ارشيف واعداد عامر بدر حسون/
اعتذرت فيروز عن إنشاد أغنية ” ضي القناديل” التي كان عبد الوهاب قد لحنها خصيصاً لها. قالت فيروز إن “جو” الأغنية من ناحية المعنى والمبنى لا يليق بها هي الفنانة المتحفظة! والأغنية كما وضعت تصور فتاة تقف في زقاق مظلم بعد منتصف الليل وأضواء القناديل حواليها شحيحة، وتسير باحثة عن الحبيب وعن ذكرياته الطيبة. وكان عبد الوهاب قد لحن هذه الأغنية في العام الماضي على ظهر الباخرة “اسبيريا” خلال سفره من بيروت إلى الإسكندرية.
وقد تعمد إدخال النبرات المعينة التي اشتهرت بها فيروز على هيكل الأغنية لتأتي صورة طبق الأصل عن روح فيروز. وظل عبد الوهاب يداعب اللحن، بعدئذ، سنة طويلة حتى اكتمل. ولما استعرضته فيروز مرة أخرى أعجبت باللحن إعجاباً تاماً ولكنها اعتذرت عن إنشاده. وعبثا حاول الموسيقار عبد الوهاب إقناعها بأن كلمات الأغنيات لا تصور دائماً واقع المغني، وأن سُنة التطور تفرض على فيروز التنويع…
وبعد.. هذه هي “ضيّ القناديل”:
ضي القناديل بالشارع الطويل
ذكرني يا حبيبي بالموعد الجميل
بليالي سهرناها وسهروا القناديل
سهروا ياحبيبي
يا شارع الضبا ب مشيتك أنا
مرة بالعذاب ومرة بالهنا
تعباني بحبي أسأل على دربي
بفراغ الليل والطريق و قلبي
وضو القناديل
وتحت المصابيح رصيف الحلو
ضايع وجريح أخو ما الو
ويا لفتة سريعة من العين الوجيعة
تلف الشبابيك والسما الوسيعة
وضو القناديل
الصياد 6 – 10 – 1960