بمناسبة ذكرى صدور العدد الأول.. مجلة الشبكة خمسة عشر عاماً من العطاء

إياد الخالدي- تصوير: كرم الاعسم /

في الخامس من الشهر الجاري مرت الذكرى الخامسة عشرة لصدور العدد الأول من مجلة “الشبكة العراقية”، ومنذ ذلك التاريخ قطعت المجلة مسيرة حافلة بالعطاء والإبداع، ومرت بمنعطفات كثيرة، وواكبت أحداثاً سياسية واجتماعية وأمنية كبيرة، وكانت في كل مرة في قلب الحدث، تضيئه بالتحليل والمتابعة وترصد تداعياته وآثاره ونتائجه. كما أسهمت المجلة بإثارة العديد من القضايا والملفات وعالجتها بمهنية وانحياز وطني للعراق الموحد.
وبهذه المناسبة التي حالت ظروف عديدة دون الاحتفاء بها، كما جرت العادة، استذكر عدد من منتسبي المجلة ذكرى صدور العدد الأول وهم يستعيدون شريط ذكرياتهم مع مجلتهم الأثيرة، وما قدموه خلال هذه المسيرة المضيئة من إنجازات ومواقف حفرت لها مساحة في ذاكرتهم ووجدانهم.
إشادة
فقد أشادت رئيسة تحرير مجلة “الشبكة العراقية” السيدة نرمين المفتي بجهود رؤساء التحرير الذين سبقوها في العمل الذي أسهم في وصول المجلة إلى موقعها الحالي.
وأثنت المفتي على جهود طاقم العمل من منتسبي الشبكة، سواء في التحرير أو القسم الفني او الإداري او الخدمات، الذين كانوا خير عون لها في مهامها ونجاح المجلة.
وأكدت المفتي على أنها، ومنذ تسلمها رئاسة تحرير المجلة، عملت على تطويرها من خلال استحداث العديد من الصفحات المهمة، ومن بينها (الملف) الذي يناقش أهم قضايا المجتمع العراقي ويواكب أحداث الساعة على مختلف الصعد، وصفحة (بصمة) التي ستظل بصمة في المجلة كونها رصدت كل النماذج المتميزة في المجتمع، ولاسيما النساء والشباب، كما استحدثت صفحة عنيت بالسياحة الدينية والعديد من الصفحات الجديدة الخاصة بالمرأة والأسرة..
وقالت المفتي إن المجلة تفتخر بكونها أول وسيلة إعلام غيرت الخطاب السياسي السائد واستبدلت مصطلح (مكونات) الذي يعبر عن الانقسام بمصطلح (التنوع) الذي يعزز روابط الوحدة الوطنية العراقية.
وبينت أن جهود المجلة في هذا السياق حظيت بتقدير كبير في الأوساط السياسية والأكاديمية، وقد أقيم العديد من المؤتمرات التي أشادت بتوجه مجلة الشبكة واهتمامها الكبير بالأقليات الدينية والعرقية بوصفها نسيجاً عراقياً متنوعاً، وليست حالات او مكونات منعزلة عن بعضها، وآخر هذه المؤتمرات هو المؤتمر الأكاديمي الذي أقامته جامعة كركوك حيث قدم فيه د.صفد الشمري، الأستاذ في كلية الإعلام-جامعة بغداد- بحثه العلمي بهذا الصدد.
وأثنت رئيسة تحرير مجلة الشبكة على جهود القسم الفني الذي أجرى تعديلات كبيرة على شكل المجلة وأظهرها في حلة جديدة، لافتة الى أن المجلة زادت عديد صفحاتها من ٨٠ الى مئة صفحة خلال فترة رئاستها لتحريرها.
وقالت المفتي: “لقد عملنا في الشبكة كفريق واحد، وعائلة واحدة، ركزت جهدها على تطوير العمل ولهذا نجحنا.”
ويقول مدير تحرير المجلة يوسف المحمداوي إن مجلة “الشبكة العراقية”، ومنذ تأسيسها إلى يومنا هذا، تميزت بتنوعها وعدم تخصصها برافد على حساب آخر، فهي للأسرة والأدب والفن والرياضة واستطلاعات وتحقيقات لأهم ما يشغل الشارع العراقي، ولم تركز على أمكنة سياحية في الجنوب على حساب أخرى في الشمال، بل كانت للجميع مائدة ثرية بالفواكه الطازجة.
