ناديا.. من سبيّة في أقبية داعش إلى فضاءات نوبل

2٬262

الشبكة /

في عام 2014 اقتحمت عناصر تنظيم”داعش” الإرهابي قرية كوجو، واقتادت مئات النساء منها بعد أن قتلت الرجال وبينهم ستة من أشقاء نادية مراد مع أمها. كما اختطفت ناديا وتعرضت الى الاغتصاب على أيدي تلك العناصر المجرمة.

أفظع الجرائم

ومثل آلاف النساء الإيزيديات اللائي تعرضن الى السبي وتحولن الى غنائم تباع في سوق النخاسة، يمكن لأي من عناصر التنظيم شراؤها، ويمكن ان تتعرض للاغتصاب الجماعي.

كانت نادية شاهدة عيان على واحدة من أفظع الجرائم في التأريخ، وحاولت الفرار أكثر من مرة، حتى نجحت أخيراً بمساعدة عائلة عمر عبدالجبار في الهرب، اذ آوتها العائلة لمدة سبعة عشر يوماً، واستخرجت لها هوية مزورة. وخاض عمر مغامرة كادت تودي بحياته حينما نجح بتهريبها الى كركوك وتسليمها الى أخيها.

اختارت نادية أن تواجه العالم وهي تروي الجريمة التي تعرض لها الإيزيديون على يد تنظيم إرهابي لا يتواني عن استخدام أكثر الوسائل انحطاطاً لتحقيق
غاياته.

رعب داعشي

روت نادية مراد قصة المعاملة المرعبة التي مرت بها: “لقد عزلوا كل الإناث فوق عمر تسع سنوات وقاموا باسترقاقهن، وأجبروهن على تغيير دينهن، وفعلوا كل شيء يرغبون فيه معنا.”

وقالت: “لقد تعرضت للعديد من الجرائم على أيديهم.. يصعب لأحد أن يذكرها أو يعيد سردها”.

وروت أنها رأت فتيات صغيرات يتم اقتيادهن كمسترقات لممارسة الجنس، ويتم اغتصابهن وتعذيبهن يومياً.

في عام 2016 عينتها الأمم المتحدة سفيرة لمكافحة المخدرات والجريمة للنوايا الحسنة، حيث ركزت مراد في هذا المنصب على دعم المبادرات الجديدة والدفاع عنها، والتوعية بمخاطر تهريب البشر، والنساء والفتيات واللاجئين.

تزوجت نادية في عام 2018 من العراقي عابد شمدين، في مدينة توتغاد بألمانيا.

وكانت مراد قد فازت في عام 2016 بجائزة سخاروف، وهي أرقى جائزة أوروبية في مجال حقوق الإنسان، قبل ان تتوج اخيراً بجائزة نوبل للسلام لتكون أول عراقية تفوز بهذه الجائزة.

في بغداد، اعتبر رئيس الجمهورية، برهم أحمد صالح، فوز نادية مراد بجائزة نوبل للسلام تكريماً لكفاح العراقيين بوجه الإرهاب.

وقال بيان لمكتبه إن “الرئيس أجرى اتصالاً هاتفياً مع نادية مراد، بمناسبة نيلها جائزة نوبل للسلام”، ونقل عن صالح قوله “تحدثت هاتفيا مع العزيزة نادية مراد، وباركت لها نيلها جائزة نوبل للسلام.”

وأضاف صالح أن “تكريم نادية يجسد إقرار العالم بمأساة الإيزيديين وكل ضحايا الإرهاب والتكفير في العراق، وهو تقدير لشجاعتها ومثابرتها في الدفاع عن الحقوق المغتصبة.”