نقيب المرور سجى محمد: مهنتي ليست حكراً على الرجال

866

 أميرة محسن /

لم تعد المهن الشاقة والتي تتطلب وجود من يمارسها في الشارع طوال ساعات عمله، حكراً على الرجل، فقد نجحت النساء في إثبات جدارتهن في مختلف المهن الشاقة.

نقيب المرور سجى محمد صالح، إحدى النساء اللواتي كسرن الحواجز التي تعيق عمل المرأة في سلك الشرطة، لاسيما شرطة المرور، حيث تمضي ساعات العمل في الشارع.

سجى خريجة الجامعة التكنولوجية قسم علوم الحاسبات، سرعان ما التحقت بالمعهد العالي للتطوير الأمني والإداري وتخرجت برتبة ملازم ثانٍ.

اختيارها للسلك العسكري جاء برغبة أهلها أولاً ومن ثم رغبتها. وكان ذلك بمثابة تحد لنفسها في مهنة تتطلب الانضباط والالتزام.

مهنة مناسبة

تعتقد سجى أن العمل كضابط مرور مهنة مناسبة للمرأة جداً وهي ظاهرة حضارية ومشجعة. وتؤكد أن المرأة لن تفقد جمالها وأنثوتها في المهنة، فحتى وهي في زيّها العسكري المروري تحافظ على أناقتها.

ولا تعتبر سجى عملها كضابط مرور ينخرط في مجال تحدي الرجل، فلم تعد اليوم أية مهنة حكراً على الرجال او النساء، فجميع المهن باتت متاحة للطرفين اذا ما كانت حلمهم فتصبح بدون تفرقه أو تفكير في أنها مهنه ذكورية أو أنثوية.

وتحافظ سجى على علاقات طيبة مع زملائها في العمل، وتلقى الدعم والتشجيع منهم، بيد أنها تؤكد أنهم يقدمون لها ولغيرها النصائح والإرشادات ويبادلونها الاحترام والتحية العسكرية، طبعاً للرتب الأدنى من رتبتها.

زوجي شجّعني

تقول سجى إن زوجها أول من شجعها وكان معها خطوة بخطوة وترى أن المرأة تمثل دائماً عنصر الأمان في البيت أو الشارع إذا كانت شرطية مرور، وإن عملها بجانب أخيها شرطي المرور دليل على القدرة في حفظ الأمن ودعم وعي وثقافة المجتمع.

وعلى عكس مانتوقع، فإن سجى لم تصادف مضايقات في عملها، بل تؤكد أن الجميع يحترمها ويشجعها ويقدم لها الدعم.

وتشير النقيب سجى إلى أن أبرز المخالفات التي تلفت انتباهها هي عدم وضع حزام الأمان بالنسبة للسائق، وتتساءل لماذا لايضعونه؟ فهو إجراء حضاري يحميهم من الإصابات إذا ما حصل حادث لاسمح الله . ولكن العديد من سائقي المركبات لايكترثون له وأيضاً عدم الالتزام بالسرعة التجاوز الخاطئ.

وتضيف سجى أن المرأة التي تقود سيارة، على عكس العديد من الرجال، ملتزمة بقوانين المرور، وترى أن قيادة الرجل للمركبات في الشارع تسبب إرباكاً للمرأة فهو لايعطيها فرصة أو مجالاً لكي يقولوا بعدها “المرأة تخاف ولاتعرف قيادة السيارة جيدا”.

أحب مهنتي

وتقول النقيب سجى إنها تحب مهنتها جداً ودخلتها عن قناعة كبيرة، لهذا تتمنى أن تكون مثالاً تقتدي به النساء وأن تترك بصمة جيدة في هذا العمل.

وعن تذمر الناس من الاختناقات المرورية تقول النقيب سجى: هناك حلول وخطط قصيرة وبعيدة المدى وهناك مقترحات رفعها اللواء عامر العزاوي مدير المرور العام للجهات العليا والجهات المختصة وهي قيد الدراسة، وجميع الخطط العمرانية تأثرت للأسف بالميزانية التقشفية الحالية.

وتوضح أن السيطرات تعتبر جزءاً من مشكلة الاختناقات المرورية والزحام وتبقى المشكلة الرئيسة هي مشكلة الطرق القديمة بدون تحديث وزيادة عديد المركبات وأيضا عدم وجود الإشارات المرورية والضوئية وعدم الالتزام بقواعد السير والمرور من قبل سائقي المركبات ومستخدمي الطرق وغيرها من الأسباب حيث تعتبر كلها عوامل في زيادة الاختناقات المرورية.

اللون الأحمر

وبينت النقيب سجى أنها خارج الدوام تتصرف مثل أية امرأة فهي تحب بيتها وعملها، وتحب الخير وتساعد الجميع كماتعشق التسوق وتتابع الموضة والأزياء وتهتم بها كثيراً، تحب اللون الأحمر . تبدأ يومها دائماً بالتوكل على الله وتقول في نفسها إن اليوم هو يوم جديد وعلى أساسه أبدأ صفحة جديدة لكي أصحح أخطاء الأمس.