من يردع الخارجين عن الروح الرياضية؟

1٬139

 أحمد رحيم نعمة/

باتت ظاهرة العنف الجماهيري ضد الحكام تؤرق المعنيين في ملاعب الكرة العراقية، فقد تجاوز العنف اللفظي حدوده ليصل الى الاشتباك مع الحكام وتعريضهم للسب والشتائم البذيئة، فضلاً عن تهديدهم ومحاولة تعكير حياتهم اليومية خارج الملاعب في خروج واضح عن الروح الرياضية التي طبعت مسيرة الجمهور العراقي وأخلاقه.

الاتهامات تطال روابط المشجعين التي باتت تشجع العنف وتدعو إليه, وهذا مايجعل الحكام غير قادرين بالفعل على السير بالمباراة وإخراجها بالشكل اللائق.

كما تطال الاتهامات إداريي الأندية وبعض المدربين واللاعبين أنفسهم ممن يفتعلون المشكلات التي تثير الجمهور وتدفعهم الى التهجم على الحكام في تجاهل واضح لكل القوانين والأنظمة التي ترفض القيام بهذه التصرفات المنبوذة..

“الشبكة العراقية” التقت بعدد من الحكام الذين أكدوا أن الظاهرة تتطلب وقفة حازمة من اتحاد الكرة لردع من يقف وراء هذه التصرفات..

تهديد ووعيد

يؤكد المحلل التحكيمي حازم حسين أن ظاهرة السب والشتم والوعيد ليست وليدة اليوم، بل أن لها تاريخاً طويلاً لكن ليس بهذا الحجم! فالظاهرة بدأت تنمو في ملاعبنا من دون أي رادع من قبل المعنيين، حيث لاحظ الجميع أن بعض الأصوات المزعجة أصبحت هي المسموعة من على المدرجات، لاسيما تلك الأصوات التي تسب وتشتم اللاعبين والمدربين والحكام.

وأشار الى أن الظاهرة موجودة في كل دوريات العالم وحتى في دورينا، لكن ليس بهذه الكثرة، حيث ازدادت هذه الأصوات شيئاً فشيئاً حتى أصبحت لغتهم هي السائدة في المدرجات، فالكثير من الجماهير الحقيقية والمحبة لكرة القدم بدأت تهجر المدرجات بسبب هذه الأفعال الدخيلة على مجتمعنا وأخلاق جماهيرنا ووعيهم المعروف، خاصة وأننا في طور الرفع الجزئي عن ملاعبنا، فما على الروابط إلا تثقيف البعض من هؤلاء وإفهامهم أن الرياضة حب وطاعة واحترام وكذلك على لجنة العقوبات في الاتحاد اتخاذ التدابير اللازمة وتشخيص الجماهير التي تسيء لكرة القدم ومفهومها الذي تربينا عليه، وأن الدور الأكبر يقع على قوى الأمن المتواجدين في الملعب والذين هم الأقرب الى هذه الأصوات حيث من الضروري أن تشخص الألسن المسيئة التي تسب وتشتم أموات الناس وأعراضهم وإبعادهم عن الجماهير المحبة لكرة القدم.

أفعال دخيلة

فيما شدد المدرب محمد علي على أهمية هذا الموضوع وبعد أن ازدادت ظاهرة السب والشتم والتعرض للاعبين في الآونة الأخيرة مضيفاً أن دور روابط الجماهير يجب أن يفعل بأعلى مستوياته لأن أعضاء الروابط هم الأقرب الى هذه الأصوات وباستطاعتهم تشخيص هذه الأصوات النشاز.

ودعا الى مد يد العون الى الروابط من قبل قوات حفظ نظام الملاعب وكذلك لجنة الانضباط في الاتحاد، مبيناً أن هذه الأفعال دخيلة على مجتمعنا ويجب أن يكون لها رادع لكي تنظف مدرجاتنا من هذه الأصوات النشاز التي لا هم لها سوى السب والشتم، والمشكلة الأخرى أن هناك فرقاً تحقق نتائج جيدة، لكن بعض الجماهير أيضاً تخلق المشاكل وتتعرض للاعبين والمدربين لا لشيء سوى أن هذا اللاعب اضاع فرصة او لم يمرر بصورة صحيحة او أن المدرب استبدل لاعباً ما ، لكن وبعد نهاية المباراة وعندما يحقق الفريق الفوز ترى هذه الأصوات تخرس، لأن هذه الأصوات نراها فقط عند بدء المباراة، فبعد رفع الحظر عن ملاعبنا ولكي نعطي صورة حسنة للاتحاد الدولي الفيفا لابد من مكافحة هذه الظاهرة، وعلى المعنيين كافة تحمل المسؤولية قبل أن تستفحل هذه الظاهرة ولا يستطيع أحد الحد منها.

عزل الأصوات المسيئة

ورأى اللاعب أمجد محمد أن الأمر بات لا يطاق إطلاقاً، إذ أصبح السب والشتم ظاهرة يتغنى بها بعض المفسدين الذين أساءوا لسمعة جماهيرنا وهؤلاء باعتقادي لا يمثلون سوى نسبة قليلة من جماهيرنا الواعية التي تعشق الكرة لاسيما جماهير الأندية الجماهيرية التي تعشق فرقها بشكل لا يصدق، لكن مثلما ذكرت أن هذه النسبة القليلة أصبحت تكثر شيئاً فشيئاً حتى أصبح السب والشتم هو العنوان الأبرز لهم، فهناك بعض الأشخاص يأتون للملعب فقط لسب أعراض الناس. وباعتقادي أن هذه المجموعة لا تمثل الصورة الحقيقية لجماهيرنا، لكن يجب على الجميع عزل هذه الأصوات قبل فوات الأوان، فهذا النفر المسيء أجبر القسم الأكبر من جماهيرنا الرياضية على مغادرة الملاعب، لكن أرى أن هذه النوعية المسيئة ستغادر المدرجات بوجود النخبة الطيبة من الجماهير المثقفة التي ستقف بالضد من تصرفاتهم.