جمعة اللامي /
الحبُّ داءٌ عُضالٌ لا دواء له
يحارُ فيه الأطبّاءُ النحاريرُ
(عبدالله بن محمد)
تعالوا نقف احتراماً للرسام الفرنسي “رونزييه”، ابن الثانية والستين، وتعالوا أيضاً نعيد ذكرى ذكرى السيدة مارتين كازناف. فالحب، كما وصفه عبدالله بن محمد الذي هو “ابن المعتز”، داء عضال لا دواء له، ويحار فيه الأطباء النحارير، والنطاسيون البارعون.
يصيب الحب الأحياء والجمادات، ما نرى وما لا نرى. أما فيما نرى ونسمع، فالأمر يتجاوز ما سمعه كثيرون، وهو ما سيأتي في حينه بصدد رونزييه وكازناف. أمّا فيما لا نرى فهو أعجب، ولاسيما اذا ما كان في عالم الأيام والأجرام والبروج والكواكب والأجسام، والدوائر متطابقة التأليف، متوافقة التكييف، كما يقولةالشيخ داود الأنطاكي في كتابه الفريد: “تزيين الأسواق بتفصيل أشواق العشاق”.
ودعني أحدثك الآن ـ يا صديقتي ـ بنبأ مسعدة بن وائلة الصارمي وحبيبته رَملة بنت أثيلة بن مصتع، لأنها لا تُحفظ، إلا اذا كُتبت بالابَرِ على أحداقِ البَصرِ، ففيها يعرف الحبيب محبوبه.. من كلمة.
قالوا: نزل مسعدة، ذات يوم على أحد أحياء «بني هاملة»، بعدما تخاصم معه عمّه على بكرات، فأقام عندهم فترة من الزمن، رأى خلالها فتاة على ناقتها تريد ماء من بئر، فكان لها ما أرادت.
فلما تناولت قربتها من يد مسعدة «شمرت عن زندين كأنما حُجبت عظامها بالبلّور الصافي، ثم تناولت القربة، فانكشف البرقع عن وجه كأنما تستعير منه الشمس الضياء».
وكان مسعدة، في حينه، لا يعرف اسمها. فلما سأل أحد الرعاة، قال له: تلك رَملة.
وهكذا، جمعت الغربة شاباً الى شابة آمنة، فأقبلت رَملة عليه كأنما هو الذي كانت تنظره، وهي كلمة لمّا تزل في الغيب. إلا أن رَملة كانت متزوجة، فحجرها زوجها، فخرج مسعدة من ذلك الحي، ثم أخذ يعود إليه بين حين وحين.
وفي أحد الأيام، استمع مسعدة الى هواتف تذكره برملة، فسأل من على السابلة فقيل له: «قد ضاجعت رَملةًُ الثرى».. فسقط مغشياً عليه، فلم يفق حتى حميت الهاجرة».
أما الرسام الفرنسي رونزييه، فقد التقى كازناف في منتصف ثمانينات القرن الماضي، ثم توفيت فجأة. ومنذ ذلك اليوم وهو يحاول الزواج بحبيبته الميتة، حتى تم ذلك له في يوم السبت الذي صادف اليوم السادس والعشرين من شهر تموز سنة 2008.
ياللحب!!.