ولفت المحمداوي الى ما قدمته المجلة من تقارير مترجمة، وحوارات مع رموز أدبية وفنية وإعلامية، واستذكارات لراحلين، ومقالات لكبار الإعلاميين، وبصمات لمن سجلوا بصماتهم الإبداعية على جدران الوطن.. نعم، هي المجلة الوحيدة في العراق التي لم يصبها الوهن ومبررات ديمومتها واستمراريتها هي تنوعها وحيويتها المتجددة بفضل أفراد أسرتها الكبار بأقلامهم وأحلامهم. واليوم في عيد ميلادها أشعر بأنه عيد ميلاد كل من ساهم بوجود
هذه الفاتنة في كل شيء
من جانبه، تساءل مدير قسم التحرير حسن عبد راضي عن أية لحظة من لحظات مجلة الشبكة يمكن للمرء الحديث عنها: أمِن لحظة تأسيسها، وها هي صبية نيفت على الخمسة عشر ربيعاً من العمر؟ أم من يوم استهدفها الإرهاب حين كان مقرها ضمن مجمع الصحافة في مبنى جريدة الصباح.. مجلة انبجست كالينبوع وسط ركام الحرب التي كنا خرجنا منها تواً، فكانت خيمة صغرى –بينما العراق هو خيمتنا الكبرى-، جمعت في قلبها كل هواجس العراقيين وهمومهم، وحاولت أن تكون حاضرة في كل شبر من العراق، وأن تتحدى كل الصعاب الأمنية والاقتصادية وغيرها، لتثبت أقدامها بخطاب وطني جامع، وأسرة تحرير مهنية رائعة وإخراج أنيق.
وقدم عبد راضي المحبة والتحيات والتهاني لكل من عمل في هذه المجلة، لمن غادروها أحياءً إلى مواقع أخرى، ولمن تُوفوا وعلى أصابعهم مداد الكتابة، وللباقين على قيد حبها، وكل عام والمجلة وأسرة تحريرها وقراؤها بألف خير.
مجازفة كبيرة
فيما يقول أقدم موظفي المجلة عامر جليل أنه رافق رحلة الشبكة منذ صدور عددها الأول، وعاصر جميع رؤساء تحرير المجلة، إذ كان ضمن فريق الحماية الشخصية لرئيس التحرير، ثم عمل في الاستعلامات والسكرتارية، قبل أن تتاح له فرصة العمل كمحرر.
أضاف جليل أن عمل على تطوير قابلياته لكي يرضي طموحه بالنجاح، وهو ما حتم عليه أن يكتب العديد من المواضيع، فقد رفد المطبوع بما يقارب الـ 65 موضوعاً أو أكثر بقليل في صفحات التحقيقات والرياضة وذاكرة مكان.
وقال إنه يفتخر لأنه أنجز سلسلتين، وكان أول من يكتب ويتطرق إلى الديانات والأقليات الموجودة في العراق، طبعاً بمساعدة رئيسة التحرير نرمين المفتي، وكانت مجازفة لأن بعض الديانات لم تكن تذكر مثل البهائية والزرادشتية وغيرهما، وأكمل السلسلة بنجاح بدون تكليف شبكة الإعلام العراقي أي مبلغ إيفاد، علماً أن أكثر زعامات الأقليات يسكنون إقليم كردستان وبعضهم خارج العراق.
ويذكر: بعدها كُلفت بملف السياحة الدينية حسب كتاب رئاسة الوزراء المرسل للشبكة، ونجحت أيضاً في هذا الملف الذي مازلت أعمل فيه مناصفة مع مواضيع الآثار التي تتم تغطيتها من قبلي، وقد حصلت على 18 درعاً للتفوق والإبداع و 28 شهادة تقديرية أثناء عملي في السياحة الدينية للمراقد والعتبات المقدسة والوقف السني ودورات معرض بغداد الدولي.
تقول المحررة في قسم التحقيقات رجاء الشجيري إن مجلة الشبكة تمثل واحدة من أهم المحطات المهنية بعملي في التصحيح والتحرير معا، فقد كانت الأبرز بعد عملي في الصحف فقط “الزمان والمدى”، لكن الشبكة كانت بداية الكتابة في صحافة المجلات، وهي دون شك لها بصمتها المختلفة عن لغة الصحف، حيث التنوع والتخصص الذي أكد هويتها من ناحية المواضيع، والتصميم، والمساحة ولغة الصور، وتكثيف الفكرة واختزالها، وقد تشرفت عند أول قدومي لمجلة الشبكة أن عملت مع رئيس تحريرها الراحل جمعة الحلفي، رحمه الله، الذي تعلمت منه الكثير في بداية طريق صحافة المجلات تحديداً..
الجزيرة الآمنة
من ناحيتها، تقول المترجمة ومسؤولة شعبة (الأسرة والمجتمع) في المجلة ثريا جواد:
تجربتي في مجلة “الشبكة العراقية” كانت جميلة وممتعة، كنت قدمت إليها في العام 2010 وكنت أعمل سابقاً في جريدة الصباح التي تصدر بشكل يومي، لاقيت بعض الصعوبات في بداية الأمر لأن عمل المجلة يختلف بعض الشيء عن عمل الجريدة، لكني سرعان ما تأقلمت مع الجميع الذين احتضنوني وكانوا بمثابة إخوة وأصدقاء لي..
عملت بصفة مترجمة في حقل السينما الذي أعشقه، وكنت فخورة وسعيدة بتواجدي بين فريق المجلة.
أضافت جواد: عاصرت خلال عملي الكثير من رؤساء التحرير منهم الأستاذ جمعة الحلفي (رحمه الله) والست نرمين المفتي، وكلهم كانوا بمستوى المسؤولية والكفاءة .. انا سعيدة بتواجدي ضمن طاقم المجلة التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتي..
كل الحب والود لمبدعي مجلة “الشبكة العراقية” بمناسبة ذكرى تأسيسها.
وتساءلت المحررة في التحقيقات وصفحة (بصمة) آية منصور: ماذا ستفعل روحي لو لم أكن داخل أروقة هذه المجلة التي تشعرني بانتعاش كبير للحياة. لقد حاولت مراراً وتكراراً، إيجاد مكان يحتوي ما أريد كتابته، مثل كنز عتيق، لا مجلة او صحيفة، حتى القنوات طرقتها باباً بعد باب دون هوادة او تفكير بمصير قدمي التي مشت مطولاً دون جدوى، كان الأمر بمثابة كابوس كبير استفيق عليه، حتى وصولي الى “مجلة الشبكة”.
وقالت: لم يكن عملي محض صدفة، اذ تعمدت إرسال رسالة إلى الراحل جمعة الحلفي أشكو فيها كل ما حدث لي من رفض في جميع المؤسسات، وكان وقتها رئيساً لتحرير المجلة، ففتح لي باب المجلة وأصبحت واحدة من العاملين فيها، ومن يومها وأنا اكتشف الكثير من الأمور في داخل قلبي بفضل المجلة وطاقمها بدءاً برئيسة تحريرها الست نرمين المفتي، لقد تعلمت أموراً عديدة في المجلة، فقد وجدت نفسي في عالم الصحافة المدهش من خلالها، حتى تلكم القصص التي أبحث عنها وأدونها داخل صفحات المجلة تغمرني بسعادة هائلة، ممتنة لكوني جزءاً صغيراً من عالم الشبكة العراقية، فقد أضافت لي الكثير وأحلم بالمزيد.
وتقول المحررة ريا عاصي إن مجلة الشبكة جزيرة امنة ليس فيها من يريد ان يكسب او يبرز على حساب الاخر، نتنافس مع بعضنا البعض للوصول الى مادة افضل للمتلقي.
جو العمل الصحي حول المديرية الى عائلة آمنة يحرص أفرادها بعضهم على البعض الآخر ويقدم الكل أفضل ما عندهم، فكنا بذلك أسرة تحرير حقيقية وعائلة.

جدية وتفانٍ
يقول الصحفي الرياضي أحمد رحيم نعمة، مسوؤل الشعبة الرياضية في المجلة: لقد كان عملنا في المجلة سلساً يسير بمنتهى الدقة والمصداقية، واكبنا خلال العمل طيلة السنوات الماضية مجموعة مميزة من مدراء ورؤساء تحرير لم يتدخلوا في كل ما نقدمه من مواد رياضية.
وأكد رحيم: لقد كانت المجلة، ومازالت، عائلة صغيرة تعمل بكل جدية وتفان، قدمنا في القسم الرياضي مواد رياضية متنوعة في مواكبة الحدث الرياضي أينما كان، انتقدنا خلال العمل العديد من الاتحادات التي لم تقدم المستوى المطلوب خلال البطولات، وفي نفس الوقت باركنا العمل الجيد والمثمر لبعض الاتحادات الرياضية. أضاف رحيم: لقد كانت سنة٢٠٢٠ اسوأ سنة من حيث فقدان رموز الكرة العراقية بسبب جائحة كاورونا، في مقدمتهم النجم المحبوب أحمد راضي والنجوم ناظم شاكر وعلي هادي وكريم سلمان، رحمهم الله برحمته الواسعة.