العراقي وهاب.. ينقل معاناة الأيزيديين إلى العالم

661

أفراح شوقي/

برغم فجيعة أهله النازحين من الإبادة الجماعية التي حلت بالطائفة الأيزيدية في العراق، رسم الشاب الأيزيدي (وهاب حسو 12 عاماً) الفائز بلقب صاحب أجمل ابتسامة، الفرحة عندما تصدر اسمه مسابقة ملك جمال هولندا بمشاركة 40 دولة.لقد تعرضت الأقلية الأيزيدية التي ينتمي إليها الشاب وهاب إلى أبشع الجرائم على يد تنظيم داعش، لكنه لم يقع فريسة اليأس والكسل، بل اشتغل على نفسه وعمل على تطوير قدراته وتحقيق حلمه بتحدي كل الظروف ليكون أول عراقي يرشح اسمه ضمن مسابقة ملك جمال هولندا لعام 2017..

لم يكن وهاب هو الأول، فقبله راجت مسابقات اختيار ملك أو ملكة جمال العراق، وهي تلقى اقبالاً مميزاً من قبل الشباب والشابات وتحضيرات على مستوى مقبول، لكن نتائجها عادة ماتواجه بانتقادات وجدل كبير من قبل الشارع العراقي، واتهامها بالترف وعدم الحرفية، في حين يرد منظموها بأنهم يحاولون ايصال رسالة السلام والجمال إلى كل العالم برغم الظروف والتحديات الصعبة التي يعيشها البلد.

رسالة سلام

يقول الشاب وهاب وهو مهاجر إلى هولندا: ” سبق أن تطوعت في مساعدة اللاجئين ودعم قضية المخطوفات الأيزيديات إضافة إلى رسالة السلام التي أحملها بين جميع دول العالم، وقد فزت بمسابقة صاحب أجمل ابتسامة، ما لفت انتباه لجان التحكيم بمسابقة ملك جمال العالم التي ستقام في جمهورية الدومينيكان، حيث ستشارك 40 دولة من مختلف أنحاء العالم وأطمح أن أشارك فيها.

يخطط وهاب المنحدر من قرية سنوني التابعة لقضاء سنجاز غربي الموصل مركز نينوى شمال العراق إلى دراسة تكنولوجيا الطيران في جامعة أمستردام إلى جانب حلمه الأول في عالم الموضة والجمال، وهو لا يرى أية مشكلة في أن ينافس على ملك الوسامة في هولندا، ثم ينافس في مسابقات على مستوى أوروبا.

وهاب يرد على منتقدي مسابقات الجمال بالقول:” أنها لاتعتمد فقط على الشكل والطول وانما على ثقافة الشخص وثقته بنفسه وقدراته ومستقبله ودراسته، ورسالتي هي جذب اهتمام الدول الغربية للمأساة التي يعاني منها الشعب العراقي وخاصة الإيزيديين بسبب ما تعرضوا له من إبادة على يد تنظيم داعش” في آب/أغسطس 2014

غش وطائفية!

عن رأيه بمسابقات الجمال التي تحصل في العراق قال: مايحصل يفتقر للكثير من المقومات، هناك غش وطائفية أيضاً في الاختيار في حين مثل هكذا مسابقات يجب أن تكون على مستوى من الحيادية ومعرفة أساسيات مايدور من تحضيرات لمسابقات الجمال في العالم.
وكانت العاصمة بغداد قد شهدت في شهر مايو الماضي مسابقة اختيار ملكة جمال العراق للعام 2017 باشراف منظمة مجتمعية مع وزارة الثقافة العراقية شريكاً رسمياً، ضمن حفل كبير حضره عدد من الفنانين والإعلاميين ونجوم الفن والجمال من مصر ولبنان، وتنافست فيه حسناوات من محافظات العراق كافة، فازت من بينهن فيان نوري من بغداد بلقب ملكة جمال العراق، وهي من مواليد ١٩٩٣ ذات أصول كردية، وكانت قد تخرجت في الجامعة المستنصرية قسم هندسة حاسبات، فيما احتلت كل من ميستي عادل من مدينة حلبجة وصيفة أولى ومروى العبيدي وصيفة ثانية، وسارا عبد الجليل من أربي وصيفة ثالثة.

ردود أفعال

مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب ضجت بردود أفعال متباينة لهذا الحدث الذي شكل انطلاقة غير مسبوقة لرواج مثل هذه المسابقات في بغداد، برغم أنها تنظم للعام الثاني على التوالي، خاصة أن بغداد ومدن أخرى لم تزل تعاني من غلبة الموت المجاني في الشوارع وأماكن العمل، بعض ردود الأفعال استهجن اقامتها والبعض الآخر شكك بقدرتها على مواكبة مثل هكذا مسابقات لمثيلاتها المقامة خارج البلاد.

مستوى عالمي

فوزي الأتروشي وكيل وزارة الثقافة العراقية، وأحد أعضاء لجنة التحكيم قال: ” المسابقة التي تعد الثانية محلياً، والأولى بعد عودة العراق إلى المنظمة العالمية لملكات الجمال، ويترتب عليها استحقاقات دولية للفائزة، منها المشاركة لاحقاً في مسابقة ملكة جمال الشرق الأوسط وآسيا والعالم والأرض والكون التي تنظم في الولايات المتحدة الأميركية

وأكد ” أن المتنافسات تلقين تدريبات على المراسم والسلوك العام والتطوع لمساعدة أكثر من 3 ملايين عراقي لاجئ بسبب الحرب والنزاع القائم بالبلاد

وأضاف:” نحاول أن تكون مسابقات الجمال لدينا بالمستوى العالمي وهذا يحتاج الى تحضيرات وتضافر جهود تهدف لأجل ايصال رسالة السلام إلى العالم مع العلم أن مسابقات الجمال كانت شائعة في العراق في القرن الماضي بالنوادي والتجمعات الاجتماعية وخلال حفلات المناسبات التي تنقل على التلفزيون الرسمي الحكومي.

فيان سليماني

فيان سليماني الحائزة على لقب ملكة جمال العراق لعام 2017 قالت لـ “الشبكة”: أنا سعيدة جداً بهذا اللقب وسأحرص على أن أكون جديرة به عبر العمل بكل طاقتي ورفع اسم بلدي عالياً في كل المحافل، والحصول على الدعم الإنساني والاجتماعي والقانوني لقضايا النساء في بلدي ومساعدة الناجيات من العنف.

بدوره أكد الفنان حسين مطشر أن ” التحول الكبير الذي تشهده عدد من البلدان العربية ومن بينها العراق في الوقت الحاضر حول أهمية هذه المسابقات يعد خطوة إيجابية وانفتاح نحو العالمية، وهي تعكس أيضاً أن الشعب العراقي مازال يتمتع بميزة التجدد والتقدم والتواصل في المجالات الإبداعية والجمالية

يذكر أن أول مسابقة للجمال أقيمت في العراق نظمها رجل الأعمال اليهودي العراقي نعيم دنغور صاحب مصانع كوكاكولا في بغداد، عام 1948 وفازت بها رينيه دنغور التي تزوجت من منظم المسابقة فيما بعد.