الامانة العامة للمزارات تعيد بناء مرقد.. مريم بنت الإمام الصادق

عامر جليل ابراهيم /

بين جسري المعلق والجمهورية وعلى ضفاف دجلة الخير قرب القصر الجمهوري يلوح بناء لا يشبه ما يجاوره من أبنية، فهو قديم الطراز وصغير المساحة، وقد سميت المنطقة باسم صاحبة المزار تيمناً وتبركاً بذلك الاسم المنتمي الى بيت النبوة، إنه مزار السيدة مريم بنت الإمام جعفر الصادق وأخت الامام موسى الكاظم عليهم السلام.
“مجلة الشبكة” وفي سعيها للتعريف بالأماكن والمزارات الدينية السياحية في العراق زارت هذا المكان واطلعت عليه والتقت سماحة الشيخ علي الشكري البغدادي المسؤول عن المرقد..
مريم بنت الإمام الصادق
يقول سماحة الشيخ: ينسب هذا المزار الى السيدة مريم بنت الإمام الصادق سلام الله عليهما، المولودة في سنة 130هـ على وجه التحديد وجاءت ولادتها بعد ولادة أخيها الإمام موسى بن جعفر سلام الله عليه بسنتين لأن الإمام ولد في سنة 128هـ من الهجرة.

العلويّة وبغداد
وعن قدومها الى بغداد قال الشيخ علي الشكري: ذكر المؤرخون انه بعد أن سُجن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام في سجن السندي ابن شاهك ولشوق السيدة مريم الى أخيها الإمام موسى بن جعفر عليه السلام والى إمامها انتقلت من المدينة الى بغداد ونزلت في منطقة الكرادة، وهي منطقة معروفة بولائها الى اهل البيت عليهم السلام, ولذلك الكثير من الشخصيات العلوية عندما تأتي الى بغداد تختار إما الكاظمية اوالكرادة، فلذلك كثير من اهل البيت والموالين اتخذوها مسكناً لهم وللسبب نفسه اختارت السيدة مريم هذه المنطقة أن تكون لها مسكناً الى أن توفيت ودفنت في هذه المنطقة المباركة وسميت بعد ذالك باسمها كرادة مريم.

وفاتها
يضيف سماحته: بعد وصول خبر استشهاد الإمام موسى بن جعفر في سجنه أصابها الذهول والحزن على أخيها وإمام زمانها فتوفيت في نفس السنة التي استشهد بها الإمام في العام 183هـ.

المزار الشريف
أما عن مساحته فيقول سماحة الشيخ: المزار الشريف كان في سبعينات القرن الماضي عبارة عن القبّة وداخلها فقط، أما الآن فقد تمت توسعته قليلاً فضمت اليه قطعة زراعية وأصبحت مساحته الداخلية 200متر، وعموماً المساحة الكلية تتجاوز الـ(1500) م مربع نصفها تملكها المزارات والنصف الآخر وبعد انتهاء الإجراءات القانونية سوف تكون مملوكة الى المزارات.

مصداقية
بعد صدورقانون إنشاء الأمانة العامة للمزارات الشيعية الشريفة وجمع ما موجود من المزارات تحت قبة الأمانة وفي العام 2014م وبعد الفحص والتحري على المزار الشريف واثبات عائديته قرر ديوان الوقف الشيعي أن يُضم هذا المزار الى قائمة المزارات التي تعود الى ديوان الوقف الشيعي.

توسعة
وعن أعمال الترميم والتوسعة يقول الشيخ الشكري: وسّعنا المزار بطول ستة أمتار وعرض ثمانية وهو الآن نصفه للرجال ونصف للنساء، هنالك باب خاص لكل من النساء والرجال وغيّرنا جميع سجّاد المزار الموجود وتمت إزالة القديم منه.
كادر المزار يتكون من سبعة عشر موظفاً بعدما كنا أربعة أشخاص وأصبحت هنالك وجبتان للدوام صباحية ومسائية.
وللمستقبل فقد حصلنا على موافقة بهدم المزار وإعادة بنائه من جديد حسب المواصفات الهندسية للمزارات وقمنا بإعداد الخرائط الهندسية له.

كرادة مريم
يضيف سماحة الشيخ: أغلب الناس يتصورون أن اسم كرادة مريم يعود للسيدة العذراء عليها السلام، وهذا من الأخطاء الشائعة بل أن أصل التسمية يعود للسيدة مريم بنت الإمام الصادق والمدفونة هنا في هذا المكان.

ذكريات بغدادية
سماحة الشيخ الشكري قال: ما عرف عن هذا المزار ينقل من الآباء والأجداد الذين سكنوا هذه المنطقة ومنهم مختار هذه المنطقة الحاج كامل الحمداني الذي نقل عن أجداده أن هذا المكان مدفونة فيه مريم بنت الإمام الصادق عليهما السلام.
ومنهم عباس العوّاد، وهو معروف عند أهل الكرادة ومن سكنتها القدامى، وكان يعمل مزارعاً في القصر الجمهوري الذي كان يقول سمعنا عن آبائنا عن أجدادنا أن هذا القبر يعود للعلوية مريم بنت الإمام الصادق سلام الله عليهما.
ويحدثنا الشيخ فيقول: عندما فتحنا صفحة في مواقع التواصل أحد ساكني هذه المنطقة منذ سنة 1953م يتحدث ويقول: كان القبر بسيطاً يقع على تلّة وكنا نأتي نحن مع أمهاتنا وعماتنا الى هذا المكان وكان يعرف باسم (الكسلة) يعني الناس التي تسكن هذه المناطق تتخذه مكان استراحة.

أمنيات
يقول الشيخ الشكري: يتمنى الكثير من المؤمنين زيارة مزار السيدة مريم عليها السلام ولكن المشكلة أن الدخول الى المنطقة الخضراء صعب جداً، لذلك نتمنى على الجهات الحكومية ونناشدهم أن يسهلوا دخول الزوار الى هذا المزار حتى لو في اوقات تحددها تلك الجهات.