#خليك_بالبيت
فكرة الطائي /
في الوقت الذي تشهد فيه مدن العراق ومحافظاته حراكاً شعبياً واسعاً في ظل ارتفاع درجات الحرارة وكذلك ارتفاع معدلات الإصابة بجائحة كورونا إلى مستوى الآلاف بعد أن كانت بحدود المئات، اتخذ مجلس الوزراء قرارات حاسمة لتحسين الواقع الصحي والخدمي في عموم المحافظات العراقية والبحث عن معالجات للمشاكل والمعوقات وضرب مواقع الفساد التي تعيق التقدم في قطاعات الدولة كافة.
وبعيداً عن كل ما تقدم فإنّ المواطن ما يزال يبحث ويطالب ويحتج من أجل توفير الخدمات وتحقيق العيش الكريم في وطن آمن، ومن هذه النقطة انطلقت مؤسسات الدولة “القطاع العام” في تكثيف جهودها من أجل الخروج من هذه الأزمات الخانقة عبر تحقيق التكامل بين المؤسسات في الإسناد والدعم والتجهيز وحلّ الاختناقات، ومن بين تلك القطاعات المهمة والفاعلة، تضطلع وزارة الصناعة بإسناد قطاعات الصحة ومؤسسات الدولة الأخرى عبر خطوات عدة، فما هذه الخطوات؟. ومَن تخدم مِن قطاعات الدولة؟
سبق أن سلطنا الضوء على الكثير من تلك المبادرات الإسنادية لقطاعات حيوية ومهمة تصبّ في خدمة المواطن العراقي لا سيما في قطاعات الكهرباء والنفط والزراعة والصحّة ولن تتوقف هذه المبادرات عند منتج أو ابتكار محدد بعينه، بل تواصل تقديم المزيد من أجل تحقيق التكامل في عمل مؤسسات الدولة والاعتماد على المنتج المحلي في المفاصل الحيوية من العملية الإنتاجية والخدمية.
معقم الهواء.. إنجاز عراقي
لم أكن أدرك أهمية ما أخبرني به الزملاء في قسم الإعلام في وزارة الصناعة والمعادن، فقد سبق أن تناقلت وسائل الإعلام تصريحات منظمة الصحة العالمية التي اتابعها باستمرار والتي تفيد بأن فايروس كورونا لا ينتقل في الهواء، فما معنى “معقم الهواء” وما علاقة الشركة العامة للصناعات الكهربائية والالكترونية بهذا المنتج الجديد؟ هذا ما أردت أن استوضحه، فكان الحديث مع المهندس سفيان فوزي الجبوري موجزاً ونافعاً في إيضاح أهمية هذا المنجز، إذ قال: “إنّ الشركة واستمراراً لجهودها الكبيرة في توفير مستلزمات الوقاية من جائحة كورونا لدعم الجهد الوطني في التصدي لهذا الوباء أفادت من فعالية غاز ثنائي أوكسيد الكلور العامل القوي في تصنيع معقم الهواء المحمول بالإمكانات الذاتية ومن مواد متوفرة محليا”.
*ولكن ما فاعلية هذا المعقم؟
– فعالية المنتج تكمن في منع الإصابة بالفيروسات بتعطيل عمل الفايروس عن طريق تغيير البروتينات التي تغلّف الفايروس باستخدام تراكيز آمنة على صحة الإنسان ولا تسبّب أي آثار جانبية على الإطلاق”.
*هل يعدّ هذا المنتج عراقياً بحتاً؟
– “هذا المنتج وطني 100% يضاهي الأجنبي ومدعوم بشهادات فحص مختبري ويستخدم ضد البكتيريا والفايروسات والأوبئة، إذ يبعث ثاني أوكسيد الكلور لمسافة واحد متر مربع ويستمر مفعوله (30) يوماً ويباع بسعر زهيد جدا”.
* وماذا بشأن الابتكارات الأخرى؟
– “صنّعت الشركة أجهزة جديدة لتعقيم اليدين بأنواع مختلفة، بجهود وإمكانات ذاتية وباستخدام مواد ذات جودة عالية وهي أجهزة نقّالة متحركة يمكن وضعها في أي مكان وتحريكها بسهولة، والنوع المكتبي الذي يوضع فوق منضدة ثابتة إضافة إلى النوع المغلق الذي يمكن استخدامه في الأماكن الخارجية والداخلية وداخل المكاتب، ويمكن الاستفادة من هذه الأجهزة في أماكن العمل كالمكاتب والشركات والمستشفيات وحتى المنازل كونها سهلة الاستعمال واقتصادية بشكل فعّال، وقد صُنّعت وزوّدت بخزانات ذوات سعات مختلفة حسب حاجة المستخدم وأعداد الأشخاص، ويضخ الجهاز سائل التعقيم على شكل رذاذ خلال متحسّس الموجات فوق الصوتية عند اقتراب اليدين منه وذلك لضمان عدم لمس الأجزاء ميكانيكياً واحتمالية نقل الفيروسات والميكروبات”.
* وما مواصفات بوابة العجلات؟
– “تتكون من برج حديدي تم تصنيعه في مصانع الشركة مع إمكانية تجميعه على شكل قطع منفصلة وتصنيعه بالأبعاد المطلوبة من الجهة المستفيدة، لافتا إلى أنّ البوابة يسيطر عليها بكارت الكتروني مبرمج يمكن تغيير حساسيته مع المدة الزمنية لعملية ضخ محلول التعقيم، كما يحتوي جهاز السيطرة على شاشة لإظهار المعلومات المطلوبة كافة ويلحق بالبوابة خزان ماء تحدد سعته”.
وفي السياق ذاته، وحفاظا على صحة المواطن، تواصل الشركة العامة لصناعة الأدوية في سامراء إنتاج مادة السبتول المعقمة وتعتزم إنتاج مادة السافلون لتعقيم صالات العمليات.
وقال مدير عام الشركة الصيدلي عبد الحميد عبد الرحمن السالم: “إنّ الشركة عاودت إنتاج مادة السبتول المعقمة التي تتميّز بتركيزها العالي وفاعليتها في قتل البكتيريا، مؤكداً عزم الشركة على إنتاج كميات كبيرة من هذه المادة وطرحها إلى السوق العراقية لأغراض الاستخدام المنزلي”.
* وماذا بشأن المستشفيات؟
– إنّ الشركة بصدد إنتاج مادة (السافلون) المضادة للبكتيريا لاستخدامها في التعقيم في المستشفيات وصالات العمليات لقتل البكتريا والفايروسات، فضلاً عن تزويد وزارة الصحة بكميات كبيرة من إنتاج الشركة من مادة الكحول الطبي لأغراض التعقيم فضلاً عن تجهيز دوائر أخرى في سامراء وما زالت مستمرة بالتجهيز، مفصحاً عن نية الشركة إنتاج الكحول البخاخ وأنواع المعقمات المستخدمة في الوقاية من فايروس كورونا”.
ولم تكن الشركة العامة للزجاج والحراريات بعيدة عن هذه الجهود الإسنادية للقطاع الصحي ومواجهة جائحة كورونا، إذ اضطلعت بتصنيع غرف تعقيم الاشخاص، يقول المهندس فؤاد حماد عنيزي مدير عام الشركة: “إن الشركة صنّعت غرف تعقيم للأشخاص على وفق أحدث المواصفات مع ملحقاتها”، مؤكدا استعداد الشركة لتلبية احتياجات دوائر الدولة كافة وبأسعار مناسبة”.