عامر جليل إبراهيم /
قمر آخر من اقمار آل البيت عليهم السلام يضيء تلك البقعة المباركة في محافظة صلاح الدين، ذلك الهاشمي هو (سبع الدجيل) وتلك البقعة هي مرقده الشريف في قضاء بلد.
يبعد القضاء عن الشارع العام الرابط بين بغداد – سامراء 5كم وعن سامراء 44كم ويبعد عن بغداد 75كم.
“مجلة الشبكة العراقية” تشرفت بزيارة المرقد الشريف لتسليط الضوء على هذه البقعة الطاهرة ضمن سلسلة (السياحة الدينية) لما له من أهمية على مستوى السياحة الدينية العراقية والتقت السيد الحاج عباس عبد علي حسين البلداوي الأمين الخاص للمزار:
من هو السيد محمد؟
يقول الحاج عباس عبد علي البلداوي: إنه (سبع الدجيل) العالم التقي السيد محمد بن الإمام علي الهادي بن الإمام محمد الجواد بن الإمام علي الرضا بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي السجاد بن الإمام الحسين بن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهم السلام اجمعين).
يضيف الامين الخاص للمرقد: ان السيد محمد هو الابن الاكبر للإمام علي الهادي (ع), والإمام الهادي لديه من الاولاد اربعة على اغلب الروايات هم: السيد محمد والحسن العسكري وجعفر والحسين.
ولادته ووفاته..
يذكر الحاج البلداوي: ولد السيد محمد (ع) في مدينة او في قرية (صريا) وهي قرية قريبة من ضواحي المدينة المنورة, وهذه القرية أسسها الإمام موسى الكاظم (ع), وكانت ولادته بحدود سنة 228 للهجرة في هذه المدينة, والتي ولد فيها أيضا الإمام الهادي (ع).
توفي السيد الجليل سنة (254هـ) ورُوي في سبب موته في المكان المعروف الآن وهي المنطقة المعروفة بالدجيل نسبة إلى نهر الدجيل المشهور، إنه كانت للإمام الهادي صدقات ووقوف من ضياعٍ وأراضٍ بمقربة من بلد وكان الذي يتولى أمرها ابنه ابو جعفر محمد وفي إحدى زياراته للنظر في شؤونها فاجأه المرض واشتد به الحال فمات.
ألقابه..
يقول الحاج عباس البلداوي: السيد محمد له العديد من الالقاب والكنى: يكنى بأبي جعفر, ابي جاسم, وابي الشارات, وابي البرهان, وسبع الدجيل, وباب الحوائج, وحامي الجار.
المساحة..
يعود الامين الخاص الحاج عباس ويضيف: مساحة المزار الكلية هي 57 دونماً مسجلة باسم ديوان الوقف الشيعي الامانة العامة للمزارات, المرقد 8 دونمات وعشرة تحيطه بسور يبلغ ارتفاعه 8 أمتار وطوله 300 متر وعرضه 200 متر، ويقع على أرض مربعة الشكل، طول كل ضلع من أضلاعه 150متراً، والصحن فناء كبير له أربعة أبواب رئيسة، وهي: باب القبلة، وباب الحمد، وباب المراد، وباب البريّة.
وفي الصحن ست طارمات رئيسة واسعة و 14غرفة، وصالة للاستقبال أُعدّت للوفود وكبار الشخصيات والوجهاء، تحتوي على مكتبة صغيرة، وزُيّنت جدران الصحن بالكاشي القاشاني، وفيه أواوين وطرامي وغرف للسدنة.
أمّا الرواق الذي تتوسطه الباب الذهبية للدخول، فكُتب عليها الحديث النبوي الشريف: ( كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي)، وتزينت جدرانه بالآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، تعلو المرقد قبة كبيرة مزيّنة من داخلها بالفسيفساء، مدونة عليها أسماء الأئمة المعصومين محيطها يبلغ 50 متراً وترتفع عن الارض بنحو 24م .
والرواق بناية تقع بين الإيوان والحضرة، لها جناحان، وسقف الرواق ذو القباب الثلاث المكسوّة بقطع مِن المرايا المصنوعة بشكلٍ هندسيّ رائع.
أمّا الإيوان الذي يرتكز على ثمانية أعمدة متساوية في الطول لا يختلف بينها سوى عمودين يقعان في الوسط، يزيدانِ ارتفاعاً عن بقيّة الأعمدة، وهما العمودان المتقابلان لباب القبلة، وتنتهي جميع الأعمدة بتيجان متساوية الحجوم متشابهة الشكل، مزيّنة ببروزات حلزونيّة، يتوسط هذه الأعمدةَ بابُ الحضرة الذهبيّة المقابلة لبناية الكليداريّة الكائنة في واجهة سور الحصن، كما ويتّصل الإيوان بالرواق الأمامي بواسطة الباب الرئيس الذي يدخل منه الزائرون إلى الحضرة.
تحيط بشبّاك الضريح الشريف، فسحة مساحتها100 متر مربع، ولها رواقان وقد زُيّنت جدرانها بالآيات.
والقبر الشريف يتوسط الروضة حيث يعلوه صندوق ذهبي في غاية الدقة والجمال نُقشت عليه سورة الدهر، وأسماء المعصومين عليهم السّلام، وتعلوه ثريّا ضخمة.
أمّا الصندوق الذي يحيط بالضريح والقبر، فقد مرّت عليه حالات تغيير وتجديد حدثت على مدى الأزمنة، فقد كان مصنوعاً من الخشب ثمّ أُبدل بمادّة البرنج ثمّ النحاس، ثمّ أُبدل بمادة الفضّة ومنها إلى الشبّاك الذهبي الحالي.
وللضريح شباك يرتكز على قاعدة مستطيلة من المرمر بارتفاع30 سنتمتراً، يتّصل به مشبّك مصنوع من مادّة الفضّة، ويمتدّ بمقدار 180 سنتمتراً، ثمّ يتّصل بمادّة الذهب المكمّل لهيكل الصندوق المشبّك.
وتحيط بالصندوق من جهته العليا أحزمة بارزة من الذهب الخالص فيها تشكيلات زخرفيّة وآيات قرآنية كُتبتْ بشكلٍ فنّي وهندسي، ثمّ يأتي شكل هندسي بيضوي رُسِم بالمينا بزخرفٍ جميل يضمّ اسماً من أسماء الله الحسنى.
وإلى جانب القبة مئذنة طولها40 متراً شيدت في سنة 1955م، واخرى شيدت في سنة 1977 وتقع بالجهة الاخرى من القبة.
ويضيف الحاج عباس: نعمل الان على تذهيب القبة واكتملت اعمال مسقف ايواء الزائرين في الجهة الشرقية وقريبا جدا ان شاء الله ستكتمل اعمال الصرف الصحي والكهرباء والكيبل الضوئي وكاميرات المراقبة ومنظومة الحريق ومياه شرب .
*مراحل البناء..
أما مراحل الاعمار التي مر بها المرقد وغيرها من الامور فيحدثنا السيد الحاج عباس عبد علي البلداوي: أنها بدأت منذ زمن بعيد العمارة الاولى في زمن عضد الدولة البويهي سنة 372 للهجرة وكانت بسيطة جدا وبعدها في سنة 914 للهجرة بعد تعمير مرقدي العسكريين قام بالعمارة الشاه أسماعيل الصفوي, اما الثالثة كان الميرزا محمد رفيع الخرساني سنة 1198 للهجرة بأمر الامير احمد خان الدنبلي وهناك عمارة رابعة وخامسة وسادسة وسابعة الى ان نصل الى العمارة الحادية عشرة، وهذا البناء الحديث الموجود أمامكم بدأ العمل فيه من خدام المرقد ومن أهالي قضاء بلد ومن الكرماء والمتبرعين من اتباع مدرسة اهل البيت بدأ العمل في 1/1/1950م اكتملت الطارمة والاروقة في سنة 1954م وتم بناء المنارة الغربية في سنة 1955م وكانت منارة واحدة وكان المتبرع أحد المؤمنين ويدعى الحاج زيدان من اهالي بغداد, واكتمل بناء القبة الشريفة وتزجيجها بعد المنارة في سنة 1958م, اما الجانب الغربي من الصحن الشريف فقد اكتمل في سنة 1963م.
ويضيف الحاج الامين الخاص: بعد سنة 2003م او بعد سنة 2007م بعدما تأسست الامانة الخاصة بدأنا بالعمل في التوسعة الخلفية للحضرة بمساحة 600م مربع.
ويستمر بالحديث : اما الابواب من الداخل فقد صنعتها شركة الكوثر الايرانية وهي أحد عشر باباً من الذهب الخالص وصلت منها سبعة ابواب واربعة ابواب ستصل خلال الفترة المقبلة .