مصطفى الربيعي: “البغداديّة” أدارت وجهها عني في حادثة اغتيالي

3٬485

حيدر النعيمي  /

منذ سنوات وهو يطل على المشاهدين عبر برنامج ينقل واقع العراقيين وهمومهم، وقد يكون متفرداً بين أقرانه في هذا الشأن من خلال حصده لمقبولية ومحبة الشارع العراقي.

جاب المدن والقرى والقصبات في أنحاء العراق ينقل ما يدور بجعبتهم من مطالبات وأمنيات.. إنه الإعلامي مصطفى الربيعي الذي حل ضيفاً على مجلة “الشبكة العراقية” في هذا الحوار:

بدأت مراسلاً

* أمضيت سنوات في برامج الواقع حيث تطل بين الناس يومياً على الجو مباشرة،
فكيف كانت بداية دخولك هذا العالم؟

– بدأت أصلاً مراسلاً لبرامج اجتماعية وفي الإعداد وتغطيات ميدانية وغرف الأخبار، ولكني منذ ستة أعوام أطل على المشاهدين على الهواء مباشرة في

برامج الواقع.

بدايتي كانت مع “البغدادية” منذ عام 2011 حيث كنت المراسل الوحيد، في وقتها، لبرنامج “يسعد صباحك ياعراق.” بداية عام 2013 بثت لي أول حلقة مباشر لبرنامج “البغدادية والناس” تخطيت فيها حاجز الـ 900 حلقة مباشرة على الجو غطيت فيها جميع محافظات العراق من شماله لجنوبه. بعدها انتقلت الى فضائية “السومرية” ولغاية الآن بثت لي 500 حلقة مباشرة لبرنامجي “ناس وناس”. وبالمناسبة فإن ظهوري بالبث المباشر اليومي ليس ساعة تلفزيونية لـ45 دقيقة بل هي تتعدى الـ 60 دقيقة.

برامج الواقع

* هل أنك لا تستطيع الخروج من جلباب برامج الواقع اليومية الى برامج الاستديوهات؟

– لا، هذا كلام غير صحيح، والدليل أنني حاليا في السومرية لدي حلقة اسبوعية أقدمها من استديوهات السومرية، ولأكثر من مرة ترفض إدارة الفضائية ترك البرنامج المباشر وتصر عليّ في تقديمه بسبب النجاح الكبير الذي يحققه على مستوى الشارع ونسب المشاهدة العالية عليه.

ربما قريباً سأطوي صفحة هذا البرنامج بسبب كثرة المقلدين لي، فاليوم هناك الكثير من البرامج يقلدون طريقة “مصطفى الربيعي” في التقديم لبرامج الواقع، ففي كل فضائية عراقية هناك برنامج يشبه برنامجي حتى في تشابه الاسم.

* تكلمت عن بداياتك في فضائية “البغدادية”، وهذا يقودني الى سؤالك: تعرضت أثناء عملك فيها الى محاولة اغتيال ما أدى الى انفجار سيارتك بعبوة لاصقة، لم نشاهد منك أي تصريح حول الحادث ولا نتائج التحقيق ولا حتى تعويضك ماديا من قبل “البغدادية” فما الذي حدث؟

– التحقيق والدعوة ما زالا في مركز الشرطة ومدونان “ضد مجهول”، أما الشق الثاني فيما يخص البغدادية فهذا يوجه لهم وبالأخص مدراء مكتب بغداد.

* هل تم تعويضك معنوياً من قبل الفضائية؟

– أبداً، لم أعوّض من قبل أية جهة، لا حكومية ولا نقابية ولا حتى مكان عملي للأسف، ولكني عرفت فيما بعد أن بطانة مالك القناة هم السبب في ذلك، وهذا الفعل ليس معي فقط بل مع الجميع فهم كحجّاب الملك من يتوددون اليه يعطونه وغير ذلك يحرم من كل شيء.

* هل تعرضت يوماً ما للتهديد؟

– نعم، كثيراً بشكل مباشر وغير مباشر من بعض الجهات، أنا مؤمن أن من يقف مع الفقراء يكون الله حاميه الوحيد.
طاقة سلبية

* تمر عليك حالات إنسانية تدمي القلب يتفاعل معها الناس بالبكاء إلا أنت فهل تحجّر قلبك من هول ماسمعت ورأيت؟

– ربما، في بعض الأحيان أبكي ولكن دمعتي ليس من السهل نزولها، أنا يومياً في وقت الإفطار الصباحي أغرق في ساعة من الطاقة السلبية بسبب معاناة الناس وهمومهم، أصف حالتي مثل القصاب الذي يمكن أن يرأف قلبه بالذبيحة ولكنه بالممارسة يعتاد هذا الشيء.

* كم مرة اهتز قلبك من الحب؟

– يومياً يهتز.

* هل أنت كثير العلاقات النسائية؟

– لا، ليس بمثل مصطلح كهذا بل أن القلب بدون حب هو عبارة عن صحراء قاحلة.

* إذن لماذا تميل الى الانعزال؟

– بعد تجربتي في تكوين العلاقات مع مختلف شرائح المجتمع، وبسبب ما تعرضت له من خيبات أمل وإحباطات، اليوم أحب أن أكون سطحياً مع الجميع إلا من بعض الأشخاص فلهم خصوصية في حياتي.

* ماهي الأغنية التي تمثلك من الألف الى الياء؟

– غريبة الروح لا طيفك يمر بيها ولاديرة تلفيها … للقدير الفنان حسين نعمة.

* تجيد الشعر الشعبي وتحفظ للراحل كاظم اسماعيل الكاطع الكثير من شعره، ماهو البيت الذي تردده دائما مع نفسك؟

– الكاطع في بداية شبابي هذبني كثيراً وجعل لدي حساً شعرياً، وأشعاره بعضها حكم ودستور في الحياة، أردد دائما مع نفسي أبيات له تقول: الغفه بفي النخل يترجه تمره أطيح

مو مثل التشلبه وجابها بذراعه

* ماسر محبة الفتيات لك وخصوصا الأمهات؟

– أية رساله من أي متابع تقول دائماً “أمي تحبك هواية” وهناك رسالة أدمتني وكانت لأحد المتابعين قال لي “مصطفى أنا أحبك هواية لأن أمي كلش تحبك ولأنها توفيت فأنا أحببتك على محبتها” هذه الرسالى آذتني جداً. الأمهات هن الأكثر صدقاً فهن غادرن موضوعة المصلحة والدعاية والتعليق المؤدلج، عندما تأتي لي والدة تقبلني وتدعو لي فهذه أكبر شهادة وهي تعادل ملايين الفانزات على السوشيل ميديا لبعض المشاهير فهذا هو جمهوري الحقيقي وأنا أقبل ايديهن.

الوقت المناسب.

* متى تتزوج ؟

– لا أعرف، فلغاية الآن لم أجد الشخص المناسب ولا الوقت المناسب.

* كيف نحتّ طريقك؟

– بتعب ومنافسة وسهر وسفر، ولكن الى الآن لم أكتفِ.

* الى ماذا تفتقد؟

– للنوايا الصادقة.

* ختاماً الكلمة لك؟

– أقول للناس ولجميع العراقيين: اليوم نحن في محنه دائمة ومتكررة ومتجذرة، يجب أن يرتفع صوت الضمير الحي لنكون أناساً مؤمنين بقدراتنا ولا نكتفي فقط بالتغني بالتاريخ. على الناس أن لا يتخلون عن أخلاقهم فنحن اليوم نعيش أزمة كبيرة وهي الأخلاق.