عائشة الدوري.. رازقية عراقية تفوح عطراً في الإعلام العالمي
رجاء الشجيري/
أيقونة في الحضور، لها بصمة رقي معمّدة بالجمال والذكاء واللباقة أينما حلت، تمتلك من تحاوره وتأسره إلى عالمها بانسيابية وعفوية..هي الإعلامية ومقدمة البرامج “عائشة الدوري”، عراقية الجذور والإبداع، سليلة حضارة لطالما شاغلت الدنيا بمنجزات أصحابها.. ابنة السفير عبد الستار الدوري الذي مثل العراق في بلدان عدة، ووالدتها سهام الشكرة، التشكيلية المعروفة عراقياً وعالمياً..
السينما شغفها وحلمها الأول، انطلقت عبر مؤهلاتها والهالة والقبول الخاص بها في عالم الفن السابع لتصبح معدة ومقدمة لبرامج تحاور فيها مشاهير السينما العالمية ومواكبة كل ما له علاقة بصناعة السينما والأفلام. ضيفتنا رازقية رحالة تجوب العالم بطموحها وجاذبيتها وجاءت إلى بغداد كعضو لجنة تحكيم في مهرجان سينمائي.
أبواب النجاح
*الذكاء،الكارزما،الجمال،الموهبة، ما هي أولويات النجاح؟
-لا أعتقد أن هناك أولوية للنجاح، فكل من هذه الصفات تكمل الأخرى، النجاح هو خليط من كل هذه الأشياء مجتمعة مع بعضها. وبدون شك الكاريزما تلعب دوراً كبيراً في مجال التلفزيون بالذات، هناك أشخاص لايتمتعون بالوسامة والجمال لكن لديهم كاريزما عالية جداً، لذلك فحضورهم القوي على الشاشة يجعلهم قريبين للمشاهد ومحبوبين لديه.
*شعورك الآن وتبادل الأدوار من محاوِرة بارعة تحاور المشاهير إلى ضيفة مميزة يتم الحوار معها صحفياً وتلفزيونياً؟
-صراحة أجمل شعور، عندما تعمل بجهد وحب للمهنة لسنوات طوال ومن بعدها يتم تكريمك من خلال مقابلات صحفية ولقاءات..، بالنسبة لي هذا أجمل حصاد لما زرعته كل هذه السنين، والأجمل أن تكون هذه اللقاءات والحوارات في بلدي، الطريف أني أحس بشعور المحاور وهو يسألني وأعلم بالضبط مايشعر به وبماذا يفكر وهل هو منتبه للحوار أم لا.
*هل أنتِ مع الحوار التلقائي المباشر مع الضيف أم المعد مسبقاً والمكتوب؟
-لا بد أن يكون هناك تحضير، يجب على المحاورالذكي أن يتعرف على ضيفه قبل اللقاء من خلال مشاهدة أعماله أو قراءة كتبه أو معرفة بعض تفاصيل حياته الشخصية وآخر أعماله الخ… ليكون المحاور ملماً بماهية ومدارات ضيفه بكل جوانبها، اما التلقائية والعفوية فمطلوبة أيضاً ولها أهميتها بين طيات الحوار وإدارته.
* ما محطات انطلاقك الأولى؟
-بداياتي كانت مع محطة الـ ام بي سي عندما كانت تبث من العاصمة البريطانية لندن في نهاية التسعينات وبداية الألفية، عملت كمعدة لبرامج منوعة، منها برنامج السينما الأسبوعي. انتقلت بعدها إلى قناة الحرة في ٢٠٠٤، وقدمت برنامج “سينماغازين” وهو برنامج أسبوعي من إعدادي وتقديمي يخص كل مايتعلق بعالم السينما والنجوم والمشاهير ومهرجانات السينما العالمية.
*كيف تقيّمين تجربتك بالعمل في قناة الحرة؟
– قناة الحرة كانت بداية انطلاقتي في عالم تقديم البرامج ودخولي عوالم السينما ومهرجاناتها السينمائية. وهي صنعت لي اسماً ونجاحاً، وأنا ممتنة لإدارتها ولكل من عملت معهم طوال السنوات العشر التي عملت فيها بحب ونجاح فيها.
سحر السينما
* ما أقرب الفنون إليك؟
-أنا من عشاق الفن السابع، أعشق سحر السينما بكل تفاصيله، أتابع السينما العربية والعالمية و كل ماهو جديد فيها، إضافة إلى عشقي لكلاسيكيات هوليوود.
* ما المعايير التي اعتمدتها كعضو لجنة تحكيم في مهرجان “ثلاث دقائق في ثلاثة أيام” لاختيار الأفلام في بغداد، وكيف وجدت نتاج شبابنا السينمائي؟
-هناك بالتأكيد معايير مهمة لاختيار الفيلم الأفضل من بين مجموعة كبيرة من الأفلام. منها: القصة، الموضوع، التقنية، السرد الروائي، مع الأخذ بنظر الاعتبار أن المشاركين هواة وليسوا بمحترفين، وقد لفتت نظري الطاقة المميزة التي تبشر بالخير لجهود الشباب السينمائية وطموحهم واصرارهم في إحياء السينما.
* كيف تتحول شرارة السينما المحلية إلى العالمية، وما مقومات نجاحها؟
-السينما العالمية تنطلق من المحلية، إذ أن معظم الأفلام غير الناطقة باللغة الانجليزية والتي نالت جوائز عالمية ولاقت استحساناً من قبل الجمهور هي أفلام تدور في إطار محلي، وتروي قصة من قلب البلد وروحه. بالتالي لا أظن أن هناك مقومات معينة ومحددة للنجاح في عالم السينما، أحياناً يفشل فيلم بامكانيات مادية ضخمة وأسماء نجوم كبار ومخرج لامع!.. لذلك لا يوجد في السينما اتجاه معين للنجاح، المعيار الوحيد هو الجمهور، ورواد صالات العرض.
* كيف تتعاملين مع أمزجة الفنانين وغرائبيتهم أحياناً في حواراتك؟
-أحاول دوماً أن أكون موضوعية ومهنية قدر الإمكان، اذ لكل فنان مزاج معين وشخصية معينة، وعلى المحاور التكيف مع طبيعة شخصية الضيوف.
*هل النقد في الوسط الإعلامي والفني بخير؟ وهل لدينا ثقافة النقد البنّاء؟
-نعم، لدينا بالتأكيد نقد محترم وبنّاء في الوسط الإعلامي.. لكنه قليل جداً، إلا أن ثقافة النقد لمجرد النقد أصبحت منتشرة في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ…
* بغداد، بعد سنوات الغربة؟
-لم أكن صغيرة حين غادرت بغداد ولي ذكريات كثيرة فيها، لست مثل بعض المغتربين الذين يعرفونها بالسماع فقط من أهلهم. هي عروس جميلة بكل أحوالها، ما لمسته في زيارتي لها الآن أن هناك تغييراً للأفضل على جميع الأصعدة وخاصة فيما يخص نشاط وفعاليات الفن والثقافة والأدب..