بغداد / الشبكة العراقية/
تصوير/ علي الغرباوي/
يقولون إن مرض هشاشة العظام “صامت”، لكنه يغدر بصاحبه فجأة، لأنه قد لا تظهر أعراضه، ولا تعرف أصلاً أنك مصاب به إلا حينما تتعرض الى كسر أحد عظامك، بسبب انخفاض كتلة وقوة العظام،
الهشاشة هي التي تجعل العظام هزيلة يمكن كسرها بسهولة، عن طريق كسر العظم تلقائياً، أو أثناء السقوط، أو الوقوف، أو المشي.
الاختصاصي في أمراض العظام والمفاصل الدكتور (أحمد عبد الخبير الياسري) تحدث لمجلة (الشبكة العراقية) في حوار طبي مفيد عن أصل هذا المرض وأعراضه وماهي أسباب الإصابة به، وكذلك عن طرق الوقاية والعلاج.
*ما سر تسمية هشاشة العظام بالمرض الصامت، وهل له عمر أو جنس معين؟
- إنها حالة مرضية تصيب عظام الإنسان بدون أعراض واضحة، تسبب ضعف العظام وتجعلها هشة قابله للكسر، وتعرف أيضاً بـ (ترقق العظام)، ويمكن أن تحدث في أي عمر، لكنها أكثر شيوعاً عند كبار السن بعد عمر 65 سنة عند الرجال، لكنها تنتشر أكثر بين النساء، ولاسيما بعد انقطاع الدورة الشهرية بـ 10 سنوات، أي بعد عمر 55 سنة. يدعم هرمون الإستروجين عند النساء حماية العظام، وكذلك هرمون التيستوستيرون عند الرجال، بحيث يسبب نقصهما هشاشه العظام بمرور الوقت، علماً بأن هشاشة عظام الوركين وعظام الرسغ والعمود الفقري هي الأكثر شيوعاً، وهذه العظام أيضاً هي الأكثر تعرضاً للكسر.
* ما أهم العوامل التي تزيد نسبة الهشاشة في جسم الإنسان؟
– انقطاع الدورة الشهرية لدى النساء قبل عمر الـ 45، سواء أكان الانقطاع طبيعياً أو ناتجاً عن استئصال جراحي للمبايض، وذلك نتيجة لتوقف المادة التي كانت تحمي الهيكل العظمي. كذلك الاضطرابات المتكررة خلال الدورة الشهرية، وأيضاً بسبب النحافة وقصر القامة الشديدين، إذ يبدأ الفقدان من كتلة ضعيفة أصلا، فضلاً عن قلة النشاط البدني وعدم ممارسة الرياضة، كذلك لدى النساء اللاتي يمارسن الرياضة بطريقة قاسية قد تؤدي إلى اضطراب الدورة الشهرية، وخلل النظام الغذائي، وكذلك بعض أنواع الطعام التي تضر بصحة العظام وتكون سبباً في هشاشتها، مثل الأطعمة الخالية من الكالسيوم وفيتامين د.
*هل هنالك أنواع معينة لهشاشة العظام؟
– نعم، يوجد نوعان من هشاشة العظام، الأول (يشكل أكثر من 95٪)، يتعلق بالعمر وسن اليأس، وذلك بسبب نقص الإستروجين، ويؤدي الى ترقق العظام مع الشيخوخة بسبب تقدم العمر، أما النوع الثانوي فممكن أن يحدث في أي عمر ويحدث نتيجة سبب معين يمكن تحديده، مثل ترقق العظام الناتج عن بعض الحالات المرضية، مثل داء السكري، وأمراض الغدة الدرقية، والروماتيزم الرثوي، وداء الذئبة الحمراء، واضطراب الحالة النفسية و، وأمراض الجهاز الهضمي مثل حساسية الحنطة، واستئصال جزء من المعدة بسبب مرض معين، أو عمليه تخفيف الوزن، أو استخدام بعض الأدوية مثل أدوية الكورتيزون، وأدوية الصرع ، ومضادات التخثر مثل الهيبارين، والأدوية الكيمياوية، وبعض أدويه المعدة.
الوقاية والعلاج
*يقولون أن ثمة أعراضاً معينة تدل على الإصابة بهشاشة العظام؟
– لا توجد أعراض في المراحل المبكرة من المرض، لذلك يطلق عليه “المرض الصامت”، لأن خسارة العظام تحدث في معظم الحالات بدون ظهور أية أعراض إلا عند حدوث كسر، مع ذلك قد تظهر بعض الأعراض، مثل انحسار اللثة وقصر القامة مع مرور الوقت، وأيضاً ضعف قوة قبضة اليد، وضعف الأظافر وكسر العظم بسهوله، وألم في أسفل الظهر بسبب كسر او تفكك الفقرات.
*ما أبرز العلاجات وطرق الوقاية من هذا المرض المؤرق لأذهان الكثيرين؟
-هناك مجموعة خطوات يمكن أن تساعد في تقوية العظام وحمايتها من الكسور، كذلك قد تحفز بعض العلاجات نمو عظام جديدة، كذلك العلاج غير الدوائي من خلال تغيير أنماط الحياة، وذلك باتباع بعض الأنظمة الغذائية، اذ يجب أن يحتوي النظام الغذائي لمرضى ترقق العظام على العناصر الغذائية المهمة لصحة العظام، مثل الكالسيوم وفيتامين د بكميات كافية، ويفضل أن تكون من الغذاء او على شكل كبسولات بجرعة 1200 ملغم في اليوم (كوب الحليب يومياً يعادل ٣٠٠ ملغم)، إذ يحافظ الكالسيوم على قوة العظام، كما أن فيتامين د. يزيد من امتصاص الكالسيوم، إذ إن نقص الكالسيوم يزيد التعرض لتهشم العظام.
كذلك ضرورة التعرض الكافي لأشعة الشمس والتوقف عن التدخين، وممارسة الأنشطة الرياضية، ولاسيما رياضة المشي. أما الأدوية الأكثر شيوعاً المستخدمة في علاج ترقق العظام فتشمل (البايفوسفونيت) الذي يمنع فقدان كتلة العظام، ويمكن استخدامه عن طريق الفم أو الحقن.