكن في وسط وجنوب البلاد هنالك بعض التحفظ والعادات التي تجعل الفتاة تواجه صعوبة بالمشاركة في الجانب الرياضي، مع أن لدينا في كل المحافظات العراقية طاقات واعدة جداً، لكن العادات والتقاليد تقف حاجزاً أمام الفتاة في دخول الوسط الرياضي، إذ ما تزال هناك بعض العقول التي تعتقد بأن الفتاة مكانها البيت، وأنها لا يمكن أن تدخل المجال الرياضي. لكن الأمور اليوم تغيرت في أجزاء كبيرة من مجتمعاتنا، وصار بإمكان فتياتنا أن يشاركن في الفعاليات المختلفة، ومنها النشاطات الرياضية، ويحرزن البطولات ويحققن الأرقام القياسية. مع ذلك، فإن غالبية الفتيات المنافسات في الساحة والميدان من القومية الكردية، وأنا في بداياتي أيضاً تعرضت للمحاربة، لكن بإصراري ووقوف الأهل إلى جانبي، استطعت أن أحرز البطولات وأن أرفع اسم العراق عالياً، فعندما تحرز البطولات وتحقق الإنجازات فإن الجميع ينظرون إليك بفخر، ونحن هدفنا الأول والأخير هو تحقيق الإنجازات ورفع اسم البلاد عالياً في كل المحافل الدولية.
*هل تتلقون دعماً من الاتحاد العراقي لألعاب القوى؟
ــ هنالك دعم للنساء في المجال الرياضي، لكن في الزمن الذي سبقني، أي قبل عشر سنوات وأكثر، سمعت قصصاً عن معاناة اللاعبات السابقات وما تعرضن له من محاربة وصعوبة المشاركة في الوسط الرياضي، لكن اليوم هنالك انفتاح كبير في مجال الرياضية النسوية، بل إن هنالك دعماً كبيراً وتشجيعاً وتصفيقاً لنا، لذلك شعرت بسعادة غامرة عندما أحرزت الذهبية، إذ كان الجميع يثنون علي ويقولون لي “يا بطلة” ويصفقون ويلتقطون الصور معي.
الدعم والتشجيع
*من يقف وراء نجاح كردستان؟
ــ في البداية أهلي، وفي مقدمتهم أمي التي وقفت معي منذ أن كنت هاوية، فقد كانت تشجعني وتقف إلى جانبي، وعندما بدأت أحرز الإنجازات كان هناك مدربي زردشت رفيق، الذي أعتبره الأب الروحي للرياضي، فهو الذي قادني من نقطة البداية إلى ما أنا عليه اليوم. وبفضله حصلت على ميداليات دولية في العام الماضي، منها تسع ميداليات ذهبية، وحققت أرقاماً قياسية. لذا فإني أشكر أمي التي كانت الداعم الأول والأخير لي، وبالأخص في فترة كورونا، حين كانت تصطحبني وترافقني في التدريبات، وهي العمود والأساس في أن أكون بطلة أحمل هذا الاسم، واليوم أحمل لقب بطلة العراق، ولدي ثلاثة أرقام قياسية باسمي. كذلك لابد لي أن أشكر إدارة نادي البيشمركة، الذي ألعب ضمن صفوفه، الذين قدموا لي كل الدعم والمساندة، ولاسيما بعد إصابتي، إذ رجعت إلى نقطة البداية، لكن أمي ومدربي وإدارة النادي كلهم وقفوا إلى جانبي ودعموني في كل شيء، وساعدوني في كل الجوانب النفسية والبدنية.
*كيف نصل إلى منصات التتويج الآسيوية والعالمية؟
-نحن دوماً بحاجة إلى دعم الرياضيين في كل الألعاب، والالتفات إلى الألعاب الفردية، والإكثار من المعسكرات التدريبية، وحلم أي رياضي أن يشارك في الأولمبياد، وإن شاء الله أتمكن من المشاركة في أولمبياد 2028 وأحقق إنجازاً كبيراً فيه، وأيضاً أنا أستعد للمشاركة في البطولة العربية تحت سن 23 في مصر، وإن شاء الله أتمكن من الحصول على واحد من الأوسمة الثلاثة في البطولة، إذ إني حصلت في العام الماضي على الميدالية الفضية في البطولة السابقة.