جمعة اللامي /
(تؤخذ الطيور بقوائمها، والرجال بألسنتهم)
(من امثال الهند)
عندما يمر الأستاذ عبد الكلام، من أقرب مطار إلى حيث أقيم، سأحمل لافتة صغيرة، مكتوباً عليها: (عبد الكلام.. أنا أحبك)، حين كنت أطلع على تقرير مكتوب على غلافه: (خاص جداً ومحدود التداول).
التقرير يتعلق بـ (المجتمع الانثوي) في بلاد العرب، حيث السيادة غير منقوصة ابداً، للمرأة، اللهم إلا من بعض استثناءات، هنا وهناك (…)، فإن حقوق المرأة في العمل، واجازة الحمل، ومكافأة الحمل، ومكافأة المشاركة في العملية السياسية، والعملية التشريعية، والعملية الثقافية، لا ترقى اليها القوانين الفرنسية أو السويدية (..).
هكذا يقول التقرير.
ويقول التقرير أيضاً، وقد وصل اليَّ من حيث لا أقصد، ان (ثقافة إحترام المرأة) مباحة في المجتمعات العربية، بعدما تعاملنا بشفافية مع المناشدات الغربية، التي تدعونا الى عدم “ضرب” النساء، وعدم “هجرانهن”، وعدم “حرمانهن” من التعليم، وعدم “ترك” عوائلنا من دون منازل، كما الحال في كثير من الدول العربية النفطية (..).
تقرير ممتع، منعني حقاً من متابعة حكاية ذلك السيد الذي لايزال أعزب، واعلن ذلك على رؤوس الأشهاد، ليس نزولاً عند مناداة بعض السادة الغربيين، وانما لأنه يحترم ثقافته الوطنية.
ومن أبرز امثلة «حق» العربي في «تطليق» زوجته، حكاية المواطن المصري الذي طلق زوجته بالثلاث، بعد عشرة دامت نصف قرن، (لأن زوجته تخرج عن طاعته، وتصرّ على طهي الطعام بكميات كبيرة من السمن البلدي، وتجبره على شرب الشاي بكميات كبيرة من السكر، ما يشكل ضرراً بصحته).
هكذا منح (مكتب التسوية التابع لمحكمة الأسرة) بالقاهرة، في الثاني عشر من شهر نيسان سنة 1997، حق الطلاق للزوج الذي يبلغ من العمر 80 سنة، والزوجة التي عمرها 80 سنة أيضاً.
هذه (آخر شفافية).
أما عبد الكلام، حيث توصف بلاده بأنها من أعرق الديمقراطيات في عالمنا، فهو «أبيض» الكفّين، ولم يرتشٍ، ولم يسرق «المال العام»، ويكتفي بـ «راتبه» الحكومي، لأنه متصالح مع نفسه، كما اعلن في (مؤتمر للفساد الحكومي) حين قال: (أنا أعزب).
وقال عبد الكلام، والذي هو عالم فضاء معروف في بلاده، عندما سأله قائد الشرطة عن السبب الذي يعلل به الناس فسادهم، وهو تأمين مستقبل جيد لأولادهم واحفادهم: (هذا لا ينطبق عليّ).
عبد الكلام هذا، يا سادة ياكرام، هو: أبو بكر زين العابدين، عبد الكلام الرئيس الحادي عشر للهند في سنوات2002 ـ 2007.