ماجد المهندس:أنا ابن العراق ولا أقبل المزايدة على وطنيتي

حيدر النعيمي/

تفرج ياعراق ويرجعلك شبابك..مشتاق لهواك أريد أحضن ترابك..
كثيرة هي الأغاني الوطنية المؤثرة التي تغنى بها الفنان ماجد المهندس بوطنه العراق.
وفي أول أطلالة له مع وسيلة اعلام عراقية، “يؤكد برنس الغناء العربي” كما يلقبه محبوه، لـ “الشبكة” حبه لوطنه العراق وتعلقه به برغم اللغط الذي أثير في بعض وسائل الاعلام حول بعض المواقف.
في هذا الحوار المختلف عن كل حواراته، يرد المهندس بثقة وموضوعية وصراحة على جميع التساؤلات التي طرحتها عليه “الشبكة” وهي تعتز به وبجميع الفنانين العراقيين الذين ينشدون ويغنون لوطنهم ويقفون مع شعبهم في محنته.

* جمهورك العراقي يتساءل متى سيغني ماجد المهندس في العراق وفي بغداد بالتحديد؟

– هذه الأمنية أتقاسمها مع أهلي وناسي في العراق، وأنا متلهف للقائهم والغناء ببلدي في أقرب فرصة ممكنة، وأدعو من الله أن تتحسن الأوضاع قريبا أن شاء الله ليعيش هذا الشعب حياة طبيعية كباقي شعوب الأرض، ويمارس أموره بعيدا عن كل هذه الأرهاصات.

* طالت غربتك عن منطقة سكناك في جميلة، ومحل خياطة “المقص الذهبي” في سوق الكيارة، فما ذكرياتك عنهما؟

– أجمل ذكرياتي معهما أينما رحلت وما زالت ترافقني.. الذاكرة جزء من شخصية الانسان.. كانت أياما برغم قساوتها الا أنها تحمل في طياتها لحظات سعادة وأمل، وأحمل في قلبي لكل أصدقائي وجيراني كل الحب وما زالت لهم مكانة خاصة في الوجدان.

* بجانب بيتك في بغداد أشهر من يبيع “ الداطلي”، وهو علامة مميزة ألا وهو زامل، ما قصة بدلة عرسه التي خطتها له؟

– «يضحك بعمق».. أنا شاركت في خياطة أغلب بدلات الرجال للأعراس لجيراني في منطقتنا القديمة، ويسعدني ان يحتفظ الأخ العزيز زامل بهذه البدلة وأتمنى له السعادة والنجاح.

* أصدرت مؤخرا أغنية «هدوء»، فهل تعيش بهدوء الآن بعيدا عن ضجيج النجومية؟

– الهدوء ليس له مكان في حياة الفنان الصاخبة، الا أني احاول دائما أن أخذ وقتا مستقطعا لأعيش لحظات هادئة ولو قليلة، أما أغنية «هدوء» فهي من الأعمال القريبة الى قلبي وقد لاقت صدى طيبا عند الجمهور والحمد لله.

* حصدت أغنية « أنا بلياك» أعجاب ومتابعة غير مسبوقين فهل كان رهانك ناجحا على شاعرها وملحنها؟

– المعروف عني اني اقدم العمل الذي يلامس إحساسي وأشعر انه جزء من شخصيتي الفنية، وأغنية «أنا بلياك» قريبة مني جدا وملحنها أزهر حداد وشاعرها رائد الأديب، شابان مبدعان من العراق الحبيب تعاملت معهما لأول مرة وراهنت على أن ينجح هذا العمل عربيا والحمد لله لاقت الأغنية نجاحا كبيرا، وهي مطلوبة في جميع الحفلات ويشرفني تعاملي معهما وأن شاء الله يستمر التعاون بأعمال قادمة.

* منذ أن حصلت على الجنسية السعودية، واللغط لا يفارقك حيث يقول البعض أنك تخليت بسببها عن الجنسية العراقية؟

– أنا أتشرف بكوني عراقيا ولم أتخل عن جنسيتي كما يشرفني حصولي على جنسية عربية تكريما لي ولبلدي الذي أمثله.. الجنسية السعودية حصلت عليها لتقديمي ألحانا لأكبر وأضخم مهرجان في بلدي الثاني السعودية، ويشرفني حمل هذه الجنسية فضلا عن بلدي الأم.

* قدمت في برنامج «الثامنة» لداود الشريان بصفتك فنانا سعوديا واجهه سكوتك ولم تصحح له فما السبب؟

– أنا عراقي سعودي وعربي أنتمي لكل حرف بهذه اللغة وأنتمي لكل ذرة تراب عربية لا يهمني رأي الآخرين، أنا مقتنع بما أنا عليه من حب الناس حين أذهب لأي بلد عربي كالإمارات أو مصر أو المغرب فهم يعاملوني على أني أبن البلد ولا أملك الا أن انتمي لهم، وعندما منحني خادم الحرمين الشريفين الجنسية قال لي انه يؤمن أن الحدود التي رسمها الاستعمار هي من حولتنا الى دول صغيرة وقال أن العراق أهلنا ولا فرق بيننا وأن هذه التسميات أوجدها أعداء الأمة ونحن تربينا على هذه القصيدة التي تقول:

بلادُ العُربِ أوطاني منَ الشّـامِ لبغدانِ

ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ إلى مِصـرَ فتطوانِ

فـلا حـدٌّ يباعدُنا ولا ديـنٌ يفـرّقنا

لسان الضَّادِ يجمعُنا بغـسَّانٍ وعـدنانِ

* أستشكل عليك الجمهور العراقي في حفل فني لك تقبيل العلم السعودي ووضعه حول رقبتك فيما كان العلم العراقي موضوعا على لوح النوتات الموسيقية الذي أمامك فهل لك أن توضح لنا ما جرى؟

– في أغلب الحفلات يقوم الجمهور بإهداء إعلام الدول لي اثناء غنائي تعبيرا منهم عن الحب ويفتخرون بكوني أمثِّلهم وهذا شرف لي، وانا أقوم عادة بتقبيل العلم ووضعه على كتفي أمتنانا مني للجمهور وبعدها أضعه أمامي كما حصل في تلك الحفلة، حيث قبلت العلم العراقي ووضعته على كتفي ثم قمت بوضعه أمامي بعد أن أنتهت الأغنية وفي الاغنية الثانية قدم احد الحاضرين لي العلم السعودي فقمت بتقبيله وضعه على كتفي فقام أحد المغرضين بنشر الصورة على انها انتقاص من العلم العراقي وهذا غير صحيح، ولا أرى انه من الخطأ أن احمل علم السعودية بلدي الثاني الذي كرمني وأنا ممتن لجمهوري الرائع فيه كما انا أتشرف بالعراق وكل الدول العربية وأقول لكل من يزايد على وطنيتي انا ابن العراق ولدت فيه وتربيت فيه واعشق ترابه وأنا أبن السعودية احتضنتني وكرمتني كما أني أبن كل بلد عربي.

* يشن بين الحين والأخر هجوم عليك من قبل الفنانين العراقيين فيما يخص غناء أعمالهم من دون إذن منهم؟

– هذا الكلام غير صحيح، أنا من خلال إدارة أعمالي نقوم بالاتصال بالفنان وكذلك الشاعر والملحن في حال قمت بتسجيل الأغنية كما حصل في اغنية الفنان الكبير سعدون جابر «الميجانا»، وأغنية الفنان الكبير أبراهيم العبدالله «قوم درجني»، وأغنية الفنان الكبير رضا الخياط «جنة جنة» وقد قمنا بإعطاء كل ذي حق حقه من خلال شركة روتانا حسب الأصول، ولكن قد يحدث ان يطلب مني الجمهور اداء أغنية ما في حفلة فأقوم بتلبية هذه الطلبات بحب، لاني أرى ان الأغنية ملك الناس ولا ارى أحراجا في غناء أغاني غيري من الفنانين في الحفلات العامة والخاصة، خصوصا أن أغلب الفنانين تجمعني بهم علاقات طيبة وهنالك اساتذة أتشرف بالغناء لهم بطريقتي وهذا يساهم في انتشار الأغنية كما اني اشعر بالسعادة عندما اسمع اغنية لي يغنيها فنان آخر هذا دليل على نجاح العمل ولكل فنان أسلوبه الخاص في الأداء وهذا يحصل في جميع دول العالم.

* لمن تشتاق؟

– اشتاق الى أيام الدراسة التي تركتها بسبب الفن كما اشتاق لناسي الطيبين وأصدقائي.

* كيف تنظر للوضع العراقي؟

– العراق بلد عظيم وعريق وتاريخه كبير سوف ينهض من كبوته ويثبت للعالم أننا شعب محب للحياة وشعب مبدع.

* ما رؤيتك للفنانين العراقيين من خلال أعمالهم مؤخرا؟

– هناك تجارب جميلة أحترمها وأتابعها ولدينا شعراء وملحنون مبدعون، والأغنية العراقية مطلوبة في كل مكان.

* علاقتك بالساهر كيف هي؟

– تجمعني بالفنان الكبير كاظم الساهر علاقة طيبة ونلتقي اثناء الحفلات والمناسبات وأنا أحترم فن هذا المبدع العراقي العربي وأعتبره من أهم التجارب الفنية العربية وله اُسلوب يميزه.

* لم لا نلاحظك في برامج المواهب والمسابقات وماذا تشاهد منها؟

– اتابع بين الحين والآخر برامج المواهب وقد أقوم في بعض الأحيان بدعم موهبة وتشجيعها كما حصل مع المواهب العراقية قيس السامر وعمار الكوفي وعلي يوسف، فقد قمت بتسجيل اغنية لكل منهم، خصوصا أني أشعر بما يشعر به الشباب فقد مررت بظروف صعبة في بداية مسيرتي الفنية وكنت بحاجة لهذا الدعم، أما المشاركة في لجان التحكيم في برامج المواهب فتحتاج الى وقت وتفرغ تام وأنا دائم الانشغال في اعمالي الفنية لهذا لم أشارك.

* المعجبات يسألن ما هي حالة ماجد المهندس الحالية؟

– «يضحك» حالتي الصحية جيدة.

* أغنية لك دائما ما تغينها لنفسك؟

– حاليا اغنية «هدوء».

*قيل عنك أنك تشجع الزوراء والبعض يقول القوة الجوية فمن تشجع بصراحة؟

– اشجع المنتخب العراقي.

* أخيرا ماذا تقول لجمهورك في العراق؟

– أقول للعراق بلدي الجريح دعواتي ان تشفى من كل جراحك وتعود كما كنت دائماً منارة للحضارة والثقافة والأدب والفنون والاُدباء والمفكرين على مر العصور، بلد يتعايش فيه الجميع بإنسانية بعيدا عن الطائفية المقيتة..أحبكم.