#خليك_بالبيت
فكرة الطائي /
هل يمكن للشباب الباحث عن العمل الوظيفي لدى مؤسسات الدولة الاستغناء عن هذا التفكير والتوجه إلى التفكير الفاعل والنافع، مجتمعياً وشخصياً، بخلق الفرص العملية في الشروع بإنشاء مشاريع صغيرة ومتوسطة، تتيح لهؤلاء الشباب من الذكور والإناث الانطلاق الحر نحو الحياة العملية المنتجة ليكونوا أصحاب تلك المشاريع والمنتفعين منها؟
هل يمكن أن يتحقق مثل هذا التفكير على أرض الواقع بما يخفف الأعباء عن الحكومة ويسهم في حل الأزمات التي يعاني منها المجتمع لتصبح الحياة أكثر جمالاً؟
خطرت هذه الأفكار في بالي وأنا أقرأ في حساب الفيسبوك الخاص بقسم المشاريع الصغيرة والمتوسطة التابع لدائرة التنظيم والتطوير الصناعي عن تفعيل صفحة (مشروعك وظيفتك) التي تهدف إلى تقديم الدعم المؤسسي في مجال التدريب والاستشارات لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطـة. منذ البداية حفزتني هذه التسمية على الاستيضاح والسؤال عن أهداف هذه المبادرة والقطاع المستهدف فيها.
روّاد الأعمال
كل المشاريع الكبيرة تنطلق من فكرة بسيطة يمكن أن تتطور بالعمل والدعم، وما أفكار الشباب في هذه المرحلة بالذات إلا الخطوة الأولى والصحيحة في طريق الإصلاح والتطور والنهوض بالبلاد. ومن أجل التعرف على تفاصيل هذه المبادرة التقت “مجلة الشبكة” السيد علاء موسى علي، مدير عام دائرة التنظيم والتطوير الصناعي، إحدى تشكيلات وزارة الصناعة والمعادن الذي حدثنا قائلاً: دأب قسم المشاريع الصغيرة والمتوسطة ضمن الستراتيجية العامة للوزارة وبالترابط مع ستراتيجية التنمية المستدامة على وضع السياسات والبرامج التي تهدف إلى تمكين رواد الأعمال بتشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة والتنسيق مع المنظمات الدولية لتطوير هذه الملاكات الريادية بتقديم الدعم الفني لأصحاب الأفكار والمبدعين وتيسير حصولهم على المعرفة في مجال دراسات السوق وتقديم الاستشارات التي تضمن نجاح المشاريع بكافة أشكالها سواء أكانت صناعية أم تجارية أم خدمية، وتقديم الفرص للحصول على التمويل.
خطوات عملية
ولمعرفة المزيد من التفاصيل، ولم يكن أمامي إلا أن أطرق أقرب الأبواب لي، آملة أن يطلعني على تفاصيل عن هذه المبادرة والمشاريع المسجلة، وهكذا حدثني الزميل مرتضى الصافي، مدير إعلام الوزارة، أن هذه الصفحة شهدت تفاعلاً طيباً بعد يومين فقط من تفعيلها للتواصل ونشر الأنشطة وإطلاق المبادرات الخاصة بمواجهة وباء كورونا. وقد تمثلت هذه الأنشطة بتسلم أكثر من رسالة لناشط مدني ومتطوع لخياطة الكمّامات في البيت استجابة لمبادرة القسم المذكور لحملة (خليك بالبيت)، ومن بينهم أحد الطلاب الناشطين من محافظة صلاح الدين/ قضاء الشرقاط مع عدد من الطلاب والطالبات أثناء الحجر الصحي، إضافة الى عرض مبادراته الأخرى، إذ هو ممثل عن الطلاب في الجامعة.
* وهل هناك مبادرات أخرى؟.
سؤال توجهت به إلى السيد الصافي لمعرفة طبيعة تلك المشاريع والتنويع إن وجد فأجاب: نعم، هناك مبادرات وتنسيق متواصل بين رواد الأعمال وكذلك أصحاب المشاريع المسجلة، فعلى سبيل المثال اتصلت الدكتورة سديـم البـارودي التي لها مشروع خاص مسجل لدى المديرية العامة للتنمية الصناعية لإنتاج مستحضرات العناية بالبشرة وتصنيع المعقمات والمنظفات، إذ جرى الاتفاق على التعاون معها وتقديم الدعم المناسب لها.
*وما الخطوات العملية لتحقيق هذه الأفكار على أرض الواقع؟
– نسعى إلى عمل دورات وورش إلكترونية على الصفحة لزيادة التفاعل والاستدلال عليها لإيصال أعمال القسم وأفكاره إلى أكبر عدد ممكن ومن الشرائح الاجتماعية كافة، ودوراتنا متنوعة وقد انطلقت منذ مطلع هذا الشهر ومازالت مستمرة، ويجري حالياً التهيئة والتحضير لعمل دورات تخصصية في مجال زيادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة في مجال الحاضنات التكنولوجية بالتعاون مع هيئة البحث والتطوير الصناعي، وكذلك إقامة الدورات الخاصة بفريق النانو تكنولوجي للموظفين الفنيين في شركات الوزارة خاصة، وللطلاب والخريجين عامة.
تفاعل شبابي
السيدة رسل عبد الرسول عباس، رئيسة قسم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، حدثتنا عن جانب من فعاليات القسم وأنشطته، تذكر مثالاً على ذلك حين جرى التنسيق مع نقابة عمال الميكانيك وبمشاركة شركات الوزارة النسيجية وضمن مبادرة (خليك بالبيت) لتوفير المواد الخام وتفاعلت متطوعة من أهالي بابل/ الحلة للعمل بمبادرة حملة (خليك بالبيت) مع عدد من المتطوعات في نفس المحافظة، واتصلنا بمدير معمل الحلة السيد حسين كربول المعموري الذي استجاب مشكوراً لطلبها وبادر إلى تدريبها في المصنع لمدة يوم واحد لعمل بدلات الوقاية فضلاً عن خياطة الكمّامات.
المحطة الأخيرة
كلمة الختام في هذا الموضوع كانت للمهندسة سناء محمد جواد، معاونة المدير العام في الدائرة، إذ أكدت أن زيادة الأعمال من أولويات نشاطنا في هذه المرحلة لما تسهم به من توفير فرص العمل وتحويل المشاريع إلى واقع، ناهيك عن كونها مشاريع تدل على الإبداع والقيادة، وقد أرسلنا برنامج قسم البيئة بالتعاون مع قسم المشاريع الصغيرة والمتوسطة إلى منظمة الأمم المتحدة الإنمائي بعد أن طالبنا الوزارات كافة أن تبادر إلى تشجيع ريادة الأعمال النسائية، ويهدف هذا البرنامج إلى تنفيذ عدد من المشاريع التي تسهم وتساعد سكان المناطق المتأثرة بتغيير المناخ وشحّة المياه حول حياض الأنهار والأهوار في إيجاد أساليب جديدة في الزراعة للتصدي لهذه التأثيرات، إلى جانب إيجاد فرص عمل إضافية تنسجم مع طبيعة هذه المناطق وخبرات هذه المجتمعات المهارية في تنفيذ بعض الأعمال الحرفية التراثية التي ستشكل دخلاً إضافياً إلى جانب تعزيز هذه المهن التراثية وتطويرها وإدامتها.
النسخة الألكترونية من العدد 361
“أون لآين -4-”