أحمد سميسم /
رافقت (مجلة الشبكة) الحملة الإنسانية لإغاثة النازحين في محافظة الموصل، خلال رحلة جوية على متن طائرة عسكرية مع عدد من الشخصيات العسكرية والإعلامية وممثلي منظمات المجتمع المدني. الرحلة انطلقت من بغداد بدعم مباشر من وزارة الدفاع العراقية ومديرية إعلام الوزارة وقيادة القوة الجوية العراقية، وبرعاية رئيس الحملة الطيار ورائد الفضاء العالمي العراقي وسفير النوايا الحسنة الكابتن فريد لفتة، وشاركت بها جمعية الهلال الأحمر، ومنظمة ملجأ الإنسانية، وتجمع أهالي بارك السعدون.
وشملت الحملة توزيع كميات من مياه الشرب والألعاب وسلات غذائية ومنزلية بين النازحين في مخيمات ( المدرج- جدعة) في ناحية (القيارة) الواقعة جنوب شرقي مدينة الموصل.
مشاهد مؤلمة
ما إن وصلنا مخيمات اللاجئين حتى تجمعت حولنا حشود من الأطفال كانوا ينتظرون المساعدات لمواجهة معاناتهم الإنسانية.
يقول رئيس الحملة الطيار الكابتن فريد لفتة: إن ما نقدمه اليوم لأهلنا النازحين من دعم على الصعد كافة يعد عملاً وطنياً إنسانياً ويجب علينا جميعا أن نشترك به، فهو ليس منّة من أحد وإنما واجب أخلاقي ووطني قبل كل شيء، ونحاول أن ندخل الفرحة إلى قلب طفل أو شيخ أو امرأة من خلال ما نقدمه لهم من إغاثة سواء أكانت مادية أم معنوية، والأهم في ذلك هو الحفاظ على نفسية الأطفال من الأجواء المعيشية الصعبة وعدم إشراكهم في تفاصيل هذه الظروف المقيتة الطارئة التي حلت بهم، حين وجدوا أنفسهم مزروعين فيها رغماً عنهم وتحملوا أعباءً أكبر من طاقاتهم وأعمارهم.
مبادرة إنسانية
من جهته، قال مدير إعلام وزارة الدفاع العميد الطيار محمد الخضري لـ (الشبكة): إن هذه المبادرة الإنسانية المتمثلة بحملة إغاثة نازحي الموصل هي جهود مشتركة من عدة أطراف هدفها إعانة الفقراء معنوياً ومادياً، ووزارة الدفاع متمثلة بوزيرها عرفان الحيالي حريصة على المشاركة والدعم المباشر للحملات الإنسانية التي تمثل بمضمونها انتصارات إنسانية تزامناً مع الانتصارات العسكرية المتحققة على أيدي قواتنا المسلحة، هذه الحملات الإنسانية وإن كانت ربما لا تحقق كل متطلبات النازحين لكن هي تنضوي ضمن الإمكانيات المتاحة للجهات الراعية والداعمة لهذه المشاريع التي تمثل قيمة معنوية كبيرة أكثر من كونها مادية.
الدعم المستمر
وأشار مدير جمعية الهلال الأحمر المسؤول عن مخيم (جدعة) حيدر قاسم إلى أنه بعد التقييم الأولي لمخيمات النازحين في ناحية القيارة التابعة لمحافظة نينوى التي استقبلت النازحين من مناطق عدة من الموصل مؤخراً، تم تزويد المخيمات بـ (11) مادة إغاثية من المواد الغذائية والمنزلية لسد حاجة النازحين برعاية الهلال الأحمر وأيضا من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وسنبقى ندعمهم بكل ما لدينا من إمكانات.
حلم النازحين
ويقول أحد النازحين ،وهو رجل طاعن في السن غطى الشيب رأسه ووجهه، يجلس بعيداً قرب أحد المخيمات وبدا غير مكترث بما يجري من حوله: أنا من منطقة ناحية (زمار) التابعة لقضاء تلعفر ضمن محافظة نينوى، أتيت وأسرتي المتكونة من ستة أفراد الى هذا المخيم منذ سنة تقريباً هرباً من بطش داعش الإرهابي، وأجهل مصير بيتي وما حل به الذي غادرته قسراً، نعاني من قلة الماء والخدمات وبعناء كبير نقضي النهار، وأعيننا تربو الى المساعدات الغذائية التي تصل إلينا بين الحين والآخر من قبل المنظمات الإنسانية والخيرية برغم قلتها ولا تغطي كل النازحين لكثرة عددهم لكن نقول أفضل من أن لا يأتي شيء، لذا أملنا وثقتنا كبيرتان بقواتنا المسلحة لطرد عصابات داعش الإرهابية من الموصل لنعود إلى ديارنا، وهذا حلم كل نازح أن يعود إلى بيته وأرضه.