العراقيات والترامادول

أ.د.قاسم حسين صالح /

تفيد تقارير الأطباء والأطباء النفسيين بتزايد حالات تعاطي السيدات العراقيات للترامادول. ويعود ذلك الى انهن لا يدركن ما يحدثه من مضاعفات جسدية ونفسية وجنينية خطيرة.. وتلك هي اهمية هذا الموضوع الذي نبدأه بتعريف طبي للترامادول.

الترمادول: عقار شبه  أفيوني له مفعول مقارب للكوديين، يعدّ من أقوى مسكنات آلام الأمراض الخبيثة كالسرطان، لأنه يعمل على إغلاق المستقبلات الحسية في المراكز العصبية وبالتالي عدم وصول الإحساس بالألم للجسم، ويستخدم ايضا في حالات كسور العظام وبعض حالات الحساسية للضوء والمضاعفات الناجمة عن الصداع والأرق، وجرى أخيرا  تصنيفه ضمن المواد المخدرة، بوصفه “افيونا صناعيا”. وحديثا اقبل عليه الشباب والمأزومون نفسيا ووصفوه بـ(الساحر) لأنه يمنحهم الانبساط والبهجة، ثم شاع بين السيدات اللواتي يعانين من ضغوط نفسية، او اللواتي يردن تفادي المشاكل الزوجية أو يهدفن الى تحسين العلاقة الزوجية. وللأسف فإن كثيرات من السيدات العراقيات لا يعرفن انه  يجب ان لا تكسر الحبة او تقرمش، بل يجب بلعها كاملة بقدح من الماء.

الساحر..يستدرج

 ما يحصل هو أن السيدة التي تعاني نفسيا تبدأ بتناول قرص واحد فتشعر بانتعاش يريحها ويدهشها، تزيده بعد اسبوع او اسبوعين الى قرصين، فثلاثة، فخمسة..ويستدرجها الى ان يدخلها مرحلة الإدمان..التي تضطرها الى ان تأخذ عشرة اقراص في اليوم الواحد، وعندها تفقد قدرتها على المقاومة..وتستسلم.

والساحر..مهلك

ما يفعله هذا الساحر، الترامادول، هو أنه يخدع السيدة التي تتناوله ويوهمها بالشفاء وما ان يدخلها مرحلة الإدمان فانه يتحول الى عدو بعد ان كان صديقا ويضربها ضربة قد تقتلها، بعد أن يفعل بها الآتي:

آلام في الرأس وصداع قوي، غثيان مستمر ودوار، كوابيس، ضيق في التنفس، تشنج العضلات، خلل وفشل في وظائف الكبد والكلى، خلل في الرؤية، تنمل وارتخاء في العضو الجنسي، اكتئاب، اعراض مرض الصرع، و..تلف في خلايا الدماغ.

نصائح

ان كنت تتعاطين الترامادول واعتدت عليه، فإنه لا يصح ان تتوقفي عنه فجأة بقرار من عندك..لأنه سيؤدي الى:  ارتفاع ضغط الدم، التعرق، الأرق، القلق، حركات لا ارادية.

وصحيح ان الترامادول يعطى كعلاج في الحالة التي يقرر فيها الطبيب ان لا خطر فيه على الجنين، ولكن لا يصح مطلقا تناوله في حالة وجود حمل او التخطيط له او في اثناء الرضاعة الا باستشارة الطبيب والالتزام بتعليماته.

 ونصيحة اخيرة للمدمنات عليه

 ان توقفتِ فجأة عن تناوله فستعانين من اعراض انسحابية تجبرك على العودة اليه وتناوله بكميات اكبر، والصحيح..ان تراجعي طبيبا مختصا او مركزا خاصا بمعالجة الإدمان..فهو الضمانة الأكيدة للخلاص من ساحر اوهمك بمعالجة مشكلاتك وأنساك بأنك الأقدر على تجاوزها نحو حياة اجمل.