جواد غلوم/
لم أجد كائناً أكثر حنوّاً من حيوان (الألْبكا) في إشاعة المحبة مع كلّ ما يحيط به حيواناً كان أم إنساناً، ليس بين قطيعه المسالم الوديع فقط، فتراه دائماً ينشر قبلاته هنا وهناك لبني جنسه ولم يكتفِ بهذا، بل يقبّل أي حيوان يصدف أمامه من الحيوانات التي تظهر أمامه استئناساً، وكثيراً ما يتجه إلى المزارعين والناس الذين قربه ليهديهم قبلاته. ويُبدي حيوان الألبكا كراهيته أيضاً إذا رأى حيواناً شرساً كريه الطباع، ولايتحرّج من البصق عليه تحقيراً له واستهجاناً لصفاته.
هذا الحيوان الصغير كصغر الخراف من الفصيلة الجمَلية وقريب الشبه من “اللاما”، يعيش في أميركا الجنوبية وفي جبال الأنديز تحديداً “بيرو وبوليفيا والإكوادور وشيلي”.
ولكثافة قلبه العاطفية استخدمته الفنادق الراقية السياحية في حفلات الزفاف وجلسات الأعراس حيث تقدَّم حلَقتا الذهب الموضوعتان في رقبته للزوجين، ويتم أخذ الصور معه لإدامة المحبة والاستئناس بوجوده لتعميق أواصر الحب بين العاشقين.
الجدير بالذكر إن هذا الحيوان المحب الوديع يموت خلال بضعة أيام إذا افتقد قرينته موتاً أو صيداً، ذكوراً وإناثاً على السواء، ويذبل تدريجياً ويمتنع عن الطعام والشراب والنوم حتى يُنهي حياته بشكل يشبه الانتحار في غياب رفيقة عمره.
ومن العادات المحببة فيه أنه يرفض التبوّل أو قضاء حاجته في مرعاه، وغالباً مايختار مكاناً نائياً جداً عن القطيع ليفرغ فضلاته.
وبعدُ، هل سيعتبر الإنسان ويكون مسالماً حنوناً كهذا الحيوان؟ وما المانع ان نقتدي به، وننسى أن الإنسان يعرّف بالحيوان الضاحك، واتضح إنه في بعض سلوكه يكون أحياناً الحيوان المثير للضحك!
الالباكا (الاسم العلمي:Lama Pacos) هو حيوان ثديي ذو حافر مدجن شبه مستأنس من فصيلة الجمليات يعيش في أعالى جبال الانديز بأمريكا الجنوبية ويشبه الخروف طويل الرقبة، ويشبه أيضا اللاما الصغيرة، وتؤكد الدراسات الجينية الحديثة أنه ينحدر من سلالة حيوان الفكونة الجنوب أمريكي.
يتم الاحتفاظ بالالباكا في القطعان التي ترعى في مرتفعات جبال الأنديز في جنوب بيرو وبوليفيا الشمالية والإكوادور وشمال تشيلي على ارتفاع 3500 متر (11500 قدم) إلى 5000 متر (16000 قدم) فوق سطح البحر.