مدرب k9 خالد محمد حسن:”كلابنا السائبة”أفضل من المستوردة في كشف المتفجرات!
إياد عطية الخالدي/
يعد خالد محمد حسن واحداً من أبرز مدربي الكلاب، يلتف حوله العديد من هواة تربيتها، وينظّم لها استعراضات تستقطب مشاهدين كثر في بغداد. في حوار أجرته معه «الشبكة» أبدى خالد استغرابه لإهمال وازدراء الكلاب العراقية التي يطلقون عليها تسمية «كلاب الشوارع» ويعدونها كلاباً سائبة يقوم الناس بقتلها، مؤكداً أن الكلاب العراقية تمتلك ذات المواصفات التي تمتلكها الكلاب الأجنبية وبالإمكان مزواجتها مع تلك الكلاب للحصول على كلاب بصفات محسّنة.
وأشار إلى أن الكلب المحلّي أشرس من سواه من الكلاب في مهمة الحراسة ويمكن ،إذا جرى تدريبه، أن يقوم بأية مهمة سواء في كشف المخدرات او المتفجرات وأنه قام بعدة تجارب واختبارات على الكلاب العراقية وأثبت ذلك.
ظهور الحاجة إلى الكلاب
مع تدهور الأوضاع الأمنية، وانشغال أجهزتنا في مهمة مكافحة الإرهاب، لجأ العديد من المواطنين الى تربية الكلاب البوليسية لتأمين حماية منازلهم من التعرض لجرائم السرقة وسواها من الجرائم الاخرى.
وازدادت منافذ بيع الكلاب التي كانت تباع في سوق الغزل، أشهر أسواق تجارة الحيوانات الداجنة وطيور وأسماك الزينة، لتفتح عشرات الأماكن التي استغلت المشاتل في مناطق المنصور وشارع فلسطين والأعظمية، وحظيت بإقبال واسع من زبائن استهوتهم تربية الكلاب الأليفة وغير الأليفة والمستوردة من الخارج. كما تقام مزادات علنية لبيع الكلاب في تجمعات أسبوعية اعتاد على حضورها هواة تربية الكلاب .
ومع نجاح الكلاب في مهمة الكشف عن السيارات المفخخة وإسقاط أعداد من الإرهابيين بفضل مهارتها واستخدامها في مهام أخرى ،كالكشف عن المخدرات والصيد، برزت الحاجة الى مدربين أكفاء للكلاب.
ومن بين أسماء المدربين الناجحين يتداول هواة تربية الكلاب اسم خالد محمد حسن كمدرب يمتلك قدرات عالية في تدريب الكلاب «الجيرمن» على مهام مختلفة.
جمعية تُعنى بتربية الكلاب
يرأس خالد اليوم جمعية تعنى بتربية الكلاب دأبت على إقامة استعراضات حظيت بإقبال واسع من جمهور يسعى الى الخروج من أجواء مشحونة بالتوتر ليحصل على قليل من المتعة توفرها هذه الاستعراضات، واختار خالد وأصحابه حدائق السعدون التي تحاذي ساحل دجلة لإقامة هذه العروض، حيث يستعرض الكابتن خالد، كما يناديه الجمهور، مهاراته بترويض الكلاب في مشاهد تقطع أنفاس المشاهدين، وتثير دهشتهم وإعجابهم، وتمنحهم بالتالي ساعات من الفرح والمتعة في مدينة تضيق فيها مثل هذه الفرص.
يؤكد خالد أن سباقاتهم وتجمّعهم تستقطب هواة من مختلف المدن العراقية يحرصون، برغم بعد مدنهم، على حضورها وأن فكرة هذا السباق لم يسبقها إليهم أحد في أية دولة، لافتاً إلى أن تربية الكلاب توفر دخلاً جيداً لمربين من مختلف الأعمار، خاصة وان أسعار بعض الكلاب تتراوح مابين الألف الى الثمانية آلاف دولار.
مهارات فطرية
يقول خالد إنه كان مولعاً ،منذ صغره، بتربية الحيوانات حتى انه يمضى معها وقتاً أكثر مما يقضيه مع البشر، ومنحته هذه الحياة مهارات فطرية في فهم الحيوانات وأسلوب التعامل معها.
يرفض خالد استخدام أسلوب العنف والتعذيب لإخضاع الحيوانات الشرسة، ويؤكد أن لا شيء أهم من كسب صداقتها. ومع هذا فهو لم يكتف بما تعلمه من مهارات خلال خبرته في تربية الحيوانات بل واظب على تلقّي دروس علمية في أساليب ترويض وتدريب الكلاب.
الكلاب تميّز رائحة الخوف
يؤكد خالد أن المدرب الذي يخاف من كلبه عليه أن لايقترب منه لأن الكلب يكتشف بسهولة الشخص الخائف من خلال رائحته التي يميزها الكلب بسرعة.
ويتفاخر هذا المدرب بأنه تمكن من ترويض ذئب برغم ان العديد من المدربين الأجانب نصحوه أن لايخوض مثل هذه التجربة، فالذئاب حيوانات غير مطيعة ومن الصعوبة تربيتها، لكنه نجح بتربية ذئب وأشركه في عروضه التي تقام كل يوم سبت على حدائق كورنيش السعدون.
يقول خالد إن بالإمكان معرفة قدرات الكلب منذ صغره وإنه في العادة يجري تجارب بسيطة لاختبار هذه القدرات، وعلى ضوئها يمكن زجّ الكلب في تدريبات مكافحة المخدرات او كشف المتفجرات او الحراسة.
ويعتقد المدرب «الهادئ» أن الكلب الذي يكلَّف بمهمات التفتيش والكشف عن المخدرات او المتفجرات يحتاج الى ظروف مناسبة للعم ، وهو في أجواء العراق لايمكن ان يعمل أكثر من ساعتين، كما أنه يجب أن لايسير على أرض حارة لأن ذهنه سينشغل بمحاولات التخلص من حرارة الأرض فضلاً عن توفير مكان ملائم لحركته وفترة خلوده الى الراحة.
يحظى خالد بمتابعة واسعة من جمهور عريض في مواقع التواصل الاجتماعي، وعندما كتب في صفحته أن «مجلة الشبكة العراقية» أجرت معه حواراً عن تربية الكلاب والاستعراضات التي يقيمها مربو الكلاب، انهالت الإعجابات والتعليقات، فخلال ساعة نال مئات الإعجابات كأي شخصية مشهورة من نجوم مواقع التواصل الاجتماعي.