الشخصية الشرقيّة.. بين مجتمع التحريم ومجتمع الانفتاح

 آمنة عبد النّبي/

عقدة مُقلقة تواجه الذهنية الشرقية للزوجينِ داخل المجتمع السويدي، وخصوصاً ماهو مُتعلق بالمرأة وحاجتها الجسديّة، فيتم الحط من شأنها باعتبار أنّ جذورها الشرقيّة نابتة بمهمات غسل الصحون وخدمة العيال، أو ربّما العكس حينما تُحصر رغبات الرجل بين قوسي المراهقة المتأخّرة بحسبِ ماتسميه المنغلقات فكرياً،علماً أنّ الشراكة الجنسيّة العادلة أوروبياً أو شرقياً، تحتمّ على الزوجين أن لا يغادرا السرير إلّا وهما في رضا تامّ.

أنانيّة رجولية

الصحفي المقيم في أوروبا (حيدر الحلفي) شنّ هجوماً لاذعاً على الرجل الشرقي الذي لم يتخلص للآن من شرقيته المزدوجة مع سيدة البيت وعشيقة الشارع، لذلك صار هو مفتاح تهديم ثقة الزوجة بجسدها، نعم لدينا أصناف ذكوريّة بقلب المجتمع السويدي، لكنها متخلفة بامتياز وهم الذين يدفعون المرأة نحو تهديم كلّ شيء، الخيانات الزوجية لكثيرٍ من النساء اللواتي أعرفهن شخصيّاً، كان سببها أنانية الرجل وإشباعه لرغباته الجنسيّة المتجدّدة مع نساء أوروبيات عابرات أو عشيقات خَفيّات خارج عشّ الزوجيّة، وكأنّ الزوجة واجهة اجتماعية رسمية ووعاء لإفراغ الشهوة.

لطافة ومصداقية


المهندس المقيم في ستوكهولم (عبد الرحمن صاحب) خالفه الرأي تماماً، معتبراً أنّ الزوجة تحديداً مسؤولة عن ثقافة الإثارة الجنسيّة واستمراريتها، لأن الملل والروتين يبدآن من حيث تنطفئ الأنوثة كمرحلة أولى ثم تبدأ بكليهما عملية المقارنة، مكملاً: تجدين المرأة أحياناً وأثناء العملية الجنسية تتفوّه بأمور تخص البيت، وكأنما القضية إسقاط فرض جسدي، وهنا حتماً سيتجه الرجل لنساء عابرات كونه أيضاً يبتعد عن مسووليته، فينعكس رد الفعل على المرأة التي لاتبذل جهداً في إصلاح نفسها وعلاقتها بالخلل، بل تتجه للانتقام منه إما بسلطة القانون الأوروبي أو بالخيانة لمجرد إعادة تجربته السرية مع الأخريات كرد فعل، إذن ماأريد أن أخلص إليه أنّ الاثنين لايبذلان جهداً في إصلاح جسد العلاقة الجنسيّة لكن العبء الأكبر تتحمله المرأة..

فقر جنسيّ

غياب الثقافة الجنسيّة في ذهنية المرأة أوّلاً والرجل ثانياً له دور كبير في ترسيخ مفهومي “العيب” و”الحرام” في أحيانٍ كثيرة، بحسبِ ماتعتقده كاتبة الدراما المغتربة ( فاتن السعود) قائلة: العيب المُفرط وفقر الثقافة الجنسيّة بمجتمعاتنا الشرقيّة أنتجا فهماً خاطئاً عن بعض التفاصيل الجنسيّة التي يمتنع الطرفان من ممارستها إيماناً بهذه الحُجج، مع أنّ الشرع والمجتمع لايقفان ضدّها أبداً، فيبدأ النقص من هنا وتبدأ المشاكل ولا تنتهي ويعمُّ تأثيرها على الكثير من تفاصيل الحياة الأخرى، فيتّجه بعض الرجال هنا لإشباع رغباتهم الخاصّة – والشاذّة أحياناً – مع عشيقات، إيماناً منهم بعدم جواز فعل كل شيء في الفراش مع الزوجة وجوازه مع غيرها لاسيما الأوروبية.

قانون إنساني

الفنانة التشكيليّة الكندية المغتربة (خلود المعلمچي) اعتبرت من جانبها، أنّ القضيّة مُتعلقة بنتاج البيئة فكرياً، فالمرأة الشرقية بصورة عامة عندما تنطلق باتجاه تأسيس منهجية حياتها في الدول الغربية تكون قد انتزعت كل العادات والتقاليد الشرقية المُغلقة دون المرور في دورة التثقيف الجنسي كونها من مجتمع يتبع السلوك الخفي في تصرفاته وتداوله للأمور التي اعتاد عليها الكثيرون بشكل سري غير معلن، الجميع هُنا في المجتمع الأوروبي مدعومون بقانون إنساني لايقف عند حدود عرف أو مجتمع أو امتعاض أهل أو رضاهم، لأن السلوك شأن شخصي.