#خليك_بالبيت
مقداد عبد الرضا /
اننا عادة نرتاد السينما ونعرف ان هناك بداية ووسط ونهاية,لكن البارع والمجدد يعرفها ايضا وما احلاه حينما يجعلنا نتخيل معه ان ليس هناك مقدمة ووسط ونهاية, انه السحر بعينه او اللعب المحتال الذي يجعلنا ان نصدق ليست هناك هذه الشروط الثلاثة بل اننا شاهدنا فيلما اخاذا سنظل نتحدث عنه في اللحظة وكل الزمن,فمن له القدرة على هذا السرد العالي ؟
في فترة من فترات البلاد وحينما بدأت السينمات تتراجع فيه بعض اصحاب السينمات وللترغيب لجأوا الى فكرة قد تعين على اجتذاب الجمهور الى السينما,لكن الحال بدا يترنح الى ان وصل الى ماهو عليه الان,لكننا هنا نحاول ان نذكر ان السينما هي جزء مهم من مكونات البلدان الاجتماعية ولايمكن الاستغناء عنها حتى لو جاء كل شاشات العالم التلفزيونية وخاصة في هذه البلاد حيث السينما جزء مكمل من الحياة الاجتماعية , هنا حاولنا ان نجرب الحديث عن فليمين في ان واحد (كيف استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا)؟,هذه العبارة كافية للاطاحةبذلك المكان الموحش الذي خلقه لنا جو فيلم المخرج بيتر مولان (الاخوات المجليات) الفتيات الابعة اللواتي خظعن للعذاب والتنكيل باجسادهن واراوحهن تحت خيمة غسل الذنوب, اعتمد المخرج بيتر مولان بشكل اساس في فيلمه هذا على الفيلم التلفزيوني الوثائقي (الجنس في مكان بارد) للمخرج ستيف همفرتين والذي بث من خلال قناتي (ار,تي,اي و بي بي سي) الفيلم يسجل حياة اربعة فتيات ايرلنديات قضين شبابهن في ضيافة دير موحش وعذاب لايطاق, وقد استند الفيلم ايضا على احدى الشخصيات من الكتاب النقدس (المراة الساقطة) المفزع في هذا الفيلم هو تلك السرية التي تدفعنا الى محاولة التعرف على مايجري ومايحدت؟ ماهذا الهمس الغريب الذي يتفوه به الجميع ونحن بالكاد نسمعه ونلتقط بضع كلمات مقتضبة منه,ماهي النتائج التي سوف تؤول اليه الاحداث؟ لقد نجح مولان في اختيار حتى الموسيقى التصويرية للفيلم حيث كلف الكمبوزر كاريك ارمسترونك بالتأليف الذي جاء موفقا في تسجيل لحظات الخوف والفزع وبالتالي حركة الكامير والادارة الفنية التي انيطت بنايكل اوكوبي, يعد هذا الفيلم واحدا من اهم الافلام التي انجزها المخرج بيتر مولان واكثرها قسوة, نحن في العام 1964 داخل احد المؤسسات الدينية (دير قديم) تابع للكنيسة الكاثوليكية, هذا المكان الموحش والمثير للريبة, لكنه في المقابل يوحي بانه مكان للتكفير عن الخطايا حيث ان بعض العوائل تقوم بارسال بناتهم اليه من اجل الاصلاح وغسل الذنوب التي ارتكبت من قبلهن اذ تعرض عدد من الحالات لاجراء دراسة حولهن, مارغريت التي اغتصبت من قبل ابن عمها اثناء حفل زفاف, ثم روزيتا وكرستينا اللتان رزقتا بطفلين دون زواج, برناديت التي ثارت على قوانين بيت الايتام التي كانت تعيش فيه بسبب القوانين التعسفية التي تمارس في هذا البيت, لكن هذه العوائل ماكانت تعرف ان هذا الدير ماهو الاسجن تمارس فيه افضع الجرائم قسوة وايلاما لهؤولاء النسوة, فمن خلال تتابع سير الاحداث يتكشف لدينا ان رئيسة الراهبات بريجيت تقوم باذلال هؤولاء النسوة وتمارس معهن انواع شتى من الاعمال الشاقة والاذلال الجسدي, بعضهن يقوم بالتخطيط للخروج من هذا المازق والهروب من السجن (الدير) لكن محاولاتهن تبوء بالفشل ذلك ان الخطة المحكمة التي وضعتها رئيسة الدير وباقي الراهبات لايمكن النفاذ منها,,, مايميز هذا الفيلم الاداء التمثيلي الاخاذ الذي قامت به مجموعة الممثلات تقف على راسهن مديرة الدير التي استطاعت ان تدفع بالفيلم الى مهرجان فينيسيا وليحصل على ارفع جائزة في المهرجان وهي الدب الذهبي, وفي المقابل ادان الفاتيكان هذا الفيلم وتم منع عرضه في الكثير من دور السينما, فيلم جدير بالمشاهدة, اما عن المخرج بيتر مولان فلقد بدأ حياته الفنيةالعملية في سن مبكر جدا 19 عاما,لم يدخل اى معهد فني للدراسة بل اعتمد على نفسه مبتدأ اولا في المسرح وقام كممثل بادوار بسيطة ثم بعدها انتقل الى السينما وانجز الكثير من الافلام القصيرة, اشتغل ممثلا ايضا في بعض افلام نذكر منها,(رف راف) مع المخرج كين لوتش و(القلب الشجاع) مع مل كبسون و(ترينسبوتنك) مع داني بويل, لكنه توج مسيرته كممثل بفيلم (اسمي جو) اذ حصل على جائزة افضل ممثل في مهرجان كان للعام 1998, ومن اهم الافلام التي انجزها كمخرج فهي عديدة اهمها (ادم الصغير وقبلة الحياة).