#خليك_بالبيت
رفاه حسن /
تعد تقنية الواقع المعزّز من التقنيات التي اجتاحت العالم في مدة قصيرة، بداية مع الألعاب والترفيه كما حدث مع لعبة الـ (بوكيمون جو) الشهيرة المقتبسة من أفلام كارتون البوكيمون المعروف لدى الجميع. ولقد سببت هذه اللعبة ضجة كبيرة لأنها كانت تمثل شخصيات محبّبة للأطفال، وتجعلها جزءاً من العالم الحقيقي في خطوة لتحقيق حلم الطفولة لمقابلة شخصياتنا الكارتونية المفضلة على أرض الواقع بنحو او بآخر.
لكن لم تقتصر تطبيقات الواقع المعزز على الألعاب، بل أصبح لها دور فعال في مجالات كثيرة، منها التعليم، وهو صاحب الحصة الكبرى من بين المستفيدين من هذه التقنية، وكذلك المجالات الطبية والعسكرية والملاحة وغيرها الكثير من المجالات التي تعتمد هذه التقنية بديلاً سريعاً وسهل الحمل والاستخدام والتكلفة أيضاً، لأن تقنيات الواقع المعزز يمكن التعامل معها عبر الهواتف الذكية بكل بساطة كما أن الكاميرات المخصصة لها ليست ذات تكلفة عالية.
ولعل من المهم أن نتبين الفرق بين الواقع المعزّز والواقع الافتراضي، فكثيرون يخلطون بين المصطلحين، الواقع المعزّز هو تقنية تصوير يتم عبرها إسقاط البيئة الواقعية في بيئة افتراضية وذلك بتصوير مكوّنات واقعية ثم معالجتها وتعزيزها بإضافة اللمسة الافتراضية عليها، أما الواقع الافتراضي فتقنية تعمل على صناعة عالم افتراضي مجسم بشكل ثلاثي الأبعاد يمكنك أن تتحرك فيه وتلمس الأشياء من حولك وتشعر بها بمساعدة بعض الأجهزة التقنية الساندة لهذه التقنية لمنحك تجربة تفاعلية مذهلة.
برزت أهمية استخدام الواقع المعزّز في كثير من المجالات كما ذكرنا سابقاً، وسنأتي على ذكر أبرز هذه الاستخدامات انطلاقاً من استخدام تقنيات الواقع المعزّز في عملية التعليم التي جعلت التعليم عملية ممتعة وسهلة وقابلة للفهم والتوضيح إلى أبعد الحدود.
فلقد ساعدت هذه التقنية الأستاذ على شرح الموضوعات بالتفصيل وتجسيد المعلومة لتصبح سهلة الفهم والحفظ، كما أن تجربة كهذه تكون صعبة النسيان، فمثلاً يستطيع مدرس التاريخ أن يستعرض المادة على الطلاب كما لو كانت فيلماً مصوراً يستعرض عبره أهم الشخصيات والأحداث التاريخية، كما يستطيع مدرس مادة الأحياء استعراض تفاصيل الجهاز العصبي وكذلك الهيكل العظمي وغيرها من تفاصيل جسم الإنسان دون الحاجة لوجود نماذج حقيقية، فهذه التقنية تتمتع بكثير من المرونة في التعامل وتعطي المعلومات بالتفصيل الدقيق. وهذا المثال لا يقتصر على المدارس، بل أصبحت هناك تطبيقات من تقنيات الواقع المعزّز مخصصة لمساعدة طلاب الاختصاصات الطبية في دراستهم لتشريح الجسم البشري والجهازين العصبي والدموي وغيرها من التفاصيل الحيوية والمهمة التي تقدمها هذه التطبيقات للطلاب على طبق من ذهب.
ولم يقتصر تدخل الواقع المعزّز في مجال الطب على الدراسة فحسب، بل تعدى ذلك إلى تشخيص بعض الحالات وأخذ الأشعة وقياس نسبة السكري وضغط الدم، وكذلك في العمليات الجراحية، مع ذلك مازال الواقع المعزّز في مجال الطب يسبب كثيراً من المشاكل والأخطاء التي ربما تؤدي إلى كوارث، لذلك يبقى هذا المجال قيد التطوير والتحديث وحل المشكلات لتلافي الأخطاء وزيادة الدقة في نتائج هذه التقنية في مجال حساس مثل الطب.
ولأنها تقنية واعدة كثيراً في كل المجالات، فقد جرى تطبيقها في المجال العسكري إذ أنها تعطي الأفضلية للجيش الذي يملكها في أن يمسح محيطه بنحو مستمر ويحدد موقع العدو دون أن يشتت انتباهه او يتأذى، وثمة استعمالات أخرى كثيرة لهذه التقنية في المجال العسكري نكتفي بذكر هذه منها.
ربما من أهم تطبيقات الواقع المعزز، في رأيي، هي التطبيقات المخصصة للأثاث، إذ تساعد هذه التطبيقات في وقوف المستخدم على مدى ملاءمة الأثاث مع ديكور بيته ومساحته قبل شرائه لتجنب هدر كثير من الجهد والتعب والمال في هذه العملية باستخدام تطبيق بسيط.
قد لا نتمكن من حصر كل تطبيقات الواقع المعزّز في مقالة واحدة، ولكن ربما ما ذكر آنفاً كفيل بتوضيح أهمية هذه التقنية وكمية الخدمات الكبيرة التي تقدمها للإنسان على شتى الصّعد أسوة ببقية التقنيات التي ساعدت على تغيير نظرتنا للعالم بشكل أو بآخر، منها الجيد ومنها السيئ، ويعتمد الأمر في النهاية على حسن استخدامنا لهذه التقنيات.