د.معتز محيي عبد الحميد/
ظروف كثيرة شاركت في تكوين هذه الفتاة، قبل أن تمسك السلاح وتفرغ إطلاقاته برأس زوجها محترف الإجرام …
حياتها المليئة بالتناقضات، دفعتها الى الارتباط برجل سيئ السمعة، فهو مجرم متعاون مع تنظيم “داعش الارهابي” اعترفت أمام لجنة تحقيقية خاصة بالقصاص من زوجها والتخلص منه، اذ كانت تعرف الكثير من جرائمه بحق الأبرياء بعد أن ارتبط بتنظيم داعش…
لم تخش العواقب واصرت على أنه يستحق كل ما فعلته به وبكلمات واضحة قالت: لم أحب هذا المجرم طوال مدة زواجي به وأنا سعيدة بهذه النهاية، إنها النهاية التي يستحقها بعد أن شارك بقتل العديد من الأبرياء… ولكنها أمام قاضي التحقيق بدأت تعود لوعيها وتعلم بانها أرتكبت جريمة قتل وتنتظرها سنوات سجن طويلة وربما تطور الأمر الى الحكم باعدامها.
انكار
انكرت كل أقوالها وروت قصة أخرى عن موت زوجها ببساطة شديدة، صورت الأمر كما لو كان لعبة مسلية، اجابت على أسئلة قاضي التحقيق قائلة؟ أنا امرأة شريفة، لم أخن زوجي مطلقا، ولم أبين لأحد حتى يتهمني بهذه التهمة، سألها القاضي وكيف لقى زوجك اذن مصرعه؟ اجابت ببساطة شديدة زوجي له أعداء كثر بسبب سوء سلوكه ومعاملته السيئة للجميع وارتباطه بتنظيم “داعش” الارهابي وكان يعود للبيت وملابسه ملطخة بالدماء حتى أن جيراننا كانوا يخافون بطشه وإنتقامه لشعورهم بانه سوف يقتلهم في المرة القادمة، وبالتأكيد استغل أقارب ضحاياه فرصة خروجي من المنزل في هذا اليوم لزيارة أقربائي وقاموا بقتله وهو مخمور كعادته، رد عليها القاضي قائلا: لكن الجيران قالوا انهم شاهدوك في هذه الليلة تحديدا وأنت تغادرين المنزل، ردت ( ر) هذا الكلام غير حقيقي، انكرت (ر) التهمة بشكل تام أمام قاضي التحقيق برغم أنها اعترفت قبل يوم أمام الشرطة بانها قتلت زوجها وتحدثت بتفصيل عن مصرع زوجها وكل اللحظات والمشاهد التي سبقت الجريمة البشعة.
علاقات
هل أن ( ر) زوجة ظالمة أم مظلومة؟ حياتها عبارة عن مأساة وأحزان وعذاب… ذكرياتها الاليمة ظلت تطاردها في كل ثانية حتى قررت التخلص من كل هذا بقتل زوجها الارهابي.. كم كانت تتمنى أن تعيش في مدينة بعقوبة وتتزوج هناك وتقضي فيها أجمل أيام عمرها. شاهدها (م) وبالرغم من أنه يكبرها بأكثر من (15) عاما إلا أنه تمناها أن تكون زوجة له وكان لديه محل أدوات كهربائية بنفس الشارع الذي تسكن فيه أمها، كان الجميع يكرهون هذا الرجل لعلاقته مع زمر “داعش” ومشاركته لهم في قتل أشخاص أبرياء في المنطقة، حاول التقرب أكثر من مرة من (ر) لكنها صدته مرارا وعندما فشل في محاولاته قرر أن يخطبها من أمها ولكن الأم طلبت منه أن يتوجه الى أبيها الساكن في بعقوبة ليطلب يدها منه… ذهب في اليوم التالي لأبيها وفاتحه برغبته بالزواج من ابنته.. خاف الرجل منه، ومن ماضيه الاجرامي وافق على مضض… ترددت (ر) قليلا عندما فاتحها والدها بالموضوع، لكنها في النهاية وافقت على هذا الزواج، تم الزواج ولم تمر شهور قليلة قضتها الفتاة مع زوجها الا واكتشفت الكارثة الكبرى… فزوجها له عادات غريبة يمارسها أثناء وجوده معها في الفراش، حاولت (ر) أن تمنعه عن هذه التصرفات لكنها فوجئت به ينهرها ويهددها بالقتل إذا لم تستجب لرغباته الشاذة!…
لقاءات ساخنة
احتملت الزوجة هذا الوضع الغريب لفترات طويلة حتى جاء اليوم الذي علا صوتها بكلمة لا وذلك عندما جلب زوجها بعض أصدقائه الى منزله واخذ يشرب الخمر معهم واجبرها على معاشرتهم وهو يتلذذ بالفرجة عليها! لم تحتمل (ر) ما تتعرض له ولكنها كانت تفكر بنهاية حياتها على يده اذا رفضت هذه الأوضاع وتركت البيت وهربت وانه سوف يجبرها ويقتلها شر قتل! الا ان جاء الفرج عندما شاهدت في أحد الأيام شابا يسكن قريبا من دارها كانت تختلق أي سبب للوقوف في الباب… لم تصدق نفسها عندما وجدت تجاوبا من هذا الشاب وكأنه سمع هذه الكلمات التي خرجت من عينيها وقلبها) تبادلت الحوارات الطويلة مع (ن) طوال غياب زوجها عن المنزل وتطورت المكالمات الهاتفية، وخلال لقاءاتها العديدة بدأت تحكي له قصة عذابها منذ البداية وحتى معرفتها به، وكيف تواجه الاهانات والذل على يد زوجها الارهابي الذي لا يعرف الرحمة.
تنفيذ القرار
في النهاية لم تجد الزوجة أمامها سوى أن تصارح الشاب الذي توسمت فيه أمل الانقاذ برغبتها المكبوتة في قتل زوجها المجرم وأن يساعدها في ذلك … رفض (ن) فكرة (ر) وخاف من فشل ذلك وبطش زوجها به وبعائلته كلها!… ولكن (ر) صممت على تنفيذ الخطة لوحدها، في أحد الأيام عاد الزوج مخمورا كعادته وكانت(ر) نائمة وبدأ يضربها من دون أي سبب… حاولت حماية نفسها من بطش يديه لكنه استمر في ضربها حتى احدث بها عدة اصابات وبعدها خلد الى النوم … قررت الانتقام منه وشعرت أن الوقت قد آن لتنفيذ خطتها، توجهت الى المطبخ واحضرت بندقيته التي يستعملها في قتل الناس الأبرياء، وفتحت عليه النيران وفي لحظات كان يرقد أمامها جثة هامدة غارقا في بركة من الدماء … وفي هدوء قامت بتغيير ملابسها التي تلطخت بالدماء ثم وضعتها في حقيبة ومعها البندقية ثم غادرت المنزل في برود شديد وكأنها قامت بشيء اعتادت أن تقوم به كل يوم! توجهت الى منزل والدتها وظلت هناك متوقعة وصول الشرطة اليها للقبض عليها في أية لحظة… وبالفعل لم تمر أيام الا ورجال الشرطة والجيش يطوقون بيت والدتها القوا القبض عليها انصرفت معهم وكأنها تعترف بجريمتها وأمام ضباط الشرطة اعترفت بتفاصيل الجريمة وكأنها تحت تأثير مخدر قوي لا يساعدها على انكار أي شيء، لكن يبدو أن تأثير هذا المخدر زال أمام قاضي التحقيق الذي انكرت أمامه كل ما فعلته ونسبت الجريمة لأحد أعداء زوجها الكثيرين!