“المهدي”الذي ألهم هتلر

ثمة فئة من الدجالين والمشعوذين تحاول السيطرة على أصحاب العقول البسيطة عن طريق الخداع أو السحر، وقد راجت سوق الدجل والشعوذة في الآونة الأخيرة، فكان لابد من هذا الريبورتاج الطريف مع نخبة من المهووسين وأدعياء النبوة.. الذي قادهم تماديهم في الباطل الى السجون أو المصحات العقلية.. حيث تردهم الزنزانات الحديدية الى صوابهم.. أو تشفي عقولهم المشافي الطبية!!
طعمة التلي!!
المعروف بابي يوسف الرفاعية وهو أحد الذين تورطوا في ادعاء النبوءة وقد اعتمد في دعوته التي انتشرت بصورة خاصة في قرية كفير الزيت من سوق وادي بردى كل طقوس خاصة يمارسها الاتباع وهم عراة – ربي كما خلقتني- فيرتلون بعض القصائد الغزلية للشاعر الماجن عمر بن ابي ربيعة، كما يرتلون بعض الأغنيات الجنسية المثيرة ويقومون بحركات وانفعالات تدور حول محور الغريزة.
وقد استهوى مذهبه الفاضح هذا عددا كبيرا من الفتيان والفتيات الذين وجدوا فيه مطلقا لغرائزهم فذاع وانتشر في منطقة وادي بردى وكان يستفحل خطره لولا ان تداركت الحكومة الأمر وساقت النبي المدعي الى غياهب السجن!

عبد القادر العدولة!
وهو دجال كبير نشط حاول ادعاء الألوهية بقوله قرآنا مليئا بالترهات والسفاسف فضمنت بعض فقراته وعده لاتباعه بالفردوس والحوريات، كما ملئ الفاظا غريبة كقوله: فردوس فيه دحش ونعش ولكن وطحتي!!
شمس الغرام والمرام والوئام والهرام !!
فيها الحب والكب والعتب..
ووصف الصراط المستقيم بقوله: صراط فيه مطارات وبه قاطرات وعليه طائرات وتجري من فوقه السيارات!! والى اخر ما هنالك من الخزعبلات!!
اسماعيل “سركتها”!
اسماعيل ابن سليم سركتها 39 سنة، تركز دعوته في حي العمارة بدمشق!!
وله آراء دينية تنطوي على تحليل بعض المحرمات وتحريم بعض المحللات رغم ما لهذه الجرأة من تعاد وكفر..
وقد القي القبض عليه وسجن في قلعة دمشق ثم اطلق سراحه بعد ان اعلن توبته!
فؤاد الكندي:
دجال جوبر فؤاد الكندي (35) سنة زعم انه الوحي قد هبط عليه برسالة معجزة عن الكونيات والسمائيات والفضائيات، وان رسالته سيكون لها تأثير كبير وسوف تدهش العالم
حسن عمر!!
طاقية الاخفاء وبساط الريح والمعجزات الحسابية كل هذا بعض ما يدعيه، الرسول حسن عمر، (40) سنة الذي هبط عليه الوحي وقال له انت عبد الله وهبته في ارضه، ولكن صاحب لم يفهم معنى “الرسالة” في المرة الأولى، فهبط عليه الوحي، مرات أخرى حتى حصل الفهم!!
واخذ يقول للناس ان الوحي خاطبه كل من السماء همسة، وكالشمس نفعا، وكالأرض تواضعا، لما اعطاه قوة، محمدية عيسوية موسوية!!
خالد الامام
طاقة روحية تخرج الى حيز الوجود بين آونة وأخرى ادعى الامام (50) سنة النبوة ليستعملها في اغراض سياسية واجتماعية!!

“نبي” بمصدقة رسمية!
محمد سليم المقدسي (40) عاما، بلغت به الجرأة – ولا نقول الوقاحة- ان توجه الى المفتي بطلب رسمي يطلب فيه مصدقة يشهد له بانه الامام المنتظر الذي يهدي الأمة وهذا الزمان!!
“النبية” بعجر!!
خديجة الزهيري الشهيرة بلقب “بعجر” تمكنت من السيطرة على عقول بعض النساء بشعوذتها وادعائها للنبوة، وقد اقنعت احداهن بان فيها شيطان الشر وملاك الرحمة وانها ستطرد شيطان الشر منها لتصبح امراة لا نظير لها، وانفقت في سبيل ذلك حوالي ثلاثة الاف ليرة خلال سنتين من الزمن وانتهت “رسالتها” بسوقها الى السجن!!
المهدي البحري!!
رجاء مرشومة 45 عاما، وليس إمراة كما قد يظن من اسمه، يرتدي بزة بحرية، على صدره عدد كبير من الاوسمة والنياشين ويدعي انه “المهدي المنتظر” ويقول ان رسالته موجهة ضد الصواريخ والقنابل الذرية، ويكشف بعض أسرار الحرب العالمية فيقول ان هتلر كان يستعين بارائه بواسطة الغستافو وانه متهم اكثر من عبد الناصر وبوليسي اكثر من عبد الحميد السراج، وقد تخرج على يد جيل من انبغ التلاميذ وفي طليعتهم عبد الحكيم عامر وشلته!!
يا عصفوري!!
نبي الشعر، يا عصفوري – اشهر من نار على اركيلة- يقول انه اشعر الشعراء وله قصائد في وصف العصافير والكوسا والخضر والحمير والبقر.
كما ان له بعض القطع السياسية التي شبه فيها عبد الحميد السراج بالعفريت فقبض عليه رجل المباحث – في العهد البائد كما شبه عبد الناصر بهامان.
وقد حجر عليه في سجن “القلعة”
رأي المفتي
وقد توجهت بعد استعراض هذه الشلة من ادعياء “النبوة والرسالة والالوهية” الى سماحة الدكتور: ابو اليسر عابدين مفتي الجمهورية العربية السورية لاستطلاعه الرأي في مشكلة هؤلاء الدجالين والمشعوذين فقال: ان السبيل الصحيح لمكافحتهم هو اعطاء دائرة الفتوى سلطة كافية لردعهم وزجرهم على ان يكون توجيهها نافذ لدى المحاكم التي يقدمون اليها، لان خطر هؤلاء كبير بالنسبة لتضليل البسطاء والسذج من الناس ويجب وضع حد نهائي لمثل هذه الظواهر.

الدنيا المصرية 5/ 10 /1962