كتّاب وناشرون: هذه هي الكتب الأكثر مبيعاً في 2017
رجاء الشجيري/
الكتاب هوية فكرية لحظة اكتماله والإعلان عن طرحه، يتحدد نجاحه وانتشاره ومبيعاته بعوامل عديدة، كذلك دار النشر التي تتبنى الكتاب وتقدمه وتروج له، لها بصمتها في أن يأخذ الكتاب حقه أو العكس.
“الشبكة” أجرت استطلاعاً حول الكتب الأكثر مبيعاً هذا العام، وكذلك دور النشر العربية الأكثر انتشاراً وبيعاً. فكان كالآتي:
ترياق المعرفة
لا تزال نسبة مبيعات الكتب في الوطن العربي تتفاوت بين الجيد والأقل جودة. ترى الشاعرة السورية ميمي أوديشو أنه وبالرغم من أن الأوضاع في البلاد العربية لا تسر قلب القارئ إلا أن الكتب كانت وستبقى الطلسم والترياق لمعرفة ما يشبه الحقيقة أو الهروب منها . “باعتقادي الشخصي أن كتب البحث والدين والسياسة والفلسفة كانت ولا تزال الأعلى نسبة في المبيعات، هذا للقارئ المدرك، أما القارئ “الأميّ” فكتب تفسير الأحلام وتوثيق الجهل ببيع الهباء بمختلف المسميات هي المنتصرة”. تضيف أوديشو: “بخصوص دور النشر فقد ظهرت أسماء جديدة واهتزت صورة البعض الآخر وحافظ قسم ثالث على مكانته، لكن الدار الأكثر انتشاراً والأكثر إقبالاً هي الشاشة الزرقاء بكل جدارة”.
روايات وسياسة
أكرم جواد القيسي من دار نشر “ميزوبوتاميا” يؤكد أن الروايات بصورة عامة هي الأكثر مبيعاً وخاصة الحائزة على جائزة البوكر العربية، كما أن كتب الروائي علي بدر بمجملها عليها طلب هذا العام أيضاً، وكذلك الكتب التاريخية والسياسية، فمن الكتب السياسية المهمة التي شهدت مبيعاً متواصلاً لسنتين كتاب (الرثاثة في العراق) للكاتب فارس كمال نظمي. وكذلك من الكتب التاريخية كتاب (عراق نوري السعيد) وهو يتحدث عن رؤية السفير الأمريكي في بغداد خلال عهد نوري السعيد.
كتب الفكر
الروائي والإعلامي محمد إسماعيل كان له رأي إذ يقول: كتب الفكر الحديث بالدرجة الأولى والروايات بالدرجة الثانية والسياسة والدين الثالثة هي الأكثر رواجاً بين المثقفين والمتابعين من حيث مبيعاتها، لأن السمة الغالبة في هذه المرحلة هي التنظيرات السياسية المستندة إلى مسحة دينية مع مواكبة لعوالم الأدب والجمال شعراً ورواية. وبصورة عامة فإن دور النشر العربية لها حصتها وتفوقها على المحلية لأسباب كثيرة تخص سياسة بلد بأكمله، ولكنّ أخص بالذكر دار “تموز” السورية ودار “العودة” اللبنانية ودار “الساقي” لاهتمامها بنشر ورفد الفكر العراقي لمفكرينا وأدبائنا ومبدعينا”.
ليس المبيع مهماً بالضرورة
الكاتب حربي عبد الله له وجهة نظر يلخصها بالتالي: “ليس بالضرورة أن تكون الكتب الأكثر مبيعاً هي كتباً مهمة، فقد يسبق نشر الكتاب ترويج إعلامي له وتدخل دور النشر كطرف يشبه تماماً الترويج لمنتجات عبر مسابقات تديرها شركات خطوط الهاتف المحمول أو بإثارة إشاعة أو زوبعة حوله، ما يؤدي إلى كثرة الطلب عليه ونفاده بكميات عالية. لذلك مسألة كثرة المبيعات للكتاب مرهونة بالعديد من الأسباب ومقومات الانتشار”.
يضيف عبد الله “فيما يخص دور النشر العربية نعم هناك دور نشر أميل لأن أطالع منشوراتها الرصينة لدقة اختياراتها وجودتها ومهارة وكفاءة المشرفين عليها ابتداءً من مضمونها إلى طباعتها إلى لغتها وإخراجها مثل: دار المنظمة التي اصدرت قواميس مهمة منها دليل المترجم والمعجم الفلسفي، والمتوسط التي أكدت كثيراً على الترجمات، كذلك دار الجمل التي لها سمعتها وجودتها كما إن هناك دور نشر مهمة في الشام أصدرت كتباً مهمة مثل دار التكوين ودار كنعان والساقي وفي لبنان دار نوفل”.
طارئون على النشر
الدكتور باسم الياسري تحدث عن الكتب الأكثر مبيعاً في دار ضفاف للنشر وسمى منها كتابين هما: الشخصية العراقية للدكتور قاسم حسين صالح، وموسوعة جرائم الولايات المتحدة للدكتور حسين سرمك حسن، أما عن دور النشر الأكثر انتشاراً فقال أن “أهم دور النشر العربية بشكل عام اللبنانية والمصرية والسورية، ذلك أن هذه الدور لها خبرة طويلة في مجال الكتاب، والعراقيون ليسوا أقل منهم ولكن هناك أمرين حددا عمل الناشر العراقي، الأول: أن الدولة حتى 2003 هي من تشرف على النشر بل وتقيده، لذلك ظل مجالاً لا يخوضه إلا القليلون. واليوم نجد الكثير من الطارئين يعملون بمجال النشر. أما الأمر الثاني فيتمثل في أن الدول الأخرى تمتلك تقاليد في النشر فضلاً عن القوانين التي تسمح للناشر بالحركة والتسهيلات المقدمة لهم باعتبارهم يسهمون في نشر الوعي والثقافة. أما في العراق فلم يتمكن القائمون على الثقافة من إلغاء قرار مجحف منذ زمن النظام السابق يتعلق بمنع تصدير الكتاب العراقي، وحين ندخل الكتب كأننا ندخل ممنوعات فلا تسهيلات بل نجد معوقات كثيرة”.