بغدادـ/ محسن إبراهيم/
بينما تشرع صناعة السينما بحقبة جديدة من الابتكار السينمائي، فإنها تجد نفسها على مفترق طرق بين التكنولوجيا والخيال. في عالم يندمج فيه الذكاء الاصطناعي ومحركات الأشياء،
يأخذ السرد أبعاداً جديدة. فالثورة الرقمية تشكل مستقبل السينما. وعلى الرغم من الوعود بالكفاءة والمشهد البصري، فإن المخاوف الأخلاقية وتكامل سير العمل، والحفاظ على اللمسة الإنسانية، تظل قائمة.
العلاقة بين الذكاء الاصطناعي وصناعة الأفلام تكشف عن الإمكانات اللامحدودة التي تنشأ عندما تتصل التكنولوجيا بالخيال. في عالم صناعة الأفلام قد يكون من الصعب جداً إجراء تغييرات بعد حدوثها، ولاسيما بعد تصوير الفيلم. ويتطلب هذا الإجراء الكثير من العمالة ويكلف الكثير من المال. بعد التصوير، غالباً ما تكون تقنيات التحرير التقليدية غير كافية لدمج تعديلات اللحظة الأخيرة أو تحسين المكونات الفنية. الحل الإبداعي لهذه المشكلة هو دمج خوارزميات الذكاء الاصطناعي مع الأدوات الرسومية.
ما بعد الانتاج
يتسبب الذكاء الاصطناعي في صناعة الأفلام بإحداث موجة من الصناعة في هوليوود. وقد شهدت هوليوود بالفعل إضراباً عن العمل لنقابة الممثلين الأميركيين في تموز 2023، وكانت من أهم قضاياهم استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج الأفلام، لأن من المتوقع أن يكون تأثير الذكاء الاصطناعي ملموساً في هذه الصناعة العالمية، التي ينتظر أن يصل حجم سوقها إلى 46 مليار دولار بحلول عام 2027. تتأثر هذه السوق إلى حد كبير ببعض اللاعبين الرئيسين مثل شركات (والت ديزني)، و(تايم وارنر)، و(سوني إنترتينمنت)، وشركة (سي بي إيه)، وإذاعة (سي بي إس)، ومع ذلك، فإن دمج الذكاء الاصطناعي في الإنتاج السينمائي يعد استوديوهات الأفلام بتعزيز الإبداع والتنوع وطرق جديدة للتعاون وصنع الأفلام. بشكل عام، تبشر التكنولوجيا بالكفاءة والإنتاجية الأفضل.
تعزيز الجودة
هناك عدد لا يحصى من الطرق التي يعيد بها الذكاء الاصطناعي تشكيل صناعة السينما وإنتاج الأفلام. نحن ننظر إلى كيفية إعادة تعريف الذكاء الاصطناعي للعمليات الأساسية والمعقدة التي تتراوح من كتابة السيناريو إلى التأثيرات المرئية. علاوة على ذلك، يلقى الضوء على التحديات التي تواجه الذكاء الاصطناعي في إنتاج الأفلام والإمكانيات المستقبلية المثيرة وتعزيز الجودة، ويمكن لصانعي الأفلام استخلاص قصص مقنعة باستخدام خوارزميات تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
كذلك فإن من الممكن تحليل مجموعات البيانات الكبيرة لتحديد الأنماط والاتجاهات عبر نقاط مختلفة في الإنتاج، كما يمكن للرؤى التي جرى إنشاؤها أن تساعد في إنشاء شخصيات ذات صلة وروايات كبيرة لكتاب السيناريو. ويمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور معقدة لجلب مستوى من الواقعية للجمهور. بالإضافة إلى ذلك، أصبح من الممكن الآن ضبط حركة أفواه الممثلين أثناء ترجمة الفيلم إلى لغة أخرى لجعلها أكثر طبيعية، وهذا يجعل من السهل ترجمة وتوزيع الأفلام بلغات مختلفة. كذلك تشمل الطرق الأخرى التي يعمل بها الذكاء الاصطناعي على تحسين جودة الأفلام المنتجة.