محمود حميدة يروي لـ”الشبكة”:كيف دخل عالم السينما؟

1٬166

حيدر النعيمي/

دخل عالم السينما في سن متأخرة، وخلال عامين فقط مثل 19 فيلما لينتقل سريعا الى مصاف ألمع نجومها، قدم العديد من الأدوار المتميزة وشارك في أعمال مسرحية وإذاعية ونال العديد من الجوائز.
أنه الفنان المصري محمود حميدة الذي ألتقته مجلة “الشبكة” في حوار موسع تحدث خلاله عن مسيرة حياته وابرز محطاته الفنية وكشف عن حبه الشديد للقراءة، وتأثره الكبير بالشاعرالراحل فؤاد حداد…
¶ بدأت متأخرا جدا في عالم السينما لماذا؟
-بدأت التمثيل منذ الصغر وكان عمري خمس سنوات، وفي الثانية عشرة من عمري اشتركت بمسابقة تمثيل، وكانت في وقتها من أفضل المسابقات في مصر، جسدت شخصية شايلوك في مسرحية “تاجر البندقية” لشكسبير، وكان الأستاذ المرحوم بليغ ألفي رئيسا للجنة المسابقة آنذاك، وعند مشاهدته أدائي اقترح على والدي أن أدخل معهد الفنون المسرحية بعد اكمالي دراستي الثانوية. وبالفعل طلب مني والدي ذلك بعد تخرجي في الثانوية، إلا أنني رفضت، مفضلا دخول كلية الهندسة التي فشلت ولم أوفق في الدراسة فيها بسبب كثرة تخلفي عن أداء الامتحانات، فأنتقلت منها الى كلية التجارة وبعد تخرجي فيها، عاد والدي ليطلب مني مرة أخرى أن أدرس في معهد الفنون المسرحية. فدخلت المعهد، لكني لم أدرس فيه إلا ثلاثة أشهر فقط، ثم تركت الدراسة بعد ذلك لأحساسي بأنها لم تضف شيئا لي. فأنا طوال دراستي الجامعية كنت أقرأ عن المسرح وأشارك في فرق التمثيل الجامعية.
مدرسة للتمثيل
¶كيف سارت حياتك بعد ذلك؟
-بعد التخرج عملت موظفا بادارة المبيعات باحدى الشركات العالمية للمياه الغازية، لمدة 11عاما، كما كنت أعمل في هذه الأثناء لأنشاء مدرسة للتمثيل، ولشغفي بالتمثيل وحبي له وقراءاتي المستفضية عنه، كنت أتمرن وقتها بالجلوس أمام المرآة ولم أكن أعرف ان هذا الأسلوب خطأ،كنت أدون وأشخص الأساليب، ومن دون أن أعلم وبطريق الصدفة توصلت الى 11 تكنيكا خلال سبع سنوات، وبعمل هذا لم أكن أريد أن أمثل، لان ما متعارف عليه لدى صناع السينما العالمية الكبار ألا يمثلوا أنهم مجرد أساتذة وسيبقون كذلك الى أن كسرت هذه القاعدة في العالم وأصبحوا أساتذة التمثيل يعملون فيه.
¶وأنت كيف كسرت القاعدة؟
-جاءني شخص صديق مقرب لي لانقاذ موقف ما في التلفزيون، إذ أن البطل تخلى عنهم فكان لي النصيب لان أجسد دور بطولة بمسلسل “الأزهر”، بشخصية أمريكي مسلم مع الفنان أحمد مظهر.
¶من اكتشفك ومتى كانت بداياتك السينمائية؟
– أكتشفني المخرج أحمد خضر عندما أسند لي دورا مهما في مسلسل (حارة الشرفاء)، وظهوري الأول في عالم السينما كان في فيلم “الأمبراطور”، الذي تقاسمت فيه دور البطولة مع الفنان الراحل أحمد زكي وكان من إخراج طارق العريان عام 1989، وبعده بنفس العام مثلت في فيلم “المساطيل” من إخراج حسين كمال، وهكذا توالت الأعمال السينمائية . عملت في السينما وأنا بعمر السادسة والثلاثين وهي المهنة الوحيدة التي لم أتوقف عنها حتى الآن.
¶هل استطعت التوفيق بين عملك موظفا في شركة مبيعات وبين الفن؟
– لا أخفيك، أبيات الشاعر فؤاد حداد التي تقول “بر الخطر وحده هو بر الأمان”، دفعتني الى الاستقالة من عملي في شركة المبيعات والتفرغ للفن، مع العلم أن عملي في الشركة لم يكن ليؤثر على عملي كممثل، فقد كنت أودي أعمالي في الشركة عن طريق الهاتف فقط. ذهبت لصاحب الشركة وقلت له أنا مستقيل، وأذكر أنني ذهبت الى والدي وقلت له (أنا استقلت) فأستغرب وقال لي هل سأصرف عليك وعلى أولادك وأنت بهذا العمر الكبير؟ فقلت له سأحترف العمل بالسينما، وقد كنت وقتها أسبح ضد التيار، إذ كانت عجلة السينما قد توقفت نوعا ما بسبب خفض الأجور فقد كانت أجواء حرب الخليج الثانية مسيطرة على الأحداث والواقع الاقتصادي.
¶بعد كل هذه المسيرة والنجاحات التي حققتها، هل من الممكن أن تجسد مسيرة حياتك بفيلم سينمائي؟
-يذكرني سؤالك هذا بتلك الأخبار التي كانت قد انتشرت بانني سأمثل دور الفنان الراحل رشدي أباظة، حتى أن ابنته هاتفتني لتسأل عن صحة ذلك، وأخبرتها بان هذا غير صحيح فهو مطب المشاهير، وهو مطب خطير جدا!.
¶ أخيرا ما رأيك بثورة 25 يناير؟
-الثورة قامت وانطفأت لأنها كانت دون قائد، أتذكر أن الكاتب مراد وهبه قد كتب في مقال له في صحيفة الأهرام (نحن لا نعرف صناعة المستقبل).