الدكتور محمد الساعدي… أكاديمي ميساني يصدر عشرات المؤلفات في مختلف مجالات الثقافة

شذى السوداني /

كاتب وأكاديمي ميساني يصدر عشرات المؤلفات في مجالات مختلفة يتناول فيها موضوعات جديدة أضافت الى المكتبتين العراقية والعربية منجزاً جديداً. يقول الدكتور محمد كريم الساعدي إن أهم مؤلفاته هي (المسرح والتلقي البصري، المسرح البصري، التاريخ والهوية الجمالية، آفاق التنوع / المسرح وثقافة المدينة، التكوين الأنطولوجي / جماليات الوجود والماهية، الرد بالجسد وخطابات أخرى، لماذا الرسول؟ الصورة الذاكرة للتشويه، الإشكالية الثقافية لخطاب ما بعد الكولونيالية في جزءين، الجدلية الأنطولوجية وتشكيل المعنى).
يقول الساعدي إن الثقافة الآن تدخل في جميع مجالات الحياة، والحفريات المعرفية تتطلب أن يكون المؤلف على دراية واطلاع في الحقول المعرفية. وعن كتابة (الجدلية الأنطولوجية وتشكيل المعنى) يقول الأستاذ الدكتور الساعدي إنه “صدر في عمان بسبعة فصول عن دار صفاء الأردنية، وأن الكتاب هو العاشر من إصداراتي. يتضمن الكتاب سبعة فصول ويقع في (160صفحة قطع وزيري) تناولت في مقدمته “الجدلية المستمرة التي يراها بعضهم بأنها عبارة عن افتراضات لا تتحقق في عالم متسارع الخطوات نحو تأسيس افتراض كلي للأشياء وذواتها، وما ينتج عنها من ماهويات قد ينتهي تأثيرها بزوال من يوجدها في ظل التسارع الذي يشهده العصر الحالي، الذي أصبح من أولوياته الاعتماد على جعل العالم شديد الاتصال بعضه ببعض، وأصبحت المعلومات المتناقلة ترفض كل الحواجز والعوارض التي تبعد المتلقي عن دائرة التطور، فهذا العصر عصر الجنون في كل شيء، ابتداءً من العلوم التي أصبحت في غالب الأحيان تبحث في اللامألوف لدى الإنسان البسيط، وإنتاج مفاهيم جديدة تأخذنا يميناً وشمالاً؛ بل أصبحت هذه العلوم، ومن يقف خلفها، تبحث في إيجادنا وإعادة إنتاجنا مرات عدة؛ بل إلى ما لانهاية، ولاسيما في استنساخ أشكالنا، وعقولنا، ومفاهيمنا، التي اعتقدها بعضهم بأنها ثابتة لا تتغير؛ لكنها تغيرت لكون هذه المعتقدات لا تستطيع المنافسة بشكل جدي مع الطروحات الفكرية والثقافية الجديدة المستمرة، التي تستمد أسسها من الافتراضات الجديدة التي حولت حياة الإنسان من كائن له وجوده الفاعل في الأوساط كافة، إلى كائن معزول ومنفرد، وأن الأدوات الجديدة والآلات حلت مكانه في العديد من المواقع التي كان يشغلها، واختفى العديد من القيم الأخلاقية، وأخلاقيات العمل التي كانت مرتبطة بوجوده.”
كما يتحدث الساعدي عن كتابه في (تشكيل الماهيات) قائلاً: “احتوى الكتاب على عناوين فرعية منها (البحث في الوجود بذاته، وتشكيل الماهيات، وتاريخية الوجود والموجود من خلال المدارس الفلسفية القديمة والحديثة، ومسارات في مفهوم الوجود ومتغيراته التصورية، وبندول المعرفة والحركة البينية بين الوجود والمعنى).” وأشار الى أن الكتاب يشترك الآن ضمن معرض الكتاب الدولي المقام في العاصمة الأردنية عمان من خلال داري (الصادق الثقافية) في العراق ودار (الصفاء الأردنية). وعن كتابه (الإشكالية الثقافية لخطاب ما بعد الكولونيالية ) يقول: صدر هذا الكتاب عن (دار الفنون والآداب) في العراق. وقد ضم أربعة فصول تناول فيها المؤلف الآتي: “إن اللامتناهي في منطق الهيمنة الكولونيالية ـ أي الديمومة الزمنية ـ التي يتبدى بها الخطاب الكولونيالي بأشكاله المختلفة، كان أمراً دفع بالمؤلف ليضع بادئة (الإشكالية) في عنوانه ؛ فهو هنا يغني هذا المعنى في تأشير الديمومة الزمنية، وهو أيضاً يكشف عن مغالطة كبرى مستعصية على الحل في زخمٍ من الادعاءات الكولونيالية ، والافتراءات، وقلب الحقائق، وتصدير النقائض، إذ قاد كل ذلك -عبر تهريب نسقي قبيح- إلى تفكيك العالم العربي وتحويله الى ساحة للاقتتال وسوق اقتصادية ثمنها أرواح الأبرياء أو سلبهم إنسانيتهم عبر تغييب قسري لهويتهم أو إدماجهم بوهم الهوية المشوهة التي أنتجها الخطاب الكولونيالي لكسب نفور الآخر من انتمائه وتحويله تابعاً لمنظومته الثقافية التي تحتفي بالتمركز. يقول هنتش تيري في كتابه (الشرق الخيالي و رؤية الآخر) واصفاً مأزق الآخر في كونه (إمّا أن ينصهر في الكونية الغربية أو يغرق في اللامعنى).”
يتحرّى المؤلف باجتهاد واضح مواطن التمركز الغربي والخطابات الصادرة عنه؛ ليقدم للقارئ مادة مغايرة في قراءة الفكر الفلسفي المعتاد ؛ مثلما هو الأمر في ما يكشفه من الأنساق المضمرة في خطابات (أفلاطون) و (أرسطو)، التي كانت بؤرة التأسيس للخطاب الغربي بصيغته الكولونيالية .
ولا يتوقف المؤلف عند كشف الأنساق المضمرة في النصوص المسرحية، بل إنه يتحرى جوانب الخطاب الأخرى، فيذهب الى تحليل الطرق الإخراجية التي جسدها كبار المخرجين الغربيين، ليظهر مهيمنات الخطاب الكولونيالي لديهم.
نجزم أن هذا الطرح لم يجرؤ أحد قبل المؤلف على الخوض فيه، لأنه اشتمل على عوامل الجد والمثابرة والمغامرة كذلك في قطع أشواط ليست سهلة بالمرة في استنطاق الأعمال والشواهد والخطابات والفكر للوصول الى طرح علمي محكم يستجلي الصيغ الجدلية للضد الثقافي الكامن في أفعال الكولونيالية الجديدة. يقع الكتاب في ٣٢١ صفحة، ومن المؤمل أن يشارك في عدد من المعارض الدولية والمحلية. علما بأن الطبعة الأولى صدرت في عام ٢٠١٦ وقد نفدت من المكتبات.