شدراك يوسف: يوم أصبحتُ أفضل لاعب في كأس العرب

عبد الجبار خلف/

حين طلبت من اللاعب الدوليّ السابق شدراك يوسف (1942) أن يختار يوماً من عمره له مكانة مميزة وذكرى طيبة في نفسه، ابتسم ابتسامته المعهودة ومن ثم قال: وهل هنالك ذكرى أجمل من اختياري أفضل لاعب في بطولة كأس العرب عام 1966 بإجماع مدربي المنتخبات المشاركة.

كأس العرب

بعد لحظات من التأمل في وجه الذكرى تحدث شدراك عن ذلك اليوم قائلاً: كان ذلك في بطولة كأس العرب الثالثة التي احتضنها ملعب الكشافة ببغداد للفترة من 1/4 ولغاية 10/4/1966 وهي أول بطولة عربية ينظمها العراق، وهي البطولة التي فاز بها المنتخب العراقيّ، وهو أيضاً أول لقب كرويّ للعراق في عامٍ تجسدت فيه حقيقة كرة القدم العراقية، فكانت البطولة عرساً رياضياً ليس له مثيل وقد تزينت فيه شوارع بغداد وانطلقت الفرق الموسيقية الشعبية بقيادة مطرب المونولوج فاضل رشيد، تتغنى بالبطولة التي كانت حديث الناس.

ساعة ذهبية

وأضاف: بعد أن اختارني النقاد الرياضيون أفضل لاعب في المباراة التجريبية الأخيرة ضد نادي شنغهاي الصيني التي فزنا فيها بأربعة أهداف أشركني مدرب منتخبنا الوطني المرحوم “عادل بشير” ضمن التشكيلة الأساسية في مباراة الافتتاح أمام المنتخب الكويتي التي حضرها “عبد السلام عارف” رئيس الجمهورية، وأذكر أننا ـ نحن اللاعبين ـ فوجئنا قبل بداية المباراة بدخول السكرتير الأقدم لرئيس الجمهورية إلى منزع اللاعبين وأبلغنا بأن الرئيس أمر بتخصيص ساعة ذهبية يدوية لمن يحرز هدف الافتتاح، فكان الهدف الأول من نصيبي في مباراة انتهت عراقية 3/1، حيث سجل نوري ذياب وهشام عطا عجاج الهدفين الآخرين لكن الساعة الذهبية لم تكن من نصيبي، بل ذهبت إلى هشام عطا عجاج!، وأذكر أن المؤرخ الرياضي د. ضياء المنشيء في كتابه الموسوعة (كرة القدم العراقية) كتب :(افتتح رصيد الأهداف شدراك يوسف الذي سطع اسمه في سماء البطولة لما امتاز به من ديناميكية ومثابرة في منطقة الوسط).

أبو الشدائد

يتابع شدراك يوسف حديث الذاكرة: في المباراة الثانية ضد البحرين لعب منتخب العراق باحتياطيه وأضيف اليهم نوري ذياب وجبار رشك ففاز العراق 10/1 وجاء هدف البحرين من كرة لعبها الظهير العراقي بالخطأ في مرمى القط الأسود “محمد ثامر”. أما المباراة الثالثة فكانت ضد لبنان، وكانت من المباريات الصعبة وكنا قاب قوسين أو أدنى من الخسارة لولا براعة الحارس “حامد فوزي” الذي أنقذ مرمانا من كرة خطرة جداً لعبها المهاجم “جوزيف أبو مراد” في الدقيقة الأخيرة من المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي قبل أن يفوز منتخبنا الوطني على منتخب الأردن بهدفين سجلهما هشام عطا ومحمود أسد، كما فزنا على ليبيا 3 – 1، أحرز الأهداف قاسم زوية وهشام عطا وحسن بله (ضربة جزاء)، وفي يوم الأحد العاشر من نيسان 1966 كان موعد المباراة النهائية بين العراق وسوريا، افتتح التسجيل الجناح السوري الشاب نور الدين، وفي الشوط الثاني استطاع كوركيس اسماعيل “أبو الشدائد كما يطلق عليه الجمهور” إدراك التعادل وجاءت اللحظة الحاسمة ليعزز كوركيس تفوقنا ويحرز هدف الفوز التاريخي للعراق في يوم العمر ومباراة العمر التي أدارها الحكم الأردني ممدوح خرمة.

أفضل لاعب

وتوقف شدراك عن الاستذكار قبل أن يقول: كانت تكريم أبطال كأس العرب لم يتجاوز عشرة دنانير، لكن ذلك اليوم كان مشهوداً احتفلت فيه الجماهير بفرح غامر.

وختم استذكاره بالقول: مع سعادتي الكبيرة بفوزنا بالبطولة كانت سعادتي كبيرة لاختياري أفضل لاعب في البطولة، وهو وسام فخر اعتز به، وكنت آنذاك أصغر لاعبي العراق. وبسبب هذا اختارتني جريدة “الرياضي” أفضل لاعب لعام 1966 وقالت عن ذلك (لقدرته القوية ولياقته وخبرته ومهارته الشخصية).