بفتوى المرجعية ودم الشهداء العراقيون يحتفلون بالذكرى الرابعة للنصر العظيم

مجلة الشبكة العراقية /

احتفل العراقيون بالذكرى الرابعة لانتصار العراق في الحرب ضد تنظيم “داعش” الإرهابي، ففي التاسع من شهر كانون الأول من العام 2017 ألقى رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي بيان النصر، بعد آخر المعارك التي خاضتها القوات العراقية لتحرير ثلاث محافظات عراقية بعد معارك استمرت تسعة أشهر، قدم فيها العراقيون دروساً عظيمة في التضحية والإيثار، وحرروا المدينة التي تمترس فيها التنظيم الإرهابي وعدّها عاصمة لدولته المزعومة من بيت الى بيت.

الفتوى الخالدة
واستعاد مغردون عراقيون على مواقع التواصل، كتوتير وفيسبوك، الذكرى وغردوا بكثافة للانتصار، مستذكرين فتوى المرجعية الدينية حين احتشد العراقيون ليؤسسوا القوة التي بادرت لوقف تقدم التنظيم الإرهابي على أسوار بغداد.
واستذكروا أسماء الأبطال الذين حققوا النصر، وحيّوا الشهداء، كما شارك العديد منهم بمقاطع فيديو المعارك الكبرى التي خاضتها القوات الأمنية العراقية، الجيش والحشد الشعبي، وهم يقتحمون بصولاتهم مخابئ الأعداء.
الشهداء
وشارك عراقيون بصور أبنائهم، الشهداء، في تلك المعارك الخالدة التي حمت العراق وتجربته الديمقراطية، وكسرت شوكة الإرهاب.
وألقى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي خطاباً من الفلوجة، التي استغلها التنظيم قاعدة إرهابية تجري فيها عمليات تفخيخ السيارات التي تشن هجماتها ضد المواطنين الأبرياء في الأسواق والشوارع والجامعات، حيا فيه الأبطال الذين حققوا النصر بسواعدهم وإيمانهم بوحدة العراق وشعبه.
وأكد الكاظمي أن الانتصار على داعش ليس مجرد انتصار عسكري، بل هو انتصار الحضارة أمام التخلف، التقدم أمام الرجعية، الإنسانية أمام الوحشية.
وقال الكاظمي: “لقد عمل تنظيم داعش الإرهابي على اختطاف الفلوجة والخالدية والأنبار من العراق.. لكن العراق لا يقبل القسمة،” مشيراً الى جرائم التنظيم وإساءته الى كرامة العراقيين، مستدركاً “لكنه وجد أمامه أبطالاً وصناديد علّموا الإنسانية معنى الكرامة الوطنية.”
وكان رئيس الوزراء الأسبق، حيدر العبادي، قد أعلن في (10 كانون الأول 2017) رسمياً الانتصار على تنظيم داعش في مدينة الموصل، من خلال إعلان أصدره من داخل مقر عمليات تابع لقوات مكافحة الإرهاب في الموصل.
جرائم التنظيم الإرهابي
إعلان انتصار العراق على داعش، الذي كان يسيطر على ثلاث محافظات عراقية (نينوى وصلاح الدين والأنبار) وأجزاء من محافظتي ديالى وكركوك، وتسبب بنزوح أكثر من 1.4 مليون مواطن إلى مخيمات النزوح في إقليم كردستان وكركوك وديالى وبغداد وبابل وكربلاء، حظي باهتمام دولي منذ اللحظات الأولى.
لقد ارتكب داعش خلال احتلاله عدداً من المدن العراقية جرائم شنيعة، فقد قام بقتل الرجال الإيزيديين وسبي نسائهم ، كما قتل أهالي تلعفر على الهوية وارتكب مجازر يندى له جبين الإنسانية، لهذا كان الانتصار العراقي انتصاراً للإنسانية كلها.
الجهاد الكفائي
المرجعية الدينية العليا في النجف أصدرت فتوى الجهاد الكفائي يوم (13 حزيران 2014) ودعت العراقيين القادرين على حمل السلاح للانخراط مع القوات الأمنية لمواجهة داعش ، فتأسس الحشد الشعبي استناداً إلى فتوى المرجع الشيعي الأعلى، علي السيستاني.
الحشد الشعبي
وبينما حيا العراقيون آية الله العظمى السيد السيستاني، استعادوا ذكرى تلك اللحظات العصيبة التي مر بها الجيش بعد احتلال الموصل، وكيف نجح مقاتلو القوات الامنية والحشد في مسك زمام المبادرة ليواجهوا بشجاعة قل نظيرها مقاتلي التنظيم في مناطق عدة ، وكان للانتصارات التي حققها الجيش والحشد أثرها الكبير على معنويات الشعب كما أنها أعطت زخماً معنوياً كبيراً للقوات الأمنية الأخرى، التي واصلت تقدمها وعززت النصر وسيطرة على المزيد من المناطق.
تاريخ لن ينسى
لن ينسى العراقيون الذين عاشوا تلك الأيام العصيبة، كيف نجح أبناؤهم في تحويل الانكسار وتمزيق العراق وتقسيمه الى انتصار كبير عزز ايمانهم بوحدة وطنهم، تحية للأبطال والشهداء صناع النصر الذين لولا تضحياتهم وشجاعتهم ماكنّا ولا كان العراق.