برغم عدم انجذابهنّ له.. النساء يشعرن بالأمان مع الرجل الأصلع!

منذ أن بدأ الرجال في الحصول على المرايا وهم يقلقون من أن تصبح فروة رأسهم من دون شعر، وكان هذا هوسا بعينه عند يوليوس قيصر الذي حاول فعل كلّ شيء كي يعيد شعره مرة أخرى، فلم يكن ارتداؤه لإكليل الغار تمثيلاً للعادات الرومانية بقدر ما كان محاولة منه لإخفاء رأسه اللامع.

وبحلول الوقت الذي التقى فيه كليوباترا كان قد أصبح أصلع تماماً، وفي محاولة أخيرة لإنقاذ شعره الكثيف اقترحت كليوباترا عليه بمحبة علاجاً منزليّاً من الألف للياء مكوناً من فئران وأسنان حصان ودهن دب، بحسب تقرير لموقع BBC.

لكنْ للأسف لم تنجح، فقد خسر شعره مثل العديد من الرجال العظماء كسقراط ونابليون وأرسطو وغاندي وداروين وتشرشل وشكسبير وأبقراط – الذي كان أصلع جداً، بالرغم من استخدامه فضلات الحمام لعلاج الصلع، إلى حد أنه تمت تسمية نوع من الصلع باسمه – في النهاية بدأ يوليوس القيصر بتطويل شعر رأسه من الخلف واستمر في تمشيط تلك الخصلات من الخلف للأمام عبر رأسه، وبتفاؤل وُصفت هذه الطريقة بـ”التمشيط الخادع” والتي تعرف الآن باسم “تمشيط الصلع”.وبعد آلاف السنين، انتقلنا من الأكاليل والخلطات إلى الكريمات الباهظة والمقويات والشامبو وأيضاً الشعر المستعار والحبوب والجراحة كملجأ أخير.اليوم يمكنك الذهاب إلى عيادة تساقط الشعر والتسجيل للحصول على استشارة للحدّ من “تساقط الشعر”، فليس من الغريب الآن أن نرى الإعلانات تحث الرجال الصلع على الذهاب لرؤية الطبيب.

هل فهمنا هذا كله بشكل خاطئ؟

هناك دليل كبير على أن الرؤوس الصلعاء ليست حادثاً تطورياً هائلاً. يُنظر إلى الرجل الأصلع على أنه أكثر ذكاءً وهيمنة وذو مكانة عالية؛ فجباههم اللامعة قد تساعدهم على إغواء النساء أو حتى إنقاذ الأرواح. وقبل أن نتمكن من فهم ما يجعل الصلع عظيماً جداً، علينا أولاً أن نضع الأمور في نصابها. خلافاً للحكمة الشعبية – ولوجود رجال صلع مفتولي العضلات مثل بروس ويليس – فإن طبيعة فقدانك للشعر لا تجعلك أكثر رجولة. فالرجال الصلع ليسوا أكثر فحولة وليست لديهم مستويات تستوستيرون أعلى، برغم أنهم عادة يملكون أذرعاً وأرجلاً وصدوراً أكثر شعراً. ولعل الأكثر غرابة هو أن الرجال الصلع عدد شعرات رأسهم ليس أقل من الآخرين.

فوائد الصلع

يقول فرانك موسكاريلا، الطبيب النفسي في جامعة باري: “بشكل عام في الطبيعة، عندما يملك الذكور شيئاً ما لا تملكه الإناث هذا يعني أن له خصائص ويمثل إشارة ما”. وهذا ما جعله يفكر بالأمر في تسعينات القرن الماضي.معظم خصائص ازدواج الشكل الجنسي لديها شيء مشترك، يقول موسكاريلا: “يرتبط هذا عادة بالقوة وفرص إنجاب أكبر”، وبمثال آخر، قد يكون الصلع في الرجال يوازي الذيل المنمق ذا الألوان الباهية في ذكر الطاووس. قد يكون تطور بسبب أنه جذاب وفاتن للنساء.أظهرت الدراسات السابقة أن النساء لا تجد الرجل الأصلع مثيراً، لكن من المرجح من هذا لأن معظم الرجال الصلع طعنوا في السن، وليس من الغريب ألا تجد النساء كبير السن جذاباً. ويضيف موسكاريلا: “نحن نعلم أن النساء تنجذب للرجل ذي المكانة الاجتماعية العالية، حتى وإن لم تكن منجذبة جسدياً فقد يتضمن هذا نوعاً من الجاذبية غير الجسدية”.ويضيف موسكاريلا: “أنا في الواقع لست أصلع، ولدي شعر جيد جداً على رأسي”. لذا إن كنت تسأل فموسكاريلا ليس له أية استفادة من تلك النظرية.قرر موسكاريلا أن يحقق نيابة عن أولئك الذين هم أقل حظاً، في 2004، وللقضاء على العناصر التي قد تؤثر على النتيجة قرر فرانك أن يستعين ببعض الرجال الصلع بنفسه، لكنه علم أنه لا يستطيع تصوير بعض الرجال ببساطة وتعديل وإنبات شعر لهم في الصور.أشرك موسكاريلا صديقاً مصفف الشعر بدلاً من ذلك – وذهبا في رحلة إلى محل شعر مستعار شعبي، ويقول فرانك: “لقد طلبت منه أن يقص الشعر من الشعر المستعار حتى يبدو أحدهما مثل رأس رجل مليئة بالشعر وآخر مثل شعر خفيف ويتساقط والأخير مثل رأس رجل أصلع”.

النضج الاجتماعي

الرجال الصلع لم يعتبروا جذابين جسدياً مثل الرجال الآخرين، لكن هناك فئة سجلوا فيها نقاطا أعلى بكثير. صُنف الرجل الأصلع باستمرار على أنه أذكى وأكثر تأثيراً ومثقف وحسن الاطلاع وذو مكانة اجتماعية عالية وصادق ومساعد مفيد، وتلك الصفات تعرف باسم “النضج الاجتماعي”.

خمن موسكاريلا وقتئذ أن الصلع قد تطور وأصبح إشارة للمكانة الاجتماعية العالية وهو ما تجده بعض النساء شيئاً لا يقاوم. ومن المثير للاهتمام أن الرجال الصلع يُنظر إليهم على أنهم أقل عدوانية. ويضيف موسكاريلا: “إن فكرت في هذا ستجد أن الرجل البدائيّ كان يركض في الأنحاء عارياً وممتلئاً تماماً بالشعر، لذا يمكنك تخيل رأس ذي شعر كبير وأشعث وشارب كثيف وكبير -وكل أنواع شعر الجسم – لا بدّ أن مظهرهم كان مثيراً للخوف”، قد يكون الصلع طريقة للتمييز بين الرجال الناضجين ذوي المكانة العالية والمراهقين العدائيين.إنْ كان هذا صحيحاً، فمن المحتمل أننا كنا نسيء استخدام هذه الإشارة الطبيعية لسنوات. وكما أشار موسكاريلا فإن الشعر المحلوق انتشر بين الفلاسفة والمعلمين والكهنة لقرون، وقد تخطى الرهبان المسيحيون تلك الخطوة، فلم يعودوا يحلقون رؤوسهم فحسب، بل يحلقونها بنفس طريقة صلع الرجال.

كما يوجد العديد من الدراسات التي تدعّم هذه النتائج، فالرجال الصُلع يُعاملون على أنهم أكثر سيطرة على الأمور في أعين الجميع حول العالم بدءاً من العاملين في مزرعة قصب سكر بعيدة في البرازيل وصولاً إلى تلاميذ مدرسة ثانوية في زامبيا. وذلك يسري أيضاً على من يحلقون رؤوسهم تماماً بمحض إرادتهم.

الأمان

يوجد دليل مثير على أن الرجال الصُلع يضيفون شعوراً بالأمان، وإن كان ذلك مثيراً للجدل.

فكان يُعتقد بما هو عكس ذلك لوقت طويل، كان يُعتقد لوقت طويل، أن من لا يمكنهم إفراز هرمون الدهيدروتستوستيرون كالمخصيين تكون لديهم خصل شعر قوية ودائمة النمو طيلة حياتهم. ولكن اتضح وجود حالات مُصابة بسرطان البروستاتا ممن كانوا ضمن هذه المجموعة.

الدهيدروتستوستيرون هو الهرمون المسؤول عن نمو غدة البروستاتا عند الأطفال، لذا يبدو منطقياً أن لها دوراً أيضاً في وجود الأورام بنفس الغدة بعد مرحلة البلوغ.