#خليك_بالبيت
عامر جليل إبراهيم – تصوير: حسين طالب /
يقع المرقد في بقعة طاهرة من محافظة ديالى إلى الشمال من قضاء بعقوبة بنحو 6 كم على مفترق طرق المقدادية ـ بغداد ـ بعقوبة ـ بلدروز, وعلى طريق الزوار القادمين من إيران منفذ المنذرية، وهي قرية (دورة الإمام) التابعة لناحية العبّارة، وسمِّيت القرية بهذا الاسم تيمناً باسم الإمام (ع), وتحيط بالمرقد الشريف من جميع الجهات أشجار النخيل المثمرة.
“مجلة الشبكة العراقية” تشرفت بزيارة المرقد والمزار الشريف لتسليط الضوء على هذه البقعة الطاهرة ضمن سلسلة (السياحة الدينية)، لما له من أهمية على مستوى السياحة الدينية العراقية والتقت السيد سامي شاكر محمود الباوي الأمين الخاص للمزار.
من هو السيد عبد الله؟
يقول السيد سامي شاكر محمود الباوي: إنه الإمام عبدالله بن علي الأشقر بن جعفر التواب بن الإمام علي الهادي (ع), الإمام العاشر من ولد علي وفاطمة (عليهم السلام).
حياته واستشهاده
يذكر السيد الباوي أن ولادة الإمام عبد الله ووفاته غير معلومتين, لكنه عاش مدة من حياته الشريفة تقارب اثنتي عشرة سنة متخفياً من ظلم الدولة العباسية أثناء الغيبة الصغرى للإمام الحجة المنتظر (عج)، وكان مطارداً شأنه شأن كل العلويين في تلك الفترة، وأثناء توجهه إلى خراسان هارباً من الظلم والاضطهاد أدركه جلاوزة العباسيين في هذه المنطقة فاستشهد ودفن فيها.
المساحة ومراحل البناء
يضيف السيد الباوي: تبلغ مساحة الأرض التابعة للمزار نحو (20) دونماً بضمنها مقبرة مساحتها (5) دونمات، وتم استملاك الأرض من قبل ديوان الوقف الشيعي / الأمانة العامة للمزارات الشيعية.
يكمل السيد الأمين أن بناء المزار الأول موغل في القدم، وكان على الطريقة العباسية بالطابوق الفرشي والجص وتعلوه قبّة صغيرة, وقد نسفه الإرهابيون بتاريخ 17/6/2006م عندما توغلوا في بعض محافظاتنا العزيزة, وعلى إثر التفجير هبَّ أبناء المنطقة وشرعوا بأعمال التنظيف وإعادة البناء بمساحة (1000) متر مربع بجهود من الأمين الخاص السابق السيد حسين الباوي وتوجيهه، وقامت الأمانة العامة للمزارات بإكمال البناء وشيّدت قبّة بارتفاع ثمانية أمتار فوق البناء, ومئذنتين ارتفاع كل منهما (22) متراً وغُلّف من الداخل بالمرمر وزُجّج السقف، وزُيّن من الخارج بالـ(جف قيم) وجرى تشييد مكتب الأمين وغرفتين وأربعة كرفانات للإدارة وملحقاتها، وبناء قاعة للمناسبات والأنشطة الدينية والثقافية مساحتها (200) متر مربع وقاعة مخازن مساحتها (100) متر مربع وتجهيز المزار بمولدتي كهرباء. وفي الفترة الأخيرة تم بناء سياج للمزار من البلوك طوله 150 متراً يشتمل على بوابة كبيرة عرضها أربعة أمتار للواجهة الأمامية والجانبية اليسرى للمزار، وتغليف الطرامي والمسقفات بالكرانيت، وبناء مجموعة صحيات للرجال فيها 12 كابينة ومجموعة أخرى مماثلة للنساء، وتجهيز منظومة ماء صالح للشرب تبلغ قدرتها (1000) لتر في الساعة.
يضيف السيد الأمين الخاص: يحتوي المزار على مصلّى للرجال وآخر للنساء يفصلهما فاصل من الألمنيوم بارتفاع مترين وشباك للقبر، وأنشئت حدائق لاستيعاب الزوار تبلغ مساحتها نحو (1000) متر مربع في الجهة الجانبية والأمامية للمزار، ويجري الآن استحداث حدائق جديدة مساحتها دونم واحد وبجهود ذاتية من قبل إدارة المزار لاستيعاب أعداد الزائرين المتزايدة.
زيارته..
أما عن زيارته فيحدثنا السيد فاضل عبود أحمد الباوي نائب الأمين الخاص قائلاً: إن زيارته على عدد أيام الأسبوع وتكون الذروة أيام الجمعة والسبت والعطل الرسمية, يؤمه الزوار من المحافظات العراقية كافة ومن دول العالم الإسلامي، وتبلغ أعداد الزائرين أكثر من 2000 زائر, وتقام في المزار نشاطات قرآنية وثقافية يستفيد منها أبناء القرية والقرى المجاورة على مدار السنة لتعريف الأجيال الجديدة بآل البيت وذراريهم.
ويكمل الحديث بالقول: في سنة 2009م ألحق المزار بديوان الوقف الشيعي / الأمانة العامة للمزارات الشيعية وعُيّن 48 موظفاً موزعين على ثلاث وجبات بواقع سبع ساعات دوام لكل وجبة نهارية وعشر ساعات للوجبة الليلية ومن ضمنهم النساء، والشعبة الهندسية لمتابعة أعمال الإعمار والبناء في مزارات ديالى كافة مكونة من ستة مهندسين متخصصين.
يضيف السيد نائب الأمين الخاص أن المزار مشمول بمراحل الإعمار، ولدينا مخطط يشمل توسعة المزار لجعله سياحياً لما يتمتع به من حدائق ونافورات، ولدينا مقترحات عدة تشمل بناء محال تجارية وساحة لوقوف العجلات وأسواق وأماكن ترفيهية للزائرين. والأمانة العامة متجاوبة معنا متمثلة بالشيخ خليفة الجوهر الذي يلبي لنا كل ما نطلبه، ولا ننسَ جهود المتبرعين من الأهالي الميسورين بمشاركتهم معنا في إعمار المزار، وزوار المزار الآن يزدادون يوماً بعد يوم، ولاسيما بعد إعادة إعماره وبنائه بجهود الخيرين التي ذكرناها.
النسخة الألكترونية من العدد 363
“أون لآين -6-”