ارشيف واعداد عامر بدر حسون /
انشدت عفيفة اسكندر الف اغنية وغنت على مسارح لندن وباريس.. وعقدت صداقات مع كبار الفنانين والادباء العرب والاوروبيين، لكن وبعد حياة طافحة في شهرتها الفنية كانت ملابسها عادية ولكنها انيقة “البلوز والتنورة” تناسق الوانها ابرز جمالاً تحاول الاعوام المتعبة ان تدوسه..
قلت لها:
* من هي فنانة العراق الاولى، وفي تواضع وبساطة وقدر في الكلام: لا يمكنني أن اعطي رأيي في هذا الموضوع طالما كنت امارس العمل الفني وأمر مثل هذا الاختيار متروك للجمهور.
هذه أخطائي وهؤلاء أصدقائي
ما هو رأيك بعفيفة الانسانة؟
– لا رأي لي في نفسي.. لي اخطائي وحسناتي كالاخرين.
* المعروف انك من هاويات السفر، فهل كونت علاقات صداقة مع ادباء وفنانين عرب؟
– لدي علاقات صداقة مع الادباء العرب، المرحوم المازني، الدكتور الشاعر ابراهيم ناجي، والاستاذ زكي مبارك.
* وهل غنيت على مسرح اوروبي؟
– غنيت في لندن على مسرح بي بي سي.. وكان بعض الاصدقاء من الفنانين العرب حاضرين هناك ومن بينهم عباس فارس، وفي باريس غنيت على مسرح اليونسكو.
كنت اغني باللغة التركية ونسيت اللغة والاغنيات الآن!
وبعد كل هذا الحوار، كان لابد ان تنطلق الفنانة عفيفة اسكندر لتقول رأيها في الأجور وهي تقول ان تطوراً قد حصل في الفترة الاخيرة بخصوص الاجور في الاذاعة والتلفزيون، فقد اصبح لكل فنان منزلة في نظرهم، ان يتقاضى على اساس –المنزلة- اجوره، انها تضحك ايضاً، وتحاول التملص من سؤال معين، اجوري؟ لا.. لا هذا لن أبوح به!
وتصمت الفنانة التي انشدت الف اغنية تقريباً وتقول: نسيت للأسف الغناء باللغة التركية، ان معظم اغنياتي باللغة العربية وهناك اغان تركية لي في بداية حياتي الفنية، لقد نسيتها في الوقت الحاضر!!
ثيابي حرمتني من لقب مليونيرة!
للبدلات شأن عظيم في حياة عفيفة فهي عميل مزمنة لبعض دو الازياء في باريس ولندن وقد عرف عنها انها لا تغني اية اغنية على شاشة التلفزيون الا ببدلة جديدة، يبدو انها تعيش في مشكلة بدلات، لكنها تقول بلهجة عراقية: بالنسبة للهدوم ما أضبط حسابي لأن ماكو داعي.. لو جنت اريد اضبط جان صرت مليونيرة، وفي هذا المجال ترى عفيفة رأيا خاصاً بأزياء المرأة في بلدنا.. ازياء المراة العراقية شيك وممتازة جداً، انها تجاري أحدث الموديلات في العالم.
عمر الشريف مفخرة لكل عربي
ان عمر الشريف اسم يردده الملايين هذه الايام، فقد تسنم مركزاً رائعاً في عالم الفن وخاصة بعد فيلمه –دكتور زيفاكو- قصة الكاتب الروسي بوريس باسترناك، وقد حاز عمر الشريف على جائزة النقاد العالميين على دوره في الفيلم كأحسن ممثل لعام 1965، وشاهدت عفيفة فيلميه -–لورنس العرب- والرولز رايس الصفراء –في لندن كما شاهدت مؤخراً فيلمه الجديد- الدكتور زيفاكو- على شاشة تلفزيون العاصمة البريطانية منقولاً من نيويورك عبر القمر الاصطناعي تلستار.
وهي تقول ان عمر الشريف مفخرة لكل عربي وعلى كل فنان ان يعتز به لأنه كافح وشق طريقه بصعوبة وحصل على مركز مرموق جعله يتفوق حتى على زملائه الامريكان! وهذا أمر ليس سهلا.
وماذا عن حياتك الخاصة؟
* ماذا عن الحياة اليومية لعفيفة؟
– اقضي فترة الصباح مع الاصدقاء.. وبعد الظهر اخرج، وعصراً ابدأ بحفظ الاغاني الجديدة التي سأغنيها للاذاعة والتلفزيون، وفي المساء اذهب الى السينما او ازور بعض الاصدقاء، أساهم باحياء بعض الحفلات في النوادي.
سأعود الى الشعر العربي الفصيح، واغني من شعر جميل صدقي الزهاوي قصيدته: اول الحب في القلوب شرارة، تختفي تارة وتظهر تارة ثم يرقى حتى يكون سراجاً، لذويه في فيه هدى وإنارة!
واغنيتي باللهجة العراقية من ألحان وكلمات خزعل مهدي: عاتبني وزيد العتب واللوم اني من العتب محروم!
حسرة على ايام اركض وراهم حافي!
وفي هذه المعاني التي تتراوح بين “الشرر” والحرمان تتحسر عفيفة على المعاني الرائعة التي كانت تزخر بها الاغنية العراقية القديمة بما تحويه من عذرية وسذاجة: لأركض وراهم حافي واعبيتي على جتافي بوسة من الأسمر كافي!
والسؤال هو: لماذا تبكي المرأة؟.. لماذا نحن الى “الحزايني”!؟ لكن عفيفة تقول: المرة مثل الجاهل تبجي بأشياء وتضحكها اشياء.. والاشياء الزغيرة تضحكها اكثر من الاشياء الكبيرة.
* وماذا يضحك عفيفة؟
– حادثة غريبة كانت تقصد مدينة “لشبونة” عاصمة البرتغال، ولكن الطائرة هبطت بها في مدينة برشلونة باسبانيا.. وبعد ان طفحت تصوراتها عن العاصمة البرتغالية “والفرحة بصدرها” اكتشفت ان “التكت غلط” واعيدت عفيفة الى لشبونة على حساب شركة الطيران!
ان الحديث عن اسبانيا لا يكتمل الا بالحديث عن مصارعة الثيران ففي بدء اللعبة لا تستطيع ان تنظر من شدة الالم لأنك تعرف ان الانسان والحيوان في معركة دموية ولكن بعد قليل انه فن من الفنون.. وتبدأ المتعة! وفجأة ظهرت على سحنتها علامات الأسى، وقالت: رأيت مصرع “ماثادور” كبير، إذ رفعه الثور بقرنيه فشق بطنه الماثادور إذا هرب من الثور يصفرون له ويحتقرونه.