DATALAND أول متحف لفن الذكاء الاصطناعي في العالم
ترجمة: أحمد المولى
يستعد فنانون ومختصون في التقنيات لافتتاح أول متحف لفن الذكاء الاصطناعي في العالم، اسمه (داتا لاند) على غرار الاسم الشهير (دزني لاند).
يُفتتح المتحف العام المقبل، بجوار متحف الفن المعاصر وأوركسترا لوس أنجلوس، ما يخلق مساحة لفن الذكاء الاصطناعي بين بعض الأماكن الثقافية المرموقة في ولاية لوس أنجلوس الأميركية.
مؤسسا متحف (داتا لاند) هما الفنان (رفيق أناضول) والفنانة (إفسون أركيليتش)، فضلاً عن مختصين بالتقنيات، ويهدف إلى أن يكون مكاناً “يلتقي فيه الخيال البشري بإبداع الأجهزة الحاسوبية.” سيضم المتحف أربع مساحات عَرض مميزة، وتبلغ مساحته 20 ألف قدم مربع.
رفيق أناضول، البالغ من العمر 38 عاماً، هو أستاذ في قسم التصميم بجامعة كاليفورنيا، فنان عُرضت أعماله (المثيرة للجدل) باستخدام الذكاء الاصطناعي في عدد من المعارض في بلدان العالم، منها متحف الفن الحديث في نيويورك، ومعرض فكتوريا الوطني بملبورن في أستراليا، ومؤخراً في مقر الأمم المتحدة.
لوحات تفاعلية
في العام الماضي، احتضن متحف الفن الحديث في نيويورك لوحاً رقمياً عملاقاً للفنان رفيق أناضول، استخدم فيه الذكاء الاصطناعي لابتكار لوحات جديدة ومتغيرة باستمرار، بناءً على 200 عام من الصور من مجموعة المتحف نفسه، وكان الجمهور منبهراً بلوحات أناضول الرقمية التفاعلية الضخمة، في حين انتقدها بعض نقاد الفن بوصفها (مبالغاً فيها ومتواضعة).
يقول أناضول إنه “مع متحف (داتالاند)، يأمل هو وفريقه الصغير من الفنانين والتقنيين في ابتكار تصور جديد لمفهوم (المتحف) في عصر الذكاء الاصطناعي، مع تسليط الضوء على العمل المبتكر للفنانين الرقميين الذين لطالما نظرت إليهم مؤسسات الفنون التقليدية نظرة شك وريبة، إضافةً الى أن المتحف يوفّر مجالاً للبحث العلمي والتكنولوجي المستمر.”
إزالة الغموض
في العامين الماضيين، وجد أناضول نفسه في قلب المناقشات بشأن قيمة الفن الذي يولّده الذكاء الاصطناعي. وقد شهدت لوس أنجلوس إضراب هوليوود المزدوج العام الماضي، عندما خرج كل من كتّاب السيناريو والممثلين في اعتصام أبدوا فيه اعتراضاتهم ومخاوفهم من استخدام الذكاء الاصطناعي لاستبدال الفنانين. وعليه قد تكون لوس أنجلوس واحدة من المدن التي يبدو فيها العاملون في مجال الثقافة والفن أكثر عداءً للذكاء الاصطناعي.
لكن أناضول يرى أن “من المهم للفنانين بناء أدواتهم الخاصة في الذكاء الاصطناعي، إذ إن استعمال أداة قام شخص آخر ببنائها ليس كافياً، وأنا شخصياً أقوم بجمع المعطيات (الداتا) الخاصة بي، وحرفياً أشارك في إنشاء مادتي مع الأجهزة في كل خطوة.”
يحاول أناضول تجهيز مبنى المتحف بالحوسبة السحابية وأجهزة الاستشعار الخاصة. في حين يأمل باستخدام متحفه الجديد لإزالة الغموض عن الذكاء الاصطناعي. يقول أناضول، الذي عمل مع شركتي جوجل ونفيديا وغيرها من الشركات، إن “الذكاء الاصطناعي ليس أداة، بل هو أبعد من ذلك، إذ لم يسبق أن كان لدينا في تاريخ البشرية ذكاء على شكل تكنولوجيا.”
تصحيح الأخطاء
سيستعين المتحف بنموذج للذكاء الاصطناعي اسمه (نموذج الطبيعة الكبير)، وهو أداة ذكاء اصطناعي مفتوحة المصدر وابتكارية، تعتمد على بيانات الطبيعة. كما يستند النموذج إلى ملايين سجلات العيّنات والصور للشعاب المرجانية، والزهور، والطيور، وما إلى ذلك، الموجودة في متحف التاريخ الطبيعي في لندن، ومختبر كورنيل لعلم الطيور، وأماكن اخرى.
ويعني النموذج أنه (مفتوح المصدر Open-Source Model)أو نظام أو برنامج أو تقنية يجري إطلاقها تحت رخصة مفتوحة المصدر، ما يسمح لأي شخص بالوصول إلى الشفرة المصدرية، وتصحيح الأخطاء، وتحسينها، وتوزيعها مجاناً.
وفي سياق الفنون الابتكارية، يمكن أن يكون النموذج المفتوح المصدر نموذج ذكاء اصطناعي يتيح للفنانين والمطورين تعديله وتحسينه لإنشاء أعمال فنية ابتكارية جديدة. ومن الأمثلة على النماذج المفتوحة المصدر: النظام التشغيلي (لينكس) ومتصفح (الفايرفوكس) واللغة البرمجية (بايثون) والمكتبة البرمجية (تينسفور فلو TensorFlow).
وتواجه صناعة الذكاء الاصطناعي تحفظات بشأن الكمية الهائلة من الطاقة التي تتطلبها، لكن القائمين على المتحف يقولون إنهم عملوا مع جوجل لإيجاد حديقة للطاقة المستدامة في ولاية أوريغون لتشغيل أدوات الذكاء الاصطناعي من دون استعمال الوقود الأحفوري، حتى لو كان ذلك يعني أن العملية أبطأ.