رياضيون يعملون بالأجر اليومي وبعضهم لايتعدى راتبه الـ 150 ألف دينار!

642

احمد رحيم نعمة/

يسعى اللاعب في بداية حياته الرياضية الى التطور شيئاً فشيئاً، من خلال التدريب المستمر وتطبيق كل ما يميله عليه المدرب، بل أنه يبذل قصارى جهده من أجل الظهور بالمستوى المميز في المسابقات الخارجية لرفع علم بلاده وعزف السلام الجمهوري. لقد تألق العديد من أبطال العراق في سوح الملاعب الخارجية رافعين راية بلادهم برغم (المنغّصات) والأمور الماديّة الصعبة التي يعيشها معظم الرياضيين العراقيين، والأدهى من ذلك أن أغلب أبطال العراق لم يجدوا من يصغي إليهم من ناحية التعيين حتى وإن امتلك الشهادة العليا التي تؤهله لمركز مهم في إحدى وزارات الدولة، فالرياضي البطل في دول العالم يكرّم ويعطى حقوقاً مميّزة بينما في بلدنا يهمل! وهو في عمر الشباب.

11 عاماً بأجر يومي!

يقول بطلنا الدولي حيدر محمد الذي خطف الميدالية الذهبية لبطولة العرب مؤخراً: لقد تعبت من كثرة المراجعات فأنا أعمل في وزارة الكهرباء بمدينة البصرة وبأجر يومي منذ عام 2006، ولغاية الآن لم يتم تعييني برغم حصولي على شهادة (بكلوريوس) ومن (ذوي الشهداء) ولديّ العديد من الإنجازات ( العربية، والآسيوية ، والعالمية في رياضة الكك بوكسينغ) أذكرمنها..البطولة العربية في الأردن عام 2009 حيث حصلت على الميدالية الفضية، وفي عام 2010 في بطولة آسياد آسيا في الهند حين أحرزت الميدالية الذهبية، وعام 2013 في بطولة الألعاب التي أقيمت في كوريا أحرزت فيها الميدالية الذهبية برغم تواجد نجوم العالم، ورفعت العلم العراقي وعُزف السلام الجمهوري. وعام 2014 أحرزت أيضاً الميدالية البرونزية في البطولة الدولية التي أقيمت في تركيا، وفي عام 2016 تمكنت من الفوز بالميدالية الذهبية في بطولة العرب التي أقيمت في الأردن، وهذا العام 2017 استطعت أن أحصل على الميدالية البرونزية في بطولة آسيا التي أقيمت في تركمستان… إنجازات كثيرة حققتها في هذه اللعبة ومازلت أمارس اللعبة وأسعى الى خطف الميدالية الذهبية لبطولة الألعاب الآسيوية المقبلة، حقيقة أنا مغبون وأتمنى على وزير الكهرباء ان ينظر الى قضيتي كوني واحداً من الأبطال الذين رفعوا العلم العراقي في المحافل الدولية وطلبي بسيط جداً أن يكون تعييني على الملاك فقط ، فقد انتظرت 11 عاماً ولا أدري متى يتم النظر في طلبي هل بعد آب 2090 أم ماذا!!

أبطال يعيشون على منحة وزارة الشباب

أغلب نجوم الرياضة العراقية لم يتم تعيينهم في دوائر الدولة حينها، بسبب ارتباطاتهم بالمنتخبات والأندية، وبعد اعتزالهم اللعب أصبحوا مركونين جانباً (لاشغل ولاعمل) إلا ماندر، البعض ظل يواصل الرياضة من خلال التدريب، أما القسم الآخر فقد ظل يبحث عن تعيين ولم يجد. وعن الأمثلة على رياضيينا الأبطال الذين لم يجدوا فرصة للتعيين حدِّث ولاحرج، ولولا الرواتب التي خصصتها وزارة الشباب والرياضة للأبطال الروّاد لأصبح حال الرياضي يصعب على (الكافر)!

التعيين مؤجل!

اللاعب الدولي السابق هادي عبد عون يقول: انا ومجموعة من اللاعبين الدوليين المعروفين تم تعييننا بنظام العقود على ملاك وزارة الشباب والرياضة منذ فترة طويلة، ولم يتم تعييننا على الملاك الدائم منذ فترة طويلة برغم اني من عائلة كانت مضطهدة من النظام البائد، حيث تمت ملاحقتي ذلك الوقت بسبب إعدام إخوتي كونهم يعملون في السياسة آنذاك، لقد ظلمنا في السابق ولانريد ان نظلم في الوقت الحالي ونعلم جيدا الحرية والديمقراطية التي نعيشها اليوم، لاسيما وأن القائمين على وزارة الشباب يدركون جيداً مدى الظلم الذي حلّ بنا في عهد الدكتاتورية وما قاموا به تجاهي وتجاه عائلتي، أتمنى التعيين على ملاك وزارة الشباب والرياضة، أنا أعتقد، بل أجزم، أن السيد الوزير عبد الحسين عبطان صاحب المشاريع الرنّانة لايمانع في ذلك، فالذي قام بالمشاريع العملاقة والذي رفع الحظر الرياضي عن ملاعبنا الذي طال مايقارب النصف قرن باستطاعته عمل كل خير لأبناء هذا الشعب الذي ظلم في السابق وهو أهل لها .

رواتب الأبطال 150 ألف دينار شهريا!!

يتصور البعض أن جميع اللاعبين الأبطال أصحاب الإنجاز يعيشون في بحبوحة مالية جيدة، وهذا غير وارد إطلاقاً من خلال متابعتنا والسؤال عنهم، صحيح أن لاعبي كرة القدم يختلفون عن لاعبي الألعاب الرياضية الأخرى من حيث العقود الجيدة مع الأندية، لكن أبطال الألعاب الرياضية غير كرة القدم يعيشون حالة مادية صعبة، حيث تصرف لأغلب اللاعبين رواتب شهرية لاتتعدى 150 ألف دينار فقط!! علماً بأن معظم اللاعبين لم يتم تعيينهم برغم امتلاكهم للشهادات العليا، اعتمد القسم الأكبر منهم على التكريم الذي يأتيه بعد تحقيق إنجاز على الصعيد الخارجي، من الأولمبية العراقية او وزارة الشباب والرياضة، وفي بعض الأحيان يُنسى اللاعب صاحب الإنجاز إلا إذا طالب اتحاده الجهة العليا لغرض صرف المكرمة للاعب. يقول اللاعب علي عبد الله بطل العرب وآسيا بالتايكوندو: لقد حققت الكثير من الأوسمة في البطولات الخارجية ورفعت العلم العراقي وعُزف السلام الجمهوري في البلدان التي ضيفت البطولات، إلا أني لم أحصل على شيء من الدولة، لا تعييناً ولا راتباً (بيه حظ ) من الاتحاد ولا أي شيء يذكر رغم أني أفنيت زهرة شبابي لخدمة بلدي.

أما بطل أبطال آسيا والعرب بلعبة المواي تاي أمير ابراهيم فقال: انا محب للرياضة لكني لم أجنِ منها شيئاً سوى الشهرة وهي لاتعيّش عائلة!! برغم امتلاكي للشهادة العليا لكني مازلت أبحث عن التعيين، ولولا دعم المدرب والاتحاد لكنت في حال صعب.

لابد من التفاتة حكومية للأبطال!

من خلال متابعتنا لموضوع تهميش الأبطال الرياضيين وعدم تعيينهم في وزارات الدولة الكثيرة، وجدنا أن أغلب رياضينا يعيشون تحت خط الفقر!! فليس لديهم معين آخر سوى الرواتب الرمزية التي تمنح لهم من قبل اتحاداتهم وهي لاتتجاوز الـــ150 ألف دينار لكل لاعب شهرياً!! نتمنى على دولتنا العزيزة أن تأخذ ذلك بنظر الاعتبار وتعطي الأولوية في التعيين لأبطالنا الذين قاتلوا في سوح الملاعب الخارجية من أجل رفع العلم العراقي، أليسَ كذلك …!!!