حيدر النعيمي /
أحد أبرز شعراء الأغنية العراقية، ظهر إبداعه وتميزه في سبعينات القرن الماضي وكانت تعاملاته مع كبار الفنانين العراقيين آنذاك. عمل في الصحافة والشعر والفن حتى خروجه من العراق عام 1995 حين غادر الى الأردن ومنها الى الإمارات التي يستقر فيها منذ أكثر من عشرين عاماً، فاستغل تواجد الفنانين هناك ليبدأ رحلة جديدة من الإبداع مع فنانين عراقيين وعرب.
يعود كاظم السعدي اليوم ليضع حجر الأساس للاستقرار نهائياً في بغداد بعد مشوار حافل بالمنجزات وتعب الغربة.
* كاظم السعدي في بغداد بدون مناسبة، كما كانت زيارتك الأولى، فماذا تحمل هذه الزيارة في طياتها؟
– إنه الاشتياق والحنين الذي لا يعوض لا برسالة ولا بهاتف، أنا دائم الحنين لأصدقائي ولبلدي الذي غبت عنه طويلاً، وعندما تجولت في أزقة منطقتي القديمة “الدوريّين” الواقعة في منطقة الكرخ شعرت وكأني ولدت من جديد.
* هل هناك تعاونات فنية جديدة ستحملها هذه الزيارة؟
– نعم، مع الملحنين محسن فرحان وسرور ماجد وعلي سرحان.
* لماذا هذه الأسماء بالذات؟
– حاولت التعامل مع ثلاثة أجيال مختلفة: السبعينات والثمانينات والتسعينات، فأنا بدأت مع سعدون جابر ورياض أحمد وحميد منصور وصلاح عبد الغفور وغيرهم.
* لاحظت شخصياً أنه خلال العشر سنوات الأخيرة خلال فترة تواجدك في الإمارات أنك ملازم للفنان وليد الشامي وأثمر هذا عن ولادة أهم الأعمال له..
– أنا كنت معه منذ بداياته عندما بدأنا بعمل “سيبه” وتلته أعمال أخرى أبرزها “مجنوني وأحبه كلش”، ليس وليد فحسب، فعندما أفل نجم حاتم العراقي استطاع العودة للنجومية العربية من خلال أغنيتي “أشوفك وين يامهاجر”، ونفس الحال ينطبق على حسين الجسمي حيث عززت جماهيريته في العراق من خلال أغنية “كلنا العراق”، وراشد الماجد “سلامات، وهلي وإن جارت الدنيا عليّ”، فايز السعيد “لتعلي صوتك عليه”.
* هل ساهمت بشهرة وليد الشامي؟
– أنا ساهمت في شهرة الكثير من المطربين العرب والعراقيين وليس وليد الشامي فحسب، وهم كل من عاصي الحلاني بعمل “ياناكر المعروف”، وديانا حداد بـ “أهل العشق دلوني”، وأصيل هميم بـ”بلاني زماني”، لقد كانت في الظل وهذه الأغنية سبب شهرتها وهذه الأغنية كانت بالأصل لراشد الماجد حتى أن التنازل كان باسمه، ولكن كان في ذلك الوقت هو من التزمها فنيا فأعطاها الأغنية.
* كيف ولدت أغنية “كلنا العراق”؟
– أخبرني عدد من الفنانين أن الفنان حسين الجسمي يبحث عنك في كل مكان فأعطوني هاتفه الخاص وفور اتصالي به قال لي: “وينك كل رقم هاتف أتصل عليه يظهر لي غير شخص”، بسبب تغييري المستمر لتلفوناتي، وقال لي :”محتاج أغنية عن العراق لكني أريدها شعبية على غرار أغنيتي لمصر (بشرة خير)، وأنتظر منك تلفوناً لأنني أعرف عنك أنك سريع البديهية والكتابة”، فكتبت الدخول “حبَيْبه أم كذيله. رائعة وجميلة. ألف ليلة وليلة حب وغرام”، فصاح حينها :”عاشت إيدك أنا في الاستدوديو تعال بسرعة”، عندما دخلت الأستدويو شاهدت حسام كامل ومعه حسين الجسمي، فسلمته الأغنية كاملة فصدم قائلاً:”إمتى كتبتها؟” أبلغته “في الطريق إليك حيث كانت مسافة الطريق ساعة من الزمن” .
بلّش الجسمي يلحن الأغنية مباشرة وانتهى منها الساعة الرابعة فجراً، كنت أتوقع نجاحاً، ولكن ليس بها الحجم حيث ذهلت لنجاحها المدوي حتى أن التصوير كان رائعاً، وهنا أشيد بالمخرج علاء الأنصاري والشباب المبدعين في بغداد فقد كانت بسيطة ومعبّرة خصوصاً أنها بثت في ذروة محاربة عناصر داعش في العراق.
*عتب
أنا أعتب بشدّة على القنصلية العراقية في الإمارات لأنهم حتى كلمة شكراً لم يبوحوا بها؟ لم أرد منهم سوى كلمة “شكراً” مع أنهم يبثونها في احتفلاتهم الدبلوماسية واصبحت مثل النشيد الوطني.
* أنت في بدايات كاظم الساهر كتبت له الكثير نحو أكثر من عشرين أغنية.. لمَ لم تعاود التعامل معه بكثافة مثل ذي قبل؟
– هناك عمل سجله كاظم الساهر في ألبومه الجديد واسم العمل “ماينكدرلك يسمر”، والمطربون كلما كبر شأنهم يبدأون بالبحث عن الشعراء الشيوخ لأن لديهم إمكانية مادية لإنتاج أعمالهم وبالتالي يربحون إنتاج العمل كاملاً، فضلاً عن قيمة مادية كبيرة مضافة للعمل، وأما نحن، شعراء الأغنية منذ سنوات طوال، فأصبح حظنا قليلاً في الأغنية.
* آخر تعاملاتك مع من كانت؟
– كاظم الساهر وحاتم العراقي ووليد الشامي ومنى أمرشا وشذى حسون.
* لماذا لم نرَ لك تعاملاً عربياً كما كان سابقاً؟
– على أساس تغني لي المطربة أنغام من ألحان كاظم ولكن لم يكتب لهذا التعاون النجاح.
* هل تحن للصحافة؟
– نعم أكيد، فلقد عملت فيها 19 سنة وأجريت العديد من الحوارات وكنت رئيس قسم الموسيقى والغناء في مجلة فنون، عملت في الصحافة من عام 1976 الى عام 1990 وبعدها انتقلت الى مجلة (ألف باء) لغاية عام 1995، وتركت العمل بسبب هجرتي الى الأردن وكان آخر لقاء عملته في الأردن مع ديانا حداد حين اشتهرت وقتها بأغنية “ياهل العشق دلوني”، أحن للصحافة دائماً وعملت بها في الإمارات بمجلة “فواصل” وكذلك “العرب اللندنية”.
* أين الملحن علي صابر من خارطتك؟
– اتصل بي منذ مدة وقال لي: هل من المعقول أنني أتعامل مع جميع الشعراء وأنت بقربي ولم نتعاون؟ فبعثت له أربع أغانٍ ستكون انطلاقاً للتعاون بيني وبينه.
* أخيرا الى متى ستبقى في الإمارات؟
– أصلاً هذه الزيارة هي لوضع حد لغربتي التي زادت على العشرين عاماً، فلقد تعبت وسأكشف لك سراً أن أغنية “أشوفك وين يامهاجر” هي قصتي، لقد حان موعد الرجوع الى الوطن بشكل نهائي وبدأت بوضع الأساس لاستقراري هنا